أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أن الوقت غير مناسب لإتمام المصالحة الفلسطينية . قال مشعل خلال لقائه مع المشاركين فى «ملتقى الجولان الدولى» بدمشق، أمس الأول: «لا مصالحة دون تحقيق شرطين هما ترتيب البيت الفلسطينى بناء على إرادة الشعب واختياره دون تزوير، والتوافق على برنامج سياسى وطنى وقرار واحد». وأضاف أن حماس أرادت بالمصالحة، العمل على نزع الذريعة التى على أساسها تجوع غزة وتقمع الضفة الغربية، مؤكدا أن المصالحة تحتاج لآلية وتوقيت جديدين. وقال مشعل فى كلمته التى جاءت بعد خطاب لمحمود عباس، إن تقرير «جولدستون» يعتبر القشة التى قصمت ظهر البعير وأن الكيل طفح بالشعب الفلسطينى، وأضاف: «لا يمكننا القبول بمزيد من الأخطاء، والقيادة الفلسطينية لا تستحق ثقتنا». وانتقد مشعل تأجيل السلطة الفلسطينية التصويت على تقرير «جولدستون» معتبراً ذلك جريمة بحق الشعب الفلسطينى ودماء الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، لأن هذا التقرير الذى صدر من هيئة دولية يدين ويحرج إسرائيل. ودعا مشعل إلى محاسبة القيادة الفلسطينية على سحب تقرير «جولدستون» من مجلس حقوق الإنسان، مشددا على ضرورة خضوع القرار الفلسطينى لمرجعية وطنية أمينة على الحقوق والثوابت الفلسطينية وحذر رئيس المكتب السياسى لحماس من وجود مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية من خلال استغلال الانقسام الفلسطينى، مؤكدا ضرورة الاحتكام إلى الهوية الفلسطينية الحقيقية لتكون المصالحة وطنية فلسطينية تقوم على أمرين واضحين هما: ترتيب البيت الفلسطينى فى إطار السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية وفق قاعدة الديمقراطية والانتخاب الحر لبناء مؤسسات منظمة التحرير ومؤسسات السلطة، والتوافق على البرنامج السياسى الوطنى وآلية صناعة القرار السياسى الفلسطينى. وطالب مشعل ببناء مرجعية وطنية جديدة من خلال اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لكى تكون قيادة حقيقية أمينة ومخلصة تمثل مصالح الشعب، حتى لا ينفرد أحد بمصير القدسالمحتلة ولا بحق العودة والأرض والموقف من الاستيطان. وقال مشعل: إن فريق السلطة الممسك بالقرار الفلسطينى، الذى كان من المفروض أن يحافظ على حقوق الشعب، يتعاون مع دايتون للقضاء على فكر المقاومة. وأضاف أن القيادة الحالية ليست أمينة على مصالح الشعب الفلسطينى، مشددا على أنه لا تفويض بعد اليوم للقيادة الفلسطينية الحالية على الإطلاق، داعيا إلى ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتمثل المرجعية الوطنية للحقوق والثوابت المتمثلة فى القدس وحق العودة والاستيطان. واعتبر مشعل أن هناك مؤامرة لتصفية القدس الفلسطينية، وأن إدارة الرئيس الأميركى باراك أوباما تقدم لغة مختلفة دون أفعال مختلفة، وأنها تمنح الفلسطينيين كلاما «وتعطى عدونا أفعالا». وأكد أن المقاومة ستظل الخيار الاستراتيجى لحركة حماس والتى لن تفرط فى الثوابت الفلسطينية من القدس وحق العودة والرفض للاستيطان. وقال: إن المعادلة التى تحكم الصراع مع الاحتلال الإسرائيلى واضحة وأن استمرار الاحتلال يعنى استمرار المقاومة. على جانب آخر قال مسؤول فلسطينى أمس: إن مصر قدمت إلى الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورقة جديدة تنص على توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية الداخلية قبل الخامس والعشرين من أكتوبر الجارى، وإرجاء الجلسة الاحتفالية. وقال الأمين العام لحزب الشعب الفلسطينى بسام الصالحى لوكالة فرانس برس: «أٌعلمنا بالمقترح المصرى الجديد، بأن يرسل كل فصيل فلسطينى توقيعه على المقترحات المصرية، وتأجيل الجلسة الاحتفالية إلى موعد آخر».