تتصدر التظاهرات الحاشدة التي اندلعت الأسبوع الماضي في العاصمة الإيرانيةطهران احتجاجا على حالة التراجع الاقتصادي الذي تشهده البلاد الناتجة عن حزمة العقوبات الدولية المفروضة عليها، وما أسفر عنها من تداعيات دولية ومحلية اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة اليوم السبت. واعتبرت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني أن حكم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بات على المحك بسبب تنامي السخط الشعبي من جراء سوء إدارة حكومته للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، مشيرة إلى أنه على الرغم من نجاح نجاد في تجاوز عدة أزمات محلية ودولية وقفت أمامه خلال سنين حكمه السبعة، إلا أن أزمة الاقتصاد الإيراني ربما ترسم بداية نهاية حكمه للبلاد.
وذكرت الصحيفة أن هذه الأزمة أدت إلى تهميش دور نجاد بشكل كبير ولا سيما مع تراجع قيمة العملة الإيرانية خلال الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياتها في مقابل الدولار الأمريكي، ما أبرز تصريحات عدد من المحلليين بأن حلفاء نجاد السابقين استخدموه ككبش فداء لمشاكل النظام.
كما أشارت إلى الانتقادات اللاذعة التي وجهتها المعارضة الإيرانية إلى نجاد والتي كانت على رأسها اتهامه بسوء إدارة العجز الاقتصادي للبلاد ما أدى إلى فقدان العملة لثلث قيمتها في مقابل الدولار الذي تفوق على الريال الإيراني بنحو ثلاثة أمثال.
وأوضحت "ذي جارديان" أن خطاب نجاد أمام البرلمان خلال الأسبوع الماضي،والذي عزا فيه أسباب الأزمة الاقتصادية الراهنة إلى العقوبات الدولية المفروضة على بلاده،أدى في حقيقة الأمر إلى اتساع هوة الخلافات بينه وبين معارضيه الذين شنوا أقوى هجوم ضده بمساعدة بعض المنتمين إلى النظام.
ومن ثم، فإن حملة الهجوم الشرس للمعارضة في إيران على نجاد حسبما اعتبرت الصحيفة تعد أوضح أدلة على فقدان نجاد نفوذه في البلاد بجانب توازنه في إدارة دفة الأمور وذلك على الرغم من قدرته الفائقة على الانفراد بعناوين الصحف في الخارج.
وفي السياق ذاته، سلطت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية الضوء على رفض إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمقترح إيراني يقضي بأن توقف طهران تدريجيا عمليات تخصيب اليورانيوم مقابل رفع جميع العقوبات التي فرضت عليها واستئناف مبيعات النفط الإيراني للدول الأوروبية.
وذكرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن هذه المقترحات أدت إلى سيادة حالة من التفاؤل والبهجة في دول الاتحاد الأوروبي، التي تعتزم فرض حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية تعتبر ضئيلة نسبيا في حقيقة الأمر لكنها ذات دلالات رمزية كبيرة وتحظر تصدير صادرات إيران من الغاز في غضون الأيام العشرة القادمة.
وأضافت أنه على الرغم من ادراك الغرب بأن مقترحات طهران في هذا الصدد تعد حيلة منها لكسب الوقت،إلا أنها تعكس في الوقت ذاته القلق البالغ الذي بات ينتاب النظام من انهيار قمية الريال الإيراني بنسبة تفوق ال40% خلال الأسبوع الماضي.
وكان مسئولون بالبيت الأبيض قد أعلنوا حسبما أفادت الصحيفة أن مقترحات إيران لتسوية الجدل الدائر حول برنامجها النووي تتطلب عدة تنازلات من جانب المجتمع الدولي ولن تضمن تخلي إيران عن طموحاتها النووية بشكل نهائي.
مواد متعلقة: 1. الكونجرس يدرس توسيع العقوبات الإيرانية 2. بان كي مون عقوبات إيران تؤثر على شعبها 3. أوروبا تدرس فرض حظر تجاري على إيران