شهد الجامع الأزهر بعد صلاة الجمعة أمس مظاهرة حاشدة ومؤتمرا موسعا تحت شعار " إنقاذ الأقصى ونصرة الشعب السوري " وشارك في المؤتمر أكثر من عشرة آلاف من علماء الأزهر والدعاة والمصلين والعديد من القوي السياسية والثورية. وأكد المشاركون علي ضرورة توحيد جهود الأمة العربية والإسلامية للتصدي لمحاولات إسرائيل لتهويد القدس وتغيير ملامحها التاريخية وتهجير أهلها. وفي كلمته من علي منبر الجامع الأزهر قال إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، تحية إلي شعب مصر العظيم، شعب الكنانة الذي يكتب اليوم تاريخا مجيدا لمصر والأمة العربية والإسلامية. وأضاف إننا كنا نشاهد شارة النصر من شباب وشيوخ ونساء مصر في ميدان التحرير وكنا نري فيها المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وأن ثورة مصر صنعت مرحلة جديدة وقضت علي فترات التية السياسي والحضاري والتدخل الأجنبي في الشأن الداخلي. وتابع هنية قائلا إن حكومة حماس حظت علي ثقة الشعب الفلسطيني في عام 2006 وأن الشعب الفلسطيني اختار المقاومة والصمود من خلال صناديق الإقتراع ، لكن الدول التي لا تحترم قواعد الديمقراطية حاربت ذلك من خلال الحصار المالي والاقتصادي علي فلسطين وحكومة غزة ، وشنوا حربا علي مدار 22 يوما لإسكات المقاومة وإسترجاع شاليط ، وفرضوا عزلة علي الحكومة المنتخبة ، وأشار إلي أن تلك المعركة كانت تستهدف انتزاع المواقف وطلبوا منا الاعتراف بإسرائيل ووقف المقاومة لكننا قلنا من تحت الأنقاض لن نعترف بإسرائيل ، وأكد أنه رغم الظروف الصعبة فإن المقاومة انتصرت علي العقل الإسرائيلي واحتفظنا بالجندي الإسرائيلي خمس سنوات وتم تسليمه في صفقة مقابل 1047 من أبطال فلسطين. وقال هنية إننا اليوم في الجامع الأزهر نستحضر الأقصي المبارك الذي يحاول الصهاينة إن يعزلوه عن محيطه العربي والإسلامي من خلال بناء المستوطنات حول القدس وداخلها والإقتحامات المستمرة التي يقوم بها الصهاينة والمحاولات المستمرة لتغيير الملامح التاريخية للقدس ، لكن هناك الأبطال من أبناء الشعب الفلسطيني يقفون علي أسوار القدس اليوم يحمون المقدسات الإسلامية لتظل القدس عربية إسلامية ،وأشار إلي أن أهلنا في فلسطين قد عقدوا العزم على تحرير القدس وأن المد الثوري والربيع العربي أصبح الخطوة الأولي نحو ذلك ، مشيرا إلي أن أبناء 48 الذين تربوا في بيت فرعون علي أرض فلسطين سيكونون له خزيا وحزنا وأنهم يشدون الرحال للقدس ، وأضاف أنه علي مدار التاريخ فإن فلسطين كلما وقعت تحت الإحتلال فإن الله عز وجل يسخر لها جيشا من خارجها ليحررها كما فعل صلاح الدين . وأكد هنية أن مصر كانت لها القيادة والريادة وساندت الشعب الفلسطيني وقدمت أكثر من 100 ألف شهيد من أبنائها في المواجهة مع العدو الإسرائيلي ، كما كان لها دور كبير في صفقة التبادل وإتمام المصالحة الفلسطينية ، وأضاف أقول من هنا تحية لمصر القيادة مصر العزة . ومن جانهة ألقي الدكتور محمد البلتاجي القيادي بحزب الحرية والعدالة كلمة أكد فيها أن الكل يعرف أن تحري القدس يبدأ من القاهرة ومصر تحررت من الإستبداد والظلم والفساد وتحرت الإرادة السياسية للشعب المصري ، وأن وجود إسماعيل هنية هنا في الجامع الأزهر يعد من نتائج الثورة المصرية لأن النظام السابق كان يفرض حظرا علي قادة المقاومة بل كان يساعد في حصار الشعب الفلسطيني . وألقي الشيخ جابر طايع كلمة وزارة الأوقاف وأكد فيها أن الأزهر الشريف يحمل لواء والوسطية والإعتدال ومصر قدمت الكثير للأمة العربية والإسلامية كما أن الأزهر قد شهداء في ثورة مصر العظيمة التي نعيش علي نتائجها اليوم وكان أخر الشهداء هو الشيخ عماد عفت ، وقال إن هناك فارقا بين الماضي واليوم لأننا نعيش عصر الحرية ونرحب بكل أبناء الأمة في الأزهر الشريف . وألقي الدكتور محمد وهدان عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمون كلمة المرشد العام للجماعة وأكد فيها أن الأمة العربية والإسلامية مطالبة بالوحدة والعمل لإسترداد القدس. وقد خرج إسماعيل هنية محمولا علي الأعناق في مسيرة حاشدة وردد المشاركون العديد من الشعارات منها ، يا زهار ويا هنية أوعي تسيب البندقية ، إرحل إرحل يا بشار .. إرحل إرحل يا جزار ، لا إيران ولا حزب الله ثورة سوريا إسلامية .