تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم، اليوم الإثنين، عددا من القضايا من بينها تطورات هجوم أحد الدعاة على الفن ومواجهات السفارة الأمريكية. ففي مقالة بصحيفة "الشروق" قال الكاتب فهمي هويدي "لقد صدمني ما تفوه به أحد الدعاة أخيرا في هجائة لإحدى الممثلات، واستخدم في ذلك أوصافا وألفاظا غير لائقة أستحى من ذكرها، حتى أنني حين وقعت على كلامه قلت إن ما عبر به هو الوسيلة الأفضل والأنجع للصد عن سبيل الله، وإن الذين يريدون محاربة التدين والتشهير به يستطيعون أن يحققوا مرادهم وزيادة بمجرد تسجيل هذا الكلام وتعميه على الكافة".
وحمل الكاتب الدعاة المسؤولية الأكبر، حيث يفترض فيهم العلم أولا، كما أن مهمتهم الأساسية هى تبصير المواطنين وإرشادهم إلى الصواب الذي يجذب الخلق ويحببهم في الدين، ويفترض فيهم الإلتزام بالأمر الإلهي الذي يحثهم على التوسل في مهمتهم بالحكمة والموعطة الحسنة.
وأشار إلى أن الداعية يقوم بدور المرشد والمعلم الذي يحتذيه المواطنون، ومن ثم فإن غلظته وسوء تعبيره لا ينتقص من قدره فقط ولا ينفر المتلقين من التدين وأهله فقط، ولكنه يروج للجفاء وسوء الأدب وبذاءة اللسان إلى جانب أنه يسىء إلى الدين ويقبح صورته.
وأكد الكاتب أن صعود التيارات الإسلامية يغدو بلا قيمة حين يقترن بتراجع البعض عن الإلتزام بالقيم والأخلاق الإسلامية، خصوصا تلك التى تتعلق بالمعاملات، وتحض على حق المغيرين والمخالفين في الكرامة والبر، وحين يعبر نفر من الدعاة أو الأنصار المتحمسين عن غيرتهم على الدين بإهدار ذلك الحق، فإنهم يصبحون عبئا على التدين وليس عونا له، وفي هذه الحالة فإن سكوتهم يقدم خدمة جليلة للدين ولجمهور المتدينين، وللسلم الأهلى في ذات الوقت.
وقال الكاتب فاروق جويدة في مقاله (هوامش حرة) بصحيفة (الأهرام) "في بيتنا الريفى البسيط بإحدى قرى محافظة البحيرة كان يوجد دولاب عتيق يشبه المكتبة كتب عليه والدي الأزهري المستنير رحمة الله عليه جملة واحدة "فيها كتب قيمة".
وأضاف "في هذا الدولاب قرأت المنتخب من الأدب العربي، مختارات في الشعر والنثر والخطابة اختارها "طه حسين" و"أحمد أمين" وأشعار "المتنبى" و"أبوتمام" و"البحتري" و"مجنون ليلى" و"حافظ" و"شوقي" و"ألف ليلة وليلة"، وأحببت (ابن زيدون)، وعشت في رحاب نهج البلاغة لسيدنا (على) كرم الله وجهه".
وتابع "عندما التحقت بجامعة القاهرة عرفت طريقي إلى سور الأزبكية، وكنت أزوره كل أسبوع، ومع نهاية العام الدراسي أحمل معي رصيدا من الكتب يكفيني طوال الأجازة السنوية أدفع فيه ثلاثة جنيهات، حيث كان سعر الكتاب من سلسلة "اقرأ قرشان" و"أعلام العرب خمسة قروش" و"سلاسل المسرح" والروايات العالمية "خمسة قروش"، وكنت أشترى عشرين كتابا بأقل من جنيهين، وكان سور الأزبكية بيتا من أهم بيوت الثقافة العربية، وحين تحول السور إلى محلات لبيع الأحذية وسندوتشات التيك اواى وشرائط الأغاني الهابطة أدركت أن العقل المصرى دخل مرحلة الغيبوبة ويومها شاهدت دار الأوبرا القديمة وهى تحترق وخلفها ذكريات شعب متحضر عظيم".
وقال "تذكرت كل هذه الصور وأنا أقرأ أخيرا خبرا عن إزالة أكشاك الكتب من "شارع النبي دانيال" في الإسكندرية، وكنت أحيانا أذهب إلى هذا الشارع وأجد نسخا نادرة من كتب أبحث عنها، وكنت أشعر بسعادة عميقة وأنا أشاهد مئات الشباب يطوفون في الشارع العتيق، واتذكر معهم أياما جميلة كنا نعيشها في رحاب سور الأزبكية بالقاهرة يوم أن كنت أقف حائرا أمام ديوان لشاعر أحبه ولا استطيع أن أشتريه، وكنت أقف بالساعات أقرأ قصائد الديوان وألتهم أبياته والبائع ينظر إلى من بعيد وهو يتمنى لو أهدانى الديوان، إنها لأيام".
