نشرت صحيفة الاندبندنت مقالا للكاتب باتريك كوكبرن اورد فيه انه في مجزرة وحشية لم يسبق لها مثيل جلبت سوريا الى حافة الحرب الاهلية، تم ذبح نحو 32 طفلا و 60 بالغا في قرى في منطقة الحولة من سوريا المركزية. يلوم مسلحين مناهضين للحكومة مسلحين مواليين للنظام لتنفيذ مجزرة قتل فيها الأطفال وآبائهم، رميا بالرصاص. وتم تأكيد هذا الرقم لعدد القتلي من الأطفال والبالغين في مقابلة مع صحيفة الاندبندنت اليوم الاحد من قبل القائد روبرت مود , رئيس فريق من 300 مراقب للامم المتحدة التي تسعى لخفض مستوى العنف. و قال " ذهبت دوريات بلادي إلى القرية, أستطيع أن اتحقق من أنها تحسب 32 طفلا دون سن العاشرة مقتولين. وبالإضافة إلى ذلك، كان هناك أكثر من 60 بالغا ميتا." و لم يفسرالقائد مود كيف قتل القرويين ، ولكن الصور المروعة على موقع يوتيوب تبين أنه تم إطلاق النار عليهم أو ذبحهم , كما ظهر هناك البعض مقطوع رقابهم. غطيت جثث صغيرة من الأطفال بورقة اثناء نقل الناجين لهم في صراخ و حزن. المجزرة هي أسوأ حادث في أزمة استمرت 14 شهرا في سوريا لأنها تنطوي على القتل المتعمد للأطفال فضلا عن الكبار. ويقول ناشطون ان الجناة كانوا مسلحين موالين للنظام، والمعروفة باسم شبيحة. إذا كان هذا صحيحا، ربما كان الشبيحة أعضاء الطائفة العلوية, الداعمة للحكومة. يسكن العلويون سلسلة من قرى الحولة يالجنوب ، علي بعد 25 كم إلى الشمال الغربي من مدينة حمص. ويلفت إلى حد كبير ان القيادة السورية من الطائفة العلوية. وقال القائد مود ان القتال حول حولا بدأ مساء يوم الجمعة مع استخدام "الدبابات والمدفعية وقذائف صاروخية، ورشاشات ثقيلة". يعني هذا ان الهجوم شنته القوات الحكومية حيث ان متمردين الجيش السوري الحر لا يملك اسلحة ثقيلة. هذا يؤكد قصة المتشددين أنه كان هناك الاحتجاجات كبيرة المناهضة للحكومة يوم الجمعة في حولا، حيث كانت هناك سابقا العديد من المظاهرات المناهضة للحكومة. يشير عدد المذبوحين من سكان القرى السنية وأطفالهم من قبل العلويين إلى ارتفاع مستوى العنف في سوريا ويدفع بها نحو حرب أهلية طائفية. أمس، كانت دمشق هادئة جانبا من احد الاحتجاجات التي تقع في منطقة نائية، ولكن اشتد القتال في الرستن، شمال حمص. وقد توسط مراقبين من بعثة الأممالمتحدة للإشراف في سوريا لوقف إطلاق النار هناك. لكن تقع هذه على الطريق الرئيسي الذي يربط دمشق وحلب، وبالتالي فإن من غير المرجح أن تسمح الحكومة للجيش السوري الحر للتمسك بالبلدة لفترة طويلة. تمثل مجزرة حولا علامة على مرحلة حاسمة في الحرب في سوريا لأنه سوف ينشط المتمردون داخل وخارج البلاد. وستجعل من الصعب أن يتم ترتيب أي تسوية أو هدنة جديدة بين الرئيس بشار الأسد ومعارضيه. وسوف تزيد من الكراهية بين السنة والعلويين، وهي فرع بدعي من الإسلام الشيعي. وقد تم بالفعل هذا كما رأينا في الأسبوع الماضي، بخطف مسلحين في سوريا 11 من الحجاج الشيعة و قتل 10 اشخاص في أعمال العنف المرتبطة بها في لبنان. حولا ليست بعيدة عن الحدود اللبنانية، وآخر مشابه لفظاعة ما حدث في الحرب الاهلية اللبنانية بين عامي 1975 و 1990، عندما ذبح مرارا مختلف الطوائف بعضها البعض. من المرجح أن تخلق صور الأطفال القتلى من حولا ضجة دولية، و تؤكد ان وقف اطلاق النار المتفق عليه مع مبعوث الجامعة العربية للامم المتحدة كوفي عنان يتهاوى. وأكد القائد مود أمس أنه ليس هناك وقف لاطلاق النار حقيقي في سوريا وقال أنه ان يكون فعال حتى يفوم المقاتلين أنفسهم بتنفيذه. وأكد أن مراقبي الاممالمتحدة العزل لا يستطيعون فرض الهدنة، وإن كان قد نجحوا في بعض المناطق، مثل حمص، في "تهدئة" الوضع. وقال: "إن حل الأزمة سوريا يكمن في يد الحكومة السورية، والمعارضة المشتتة، وأولئك الذين يغذون خارج الأزمة من خلال توفير الأسلحة والمتفجرات."