واشنطن: كشف بحث نشر في مجلة "نيتشر" أن باحثين أمريكيين طوروا مواد كيماوية تعطل قدرة البعوض على شم رائحة الإنسان. ويؤمل في استخدام تلك المواد كطارد للبعوض. وأكد خبير بريطاني في هذا المجال أن الاكتشاف يمكن أن يكون "خطوة كبرى للامام" اذا كانت تلك المواد الكيماوية آمنة ورخيصة. وتعتمد أناث البعوض على ثاني أكسيد الكربون في زفير البشر للوصول إلى فريستها التالية والحصول على وجبة. ويمكن للبعوضة استشعار التغيرات الطفيفة في تركيز الغاز وتتبعه حتى تتعرف على التنفس البشري. وتستخدم هذه الخاصية في مصايد البعوض التي تعتمد على ثاني اوكسيد الكربون لكنها تتطلب الثلج المجفف أو اسطوانات الغاز مما يعني أنها من النادر استخدامها في الدول النامية، طبقاً لما ورد بموقع ال"بي بي سي". وعمل الباحثون على البحث عن المواد الكيماوية التي يمكن ان تعطل حواس البعوض التي تستشعر ثاني أكسيد الكربون. وقام الباحثون في جامعة كاليفورنيا باختبار مواد كيماوية ذات رائحة على ثلاثة أنواع من البعوض هى "الانوفيلس" الغامبية التي تنقل الملاريا وكيولكس كينكوفاشياتس التي تنقل الفلاريا وفيروس غرب النيل والبعوضة المصرية التي تنقل الحمى الصفراء. ويعتقد أن الأانواع الثلاثة تنقل الأمراض لحوالي نصف مليار شخص سنوياً وتسبب ملايين الوفيات. وحدد الباحثون ثلاث مجموعات من الكيماويات تعطل مراكز استشعار ثاني أوكسيد الكربون لدى البعوض. ومجموعة تحاكي ثاني أكسيد الكربون وتستخدم كطعم في مصايد البعوض وأخرى تمنع البعوض من استشعار ثاني أكسيد الكربون والثالثة توهم مخ البعوضة بأنها محاطة بكمية هائلة من الغاز فلا تعرف إلى أى اتجاه تذهب. وأوضح البروفيسور انانداسانكار راي من جامعة كاليفورنيا: "توفر هذه الكيماويات إمكانيات هائلة كادوات تقلل تعرض البشر للبعوض، ويمكن أن تؤدي إلى تطوير أجيال جديدة من طاردات البعوض". وأضاف: "أن تحديد جزيئات الرائحة تلك، والتي يمكن أن تؤدي مهمتها بأقل تركيز لها ما يعني أنها اقتصادية، يمكن أن يكون فعالاً في تعطيل قدرة البعوضة على الوصول للبشر ومن ثم تقليل انتشار الأمراض التي ينقلها البعوض". ولا يعتمد البعوض على ثاني أكسيد الكربون وحده لتحديد موقع فريسته البشرية، إذ يستخدم كذلك رائحة العرق البشري ورائحة الجلد. وأكد الدكتور جيمس لوجان من كلية الطب الاستوائي في لندن: "مع أن هذه دراسة مثيرة إلا أن على الباحثين أن يثبتوا أن تلك الكيماويات يمكن أن تحمي البشر من لسع البعوض". وأضاف: "مع أن ثاني أكسيد الكربون هو مؤشر مهم للبعوض إلا أننا نعرف أن البعوض يستجيب بطريقة مختلفة للغاز من المصايد عن الغاز من تنفس البشر، إذ أن الآخير يشمل مزيجاً من الكيماويات الجاذبة والحرارة والمؤشرات البصرية. والسؤال الأساسي هو هل تحمي تلك الروائح البشر؟". ويتطلب الأمر استخدام تلك المواد الكيماوية بتركيزات عالية مما قد يضر بصحة البشر. ويقول الباحثون إن خطوتهم التالية هي تطوير مواد كيماوية أكثر أماناً.