ذكرت تقارير اخبارية أن "الشبيحة" في مدينة حمص توفر الحماية لأقرانهم من الأقلية العلوية ، مقابل نحو 300 دولار شهريا. ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن السكان العلويين في حمص ، أكثر المدن تضررا ، أنهم مكرهون على المساعدة في تمويل المجهود الحربي للشبيحة .
وقال جراح يدعى فريد يعيش مع عائلته في حي الزهراء بحمص الذي تقطنه أغلبية علوية "الشبيحة يستغلون خوفنا، يتذرعون بأنهم في حاجة إلى الطعام أو الذخيرة، ولكن الأمر ينطوي في الأساس على اتفاق غير علني بأن تدفع العائلات الأكثر ثراء مبالغ "للشبيحة" كل شهر".
ويخشى فريد أن يتعرض أطفاله للخطف مقابل فدية إذا لم يدفع للشبيحة ما يسمونها "إتاوة".
الشبيحة والعلويين
وتتألف ميليشيا الشبيحة في الأغلب من أعضاء من الطائفة العلوية الشيعية التي ينتمي إليها الأسد وهي الطرف الأشرس في الحملة الدموية ضد الانتفاضة التي تقودها الأغلبية السنية بل أنها تتهم بارتكاب مذابح.
ويجسد الشعور بالامتعاض لدى بعض العلويين من فكرة دفع أموال للشبيحة حالة من الصراع الداخلي لدى الكثير من أبناء طائفتهم يتمثل في الآتي: هل يخاطرون برفض حملة حكومتهم التي يقودها العلويون وميليشياتهم الوحشية؟ أم يخضعون بكل ما تحمله الكلمة من معنى للشبيحة التي تجادل بأنها تقاتل من اجل الوجود ضد السنة المصممين على الانتقام؟.
وقال مهندس يدعى سعيد (40 عاما) "لست مرتاحا لذلك فهو أمر خاطئ على ما يبدو ولكن ليس لدي اي خيار ، سأواجه الخطر اذا لم أدفع هؤلاء الأشخاص خطيرون".
وبعد أشهر من القتال باتت المناطق العلوية التي تحميها الشبيحة في حمص مثل الزهراء هي الوحيدة الآمنة نسبيا، وتزايد سكان الزهراء من العلويين ليصبح 200 ألف تقريبا في الشهور الأخيرة.
وأصبحت الأحياء التي يقطنها عدد كبير من السنة في حمص عبارة عن مقابر لابينة منهارة وشوارع مدمرة، ولم يعد بها سوى عدد قليل من العائلات.
ومع توقف العمل ونفاد الأموال بسبب الاضطرابات فإن مبلغ الاتاوة وهو 300 دولار لم يعد صغيرا.
واختفت أنباء القتال في حمص من دائرة الضوء مع تفجر المعارك في مدن سورية اكبر مثل دمشق وحلب لكن القتال لم تخف حدته في المدينة فأصوات القذائف تدوي بين الحين والأخر وتتهاوى الأبنية نتيجة القصف المدفعي اليومي والقذائف الصاروخية.
مواد متعلقة: 1. خطف وخطف مضاد بين السنة والعلويين شمال لبنان 2. تقارير صحفية: الجيش السوري الحر يرفض انضمام العلويين إلي صفوفهم