شن الناشط الحقوقي أسعد هيكل، عضو لجنة الحريات بنقابة المحامين هجوما حادا على أعضاء اللجنة التأسيسية للدستور والرئيس محمد مرسي والمجلس العسكري واصفا إياهم بأنهم أصحاب اكبر واقعة تزوير في تاريخ الشعوب. وقال هيكل أن خدعة مرسي والمجلس العسكري لثوار 25 يناير والشعب المصري بدأت في 19 مارس من عام 2011 عندما استفتي الشعب المصري علي 9 مواد دستوريه أعدتها لجنة رأسها احد المقربين من الإخوان المسلمين هو المستشار طارق البشري و احد أعضاء الجماعة و هو المحامي صبحي صالح . كان من أهم المواد التي استفتي الشعب عليها المادة 189 التي تنظم طريقه وضع الدستور الجديد للبلاد حيث نصت هذه المادة علي أن " لكل من رئيس الجمهورية و بعد موافقة مجلس الوزراء و نصف أعضاء مجلسي الشعب و الشورى طلب إصدار دستور جديد و تتولى جمعية تأسيسية من مائة عضو ينتخبهم أغلبية أعضاء المجلسين غير المعينين في اجتماع مشترك إعداد مشروع الدستور" .
وأضاف الشرعية الشعبية الوحيدة التي اقرها الشعب لوضع دستوره الجديد هي المادة 189 التي تتطلب أن يتعاون كل من رئيس الجمهورية بعد انتخابه و مجلس الوزراء و نصف عدد أعضاء مجلسي الشعب و الشورى في وضع الدستور الجديد للبلاد . وأن هذه المادة تم إخفائها و تبديلها و تزويرها و تحويرها إلي نص آخر أصدره المجلس العسكري في شكل إعلان دستوري جديد صدر بتاريخ 30 مارس و هو نص المادة 60 منه و التي منح بمقتضاها لمجلسي الشعب و الشورى فقط مجتمعين انتخاب لجنة من مائة عضو !! ، ثم عاد المجلس العسكري بعد حل الجمعية الأولي بحكم مجلس الدولة و بعد أن تشكلت الجمعية الثانية بذات الطريقة الباطلة لتشكيل الجمعية الأولي و منح لنفسه الحق منفردا في إعادة تشكيل هذه الجمعية بموجب إعلان دستوري مكمل إذا ما حلت الجمعية الثانية .
و أخيرا جاء رئيس الجمهورية لينزع هذا الحق من المجلس العسكري بموجب قرار منفرد منه اسماه إعلان دستوري منح من خلاله لنفسه الحق في تشكيل الجمعية التأسيسية إذا ما قضي مجلس الدولة بحل الجمعية التأسيسية القائمة الآن .
إذا كان الشعب هو مصدر السلطات و مانح الشرعية و كان هذا الشعب قد اقر و قرر في استفتاء 19 مارس طريقة وحيدة لوضع دستوره الجديد اشترط فيها أن يكون لكل من رئيس الجمهورية و بعد موافقة مجلس الوزراء و نصف أعضاء مجلسي الشعب و الشورى طلب وضع الدستور الجديد فان أي تغير أو تبديل أو تحوير فيما قرره يصبح من قبيل الخداع و الغش و التدليس علي هذا الشعب ، و هذا بكل أسف ما حدث ، خُدِع شعب مصر !!
و الذين خدعوا شعب مصر فعلوا ذلك عن عمد مدركين ومستغلين انه شعب لازال يخطو أولي خطواته في طريق الحرية و الديمقراطية لكنهم قدموا مصالحهم فوق مصالحه ، و اعلوا رغباتهم فوق رغباته ، و رغم أن هناك شباب ضحوا بأرواحهم و نور بصرهم من اجل أن يعيش و يري غيرهم الطريق الصحيح لأجل مستقبل أفضل لهذه البلاد ، إلا أن الله قدر و شاء أن يبتلي تلك البلاد بأشخاص غيبوا ضمائرهم الوطنية و كتموا شهاداتهم عن عمد ، ضللوا الشعب و طمسوا معالم طريقه و خدعوه و استهانوا بدماء أبناءه .
ونفى هيكل وجود أي شرعية للمجلس العسكري و لا لرئيس الجمهورية وحده في اختيار الجمعية التأسيسية لوضع دستور البلاد ، لافتا إلى أن الشرعية الشعبية الوحيدة لوضع دستور البلاد الجديد هي المادة 189 من التعديلات الدستورية التي اقرها الشعب في استفتاء 19 مارس، وقال إن الأمر مطروح الآن علي مجلس الدولة الذي قرر إلزام الحكومة بتقديم نسخة من ورقة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية التي استفتي عليها الشعب. مواد متعلقة: 1. القضاء يحسم غدا أحقية غير المسلمين المشاركة فى "التاسيسية" 2. عضو بالتأسيسية: مرسي سيغير 30% فقط من الجمعية 3. رئيس «السلام الديمقراطي» ينسحب من التأسيسية