كتب – عمرو عبدالمنعم وشيماء عيسى قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" مخاطبا الرئيس مرسي وزعماء دول الربيع العربي : ندعوكم من اليوم أن تخططوا لمشروع تحرير القدس وكافة فلسطين . وأضاف أن مصر وقلعتها التي تحتفل بذكرى فتح القدس تعود لدورها بعد غياب عقودا طويلة ، ولقد عادت بحكومتها ونظامها الشجاع وأزهرها الشريف ، وبمسلميها وأقباطها معا، قائلا أنه حين تغيب مصر تغيب قضية فلسطين معها ، وحين تعود ترى خطوات واثقة نحو تحرير القدس . واسترجع مشعل دلالة شهر أكتوبر الذي انتصر فيه المصريون على الكيان الصهيوني، ودلالة المكان الذي حرر منه صلاح الدين بيت المقدس والذي سبقه الشهيد نورالدين زنكي، واليوم – كما يشير مشعل - للأسف "قطعان" الصهيونيين يحاولون صنع أمرا واقعا في الحرم الإبراهيمي وفي القدس، ويريدون اقتسام الأقصى واستباحته وتدنيسه بصلواتهم الخبيثة . وأضاف أنهم كتبوا على الجدران عبارات السفاهة بحق سيدنا عيسى عليه السلام، فهم أعداء الله ومحمد وعيسى وموسى وإبراهيم وأعداء القيم والأخلاق والرسالات والأنبياء . وتابع : دعم القدس اجتماعيا وخيريا وثقافيا ، كان مقبولا في الماضي وإن لم يكن كافيا، ولكن اليوم بعد الربيع العربي ليس مقبولا ولا كافيا، ولابد من تحضير مشروع تحرير فلسطين من مصر. وحيا مشعل الشباب الذي هتف "ع القدس رايحين شهداء بالملايين" . وأكد أنهم في المقاومة الفلسطينية اهتموا بإعمال البندقية حتى في غيبة الكبار، ويعني مصر، وأنهم لن يعودوا عن خيار المقاومة ولم ولن يساوموا على دماء الشعوب كما يشيع أعداؤهم. كما أشار مشعل لحالة الانقسام الفلسطيني الداخلي الذي فرض عليهم من الخارج، وظلوا مثقلين بمسيرة تافهة من المفاوضات التي تكرس الذل والاستسلام، داعيا القيادة الفلسطينية بكل فصائلها لقلب تلك الطاولة وعملية "السياسة العبثية" ، قائلا أن كفى التسكع على موائد اللئام شرقا وغربا . مضيفا أن المقاومة هي سبيل استعادة الحقوق وليس المفاوضة ، ولا شيء يعيد الأوطان إلا الجهاد والبندقية وبذل الدماء . ودعا مشعل مصر للإسراع في النهضة، وأن تتسامح في صفها الداخلي، وأن تتكامل مع جيرانها ، باستثناء الكيان الصهيوني الدخيل . جاء ذلك خلال احتفالية كبرى أقامتها مؤسسة "القدس الدولية" بمناسبة ذكرى فتح صلاح الدين للقدس بمحكى القلعة غدًا تحت شعار (القدس نحميها معًا.. نستعيدها معًا)، وقد رعت الحفل وزارة الثقافة المصرية، وحضرها الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، ومحمد عصمت سيف الدولة، مستشار رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى ضيف شرف الحفل خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، ورضا فهمي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية، إلى جانب عدد كبير من السفراء، ونخبة كبيرة من كبار الفنانين والرياضين والأدباء، والدكتورة باكينام الشرقاوي مستشار الرئيس وذلك نيابة عن الكنيسة الأرثوذكسية، والدكتور محمد جميعة، مندوب شيخ الأزهر، وهادي خشبة من الائتلاف العالمي للرياضين لنصرة القدسوفلسطين. الدتكور سعد الكتاتني ممثل شيخ الأزهر والدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى . وشهد الحفل حضورا مكثفا خاصة من شباب حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسي للإخوان، وتضمن الحفل أفلاما وثائقية حول القدس ، وألقيت قصائد شعرية ، وأغان فلسطينية ومصرية ثورية مثل "صوت الملايين" و"دقت ساعة العمل الوطني" و"لأجلك يا زهرة المدائن" تمجد فيها وتدعو العرب لتحريرها من الصهاينة وذلك وسط هتافات "يا خالد بن الوليد كلنا هنا شهيد"، "يا أقصانا لا تهتم هانفديك بالروح والدم " وغيرها ، ورفع عشرات الشباب رايات فلسطينية تتوسطها صورة القدس . في كلمته، أشار رضا فهمي رئيس مؤسسة القدس أن عالمنا الإسلامي يتعرض لهجمات في أفغانستان والعراق وفلسطين، ولكن الأخيرة يجب أن تظل في صدارة قضايانا، وتطرق لمعاناة أهل بيت المقدس على كل المستويات ، حتى أنهم يفقدون حق المثول أمام قاض طبيعي ، كما تطرق لما وصفه بعربدة الدولة العبرية ليل نهار وتغييرها الخريطة الديمغرافية لمدينة القدس العربية الإسلامية، شاكرا للنظام المصري برئاسة الدكتور محمد مرسي اعتباره القدسوفلسطين قضية محورية . وفي كلمة وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب، أكد على محورية قضية فلسطين بالنسبة للمصريين والعرب، وأنها ظلت على هذا الحال منذ العقد الرابع من القرن المنصرم ، واختلطت الدماء العربية والفلسطينية من أجلها، داعيا لتجييش المهام الدبلوماسية والعسكرية لاستعادة الأرض العربية المحتلة ولتكون القدس عاصمة لدولة فلسطين، واعتبر الدكتور عصمت سيف الدولة مستشار رئيس الجمهورية للشئون العربية، أن مصر عادت لقواعدها سالمة بعد 35 سنة اعتبرت فلسطين هي العدو وإسرائيل قطر شقيق، وقد تغيرت المناهج والعلاقات الرسمية لكن الشعب لم يؤمن إلا بالحق، قائلا : لن نبيع أوطاننا في سوق الثلاثاء الدولي . وأشار سيف الدولة إلى أن مصر محتلة من الأجانب منذ دخول الإسكندر الأكبر وظلت الاحتلالات تتوالى ألف عام، حتى جاء عمرو بن العاص وفتحها وحررها ، وهي إشارة إلى أن العرب حرروا أنفسهم ولن تتحرر كل دولة من تلقاء نفسها، ولابد أن نعود لدولة عربية واحدة كبرى ، قائلا أن ذكرى صلاح الدين وتحريره القدس 1187 ترفع رأسنا مجددا . ووصف سيف الدولة فلسطين بحامل الراية في المعارك القديمة، والذي كان يشير لتقدم الجيش أو تأخره، ولا يترك الراية أبدا، وهكذا فلسطين تعد راية لحال المعركة العربية بأكملها ولولا صمود المناضلين من أمثال خالد مشعل لسقطت الراية على يد الصهاينة .. وهي لن تسقط ، كما يقول . وأخيرا أكد سيف الدولة أن كل دولة تحررت ضمن الربيع العربي لابد أن تجعل فلسطين قضيتها لا أن تهتم فقط ببناء نفسها . وعودة للتاريخ، قال الدكتور محمد الجميعي نيابة عن شيخ الأزهر : صلاح الدين حين فتح بيت المقدس كانت الصلبان معلقة عليه لأكثر من سبعين عاما، والكيان الصهيوني لم يستمر كل هذه الفترة، وحين يجيء رجل ذو همة فإنه يحيي الأمة وما أحوجنا لإرادة صلاح الدين اليوم الذي حين سأله قائد جيشه : لم لا أراك مبتسما ، قال كلمته الشهيرة : وكيف أبتسم وبيت الله أسير ؟ ! وطالب الجميعي الحضور بتذكر كلمة شارون : العداء بيننا وبين العرب ليس صراع حدود ولكنه صراع وجود . ولكن النبي صلى الله عليه وسلم تنبأ بقوله : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء من الأخ قبل العدو أي شدة – حتى يأتي وعد الله، وقالوا من هم يا رسول الله، قال : في بيت المقدس وأكنافه – أي في مصر والشام ، تلك الرحم التي تخرج أبطالا الآن .