أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنه لا جدال في كون منظمة التحرير الفلسطينية هي بيت للفلسطينيين في الداخل والخارج، مشددا في الوقت ذاته على أن مؤسساتها في اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني قد فقدت شرعيتها الوطنية منذ سنين. كما شدد مشعل في كلمته في مهرجان "وانتصرت غزة" الذي أقيم في العاصمة السورية دمشق، على أن الشعب الفلسطيني اختار المقاومة وانحاز لصفها، وبالتالي فلا شرعية لأي مؤسسة فلسطينية تتناقض مع خيار الشعب وهو خيار المقاومة. واستهجن القيادي الفلسطيني موقف المشككين في انتصار المقاومة في غزة، وقال "منذ اليوم الأول قلنا ومازلنا نقول انتصرت المقاومة وانتصرت غزة واندحر العدو، لماذا يستكثر البعض علينا مثل هذا الانتصار؟! لماذا يستكثر الانتصار على شعب مؤمن جاهد وانتصر بكل شجاعة؟! لماذا نستذكر انتصار القلة على الكثرة؟!". وأضاف "إنكار العدو لهزيمته على ارض غزة، أمر لا يعنينا خاصة في أنهم في موسم الانتخابات"، مخاطبا كل المشككين في الانتصار "ألا تؤمنون إلا بدليل إسرائيلي؟! إن المفارقة المؤلمة حين نرى جدلاً في بعض الصف الفلسطيني والعربي يصرف الهزيمة عن "اسرائيل"، في الوقت الذي نرى جدلا "اسرائيل" داخلياً يتهم "اسرائيل" بالفشل". وشدد مشعل على "أن معركة غزة عززت الثقة لدى شعبنا وأمتنا بقدرة المقاومة على لتحرير، اليوم كل فلسطيني كل عربي كل مسلم في العالم يدرك أن الرهان على المقاومة ولا شيء غيرها، ولن يعد لنا قدسنا إلا المقاومة، واستطلاعات الرأي -والوقت يضيق عن ذكرها- لكن مؤشراتها صاعدة أما مؤشرات المفاوضات فهي هابطة". وحول التهديدات الصهيونية لغزة تساءل مشعل "ماذا أنتم فاعلون يا قادة العدو؟! لو كان عندكم شيء تقدرون فيه على أرض غزة لفعلتم، لكن تهديدكم اليوم هو دليل فشلكم وهزيمتكم"، موضحا "أن ما فشل العدو في إنجازه في الميدان وعبر النار والأف 16 والفسفور، يسعى جاهداً اليوم لانتزاعه منا في ميدان السياسة والمفاوضات المريرة". وشدد القائد الفلسطيني على ان جولات المفاوضات مع مصر، هي لتثبيت الحقوق الفلسطينية في رفع الحصار وفتح المعابر وتسريع عملية الإعمار، مشددا "على أنه بغير هذه المطالب فلن تكون هناك تهدئة"، موضحا ان العدو الصهيوني حتى هذه اللحظة لم يقدم التزاماً صريحاً برفع الحصار وفتح المعابر، ولم يقدم أي ضمانة لتحقيق ذلك. وحول التأخير في عملية الإعمار أوضح مشعل ان التسريع في عملية الإعمار هي أبسط حقوق الشعب العظيم في غزة، في حين يريد العدو الصهيوني وحلفاؤه "أن يعاقبوا الشعب والمقاومة بتأخير البناء، حتى ينتفض الشعب على المقاومة، ويدفع للثورة عليها لأنها تأخرت في الإعمار". وفي موضوع جمع الأموال لإغاثة الشعب المنكوب في غزة قال مشعل "نعم نحن جمعنا الأموال وما زلنا نجمعها من العرب والملسيمين والدول والشعوب وأرسلناها ونرسلها لشعبنا في غزة، حتى نؤدي واجبنا تجاهه، هذا واجبنا نجاهر، ونؤكد أن جمع المال من العرب والمسلمين وارساله إلى غزة ليست تهمة بل مكرمة وواجب".وأضاف "من يحمل المال إلى غزة يستحق تحية تكريم لا يستحق تكفيراً ولا تبطيلاً". وأضاف مشعل أن فصائل المقاومة تريد أن تعيد جمع الأمة على قضية فلسطين، بعيدا عن التمحور والحسابات الضيقة "ولا نريد تقسيم الأمة إلى معسكرات ومحاور، إن الذين يتهموننا هم الذين يقعون في فخها". كما قدم رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" تحية لكل الأمة وشكر سفينة الاخوة اللبنانية، وشكر كل الوفود والفرق الطبية والاغاثية والبرلمانية التي ذهتب إلى غزة، "شكراً لمن وطئت أقدامه أرض غزة وليقول لأهلها نحن معكم في السراء والضراء". وحيا سوريا وإيران والسودان وقطر وتركيا ورئيس وزراءها طيب رجب أردوغان الذي أغاض بيرير في دافوس، كما حيا الرئيس الفنزويلي شافير وبوليفيا، ومن قطع علاقاته مع الكيان الصهيوني "كرمال عيون غزة"، وحيا حزب الله، وكل من وقف في صف المقاومة. وختم بقوله "إن دعم المقاومة والرهان على الأمة العربية أنفع من محاولة التأثير على الانتخابات الإسرائيلية، نحن فصائل المقاومة لا نبالي على أي صهوة خضنا المعركة في وجه كاديما والعمل هؤلاء أعداءنا هؤلاء محتلون وقتلة".