وفي مقاله "في الصميم" بصحيفة "الأخبار" قال الكاتب جلال عارف "أخيرا، وفي نصف ساعة، أنهت قوات الشرطة المواجهات في محيط السفارة الأمريكية، وأعادت السيطرة الكاملة علي ميدان التحرير، وأنهت ارتباكا ساد أجهزة الدولة وهي تتعامل مع الاحتجاجات على الفيلم المسىء لرسول الله، سواء على المستوى الأمني أوالسياسي.
وأضاف "لقد خسرنا الكثير علي كل المستويات، ومن هنا فإن النجاح الأمني الأخير في إنهاء الموقف البائس الذي حشرنا البعض فيه، لا ينبغي أن يجعلنا نتغاضي عن الأخطاء التي وقعت منذ بداية الأحداث، ولا ينبغي أيضا أن نتعامل بنفس الطريقة التي كنا نتعامل بها في الماضي أو في أحداث مثل "محمد محمود" و"العباسية" ضاعت فيها الحقائق حتى الآن".
وأوضح "أنه ومع الدعم الكامل لجهود الشرطة وجهات التحقيق للكشف عن كل الملابسات، ومحاولة الوصول إلى مثيري الشغب ومشعلي الفتنة، فإن ذلك لا يعني إبقاء شبان أبرياء في السجن شاء حظهم العاثر أن يكونوا في شوارع وسط البلد أثناء المواجهات فأعلم أن عبء التحقيق ثقيل، ولكن الفرز سهل، خاصة وأن الكل يريد التعاون من أجل الحقيقة.
وأكد الكاتب أن الموقف الآن ينبغي أن يختلف ولهذا لابد من كشف كل الحقائق وأولها لماذا وقع الخلل الذي أدي لوصول المحتجين إلي أسوار السفارة؟ ولماذا لم يتم التعامل بجدية مع تحذيرات رسمية من هجمات إرهابية في 11 سبتمبر سبقت حتي أي حديث عن الفيلم السافل؟.
وتحت عنوان (أيها الثوار لا تحموا البلطجية) طالب الكاتب "معتز بالله عبد الفتاح" في مقالة بجريدة الوطن الثوار الشرفاء بضرورة التفريق بين من هو ثائر هدفه المنفعة العامة ويريد تحقيق مطلب شعبي، ومن هو ثوري أجير (بلطجي) هدفه تحقيق غرض شخصي أو مادي ومستعد مقابل تحقيق ذلك أن يدمر أو يحرق أو يقوم بأي أعمال خارجه عن القانون في سبيل تحقيق منفعته هو شخصيا أو منفعة من يموله.
وأكد الكاتب أن الثائرون الحقيقيون يعرفون متى يعارضون؟ ومن يعارضون؟ وكيف تكون المعارضة السلمية البعيدة تماما عن الحرق أو التدمير أو مجرد الاشتباك؟ مشيرا إلى ضرورة عدم خلط الحق بالباطل والصواب بالخطأ.
وشدد على ضرورة ألا يقوم الثائرون بدعم هؤلاء المأجورين في مواجهتم مع قوات الأمن وألا يفرحوا بتلك المواجهة الخاسرة، فهؤلاء البلطجية هدفهم الرئيسي هو القضاء علي جهاز الأمن بكامله حتى يسعوا في الاض فسادا دون أن يتصدى لهم أحد، وهنا سيصبح الخاسر الأكبر من هذه المواجهة هو الوطن.
وفي مقاله بجريدة الوطن تحت عنوان (هل نحن ننصر الرسول حقا ؟) أكد الكاتب ناجح إبراهيم على ضرورة أن ندافع عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بعد عرض هذا الفليم المسئ للاسلام، عن طريق اتباع سيرته ونهجه القويم، لا عن طريق القتل والحرق والتدمير.
وشدد الكاتب على ضرورة ألا ينساق البعض وراء الشعارات الرنانة الوهمية التى تزيد من نيران الغضب بغير حق، فالفيلم المسئ الذي أنتجه بعض الأشخاص الغير مسئولين من أقباط المهجر أدانته واستنكرته الكنائس الثلاث، ويجب ألا يسوقنا صناع هذا الفيلم وأغلبهم ينفذون أجندات صهيونية، إلى حرق وتديمر بلادنا أو أن نسئ إلى مواطنينا من الأقباط.
وأكد الكاتب أنه آن الأوان أن نواجه هؤلاء المسيئين بسلاح الحكمة والتعقل عن طريق إنتاج افلام تعرف العالم ماهية عظمة الدين الاسلامي السمحه، وأن نؤسس شبكة دفاعية قوية عن الإسلام والرسول في الغرب، واللