بيروت: كشف الأمين العام لتيار المستقبل اللبناني أحمد الحريري عن إشارات أمنية وصلت إلى زعيم التيار سعد الحريري دفعته إلى مغادرة البلاد لحماية نفسه. واعتبر أحمد الحريري في حديث إذاعي له اليوم السبت أن هناك أيادي كثيرة في البلاد نتيجة الخلافات السياسية تجعلها ساحة فاقدة للمناعة ، فضلا عن التطورات المتعلقة بالمحكمة الدولية. وقال "إن هذه الأسباب دفعت بسعد الحريري إلى مغادرة لبنان بالإضافة إلى سبب رئيسي آخر بقيامه بمراجعة نقدية لفترة رئاسته للحكومة لكي يعيد بناء خطة جديدة للمرحلة المستقبلية مبنية بشكل رئيسي على الاستقرار والحوار وسبل قبول الآخر والاهتمام بهموم الناس". وأكد أن الحريري سيعود إلى بيروت في اللحظة التي تزول فيها المحاذير الأمنية لكن موعد هذه العودة منوط فقط بالحريري الذي يحدد الوقت المناسب خصوصا وأنه على اتصال دائم مع تياره الذي يطلعه بشكل يومي على الوضع في البلاد من أصغر تفصيل إلى الأمور الاستراتيجية الكبرى. وردا على سؤال عن الأكثرية والأقلية .. اعتبر أن الحزب التقدمي الاشتراكي بدل موقفه السياسي نتيجة ترهيب حزب الله له يضاف إلى ذلك تبديل رئيس الحكومة الحالية نجيب ميقاتي موقفه من التحالف مع سعد الحريري إلى درجة طعنه في الظهر ، حسب تعبيره. وحول اتهامات المعارضة للحكومة بأنها حكومة سوريا وحزب الله لفت إلى أن هدف المعارضة إسقاط الحكومة لكونها جاءت بدعم من الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وهما من أسقطا سعد الحريري. وحول الوضع في سوريا أكد الأمين العام لتيار المستقبل اللبناني أحمد الحريري أن تياره لازال يراقب ويتعاطف مع الشعب هناك الذي يتعرض لمذبحة .. محذرا من أن الوضع هناك سيؤثر بشكل رئيسي على الحكومة اللبنانية لأن النظام السوري الذي أنشأ هذه الحكومة بدأ يضعف. ووصف الاتهامات التي وجهت إلى نواب كتلة المستقبل بالتدخل في أحداث سوريا بأنها فارغة والشعب السوري خارج كل الأحزاب وهو يخوض ثورة تختلف عن كل الثورات الموجودة اليوم في العالم العربي .. مشيرا إلى أنه أمام هذه الثورات مرحلة انتقالية صعبة يجب أن تشمل حوارا حول مستقبل هذه البلاد. واتهم النظام السوري بأنه كان يمنع تطبيق اتفاق الطائف منذ عام 1989 حتى عام 2005 ، وهناك فرصة حاليا لتطبيق الطائف وأهمها اللامركزية الإدارية. ودعا إلى إعطاء مهلة لتطبيق اتفاق الطائف بشكل صحيح مع المتغيرات التي حصلت في البلد على أن تكون هناك نية صحيحة للمحافظة على الطائف لأنه إنجاز وصل إليه اللبنانيون بعد معارك كبيرة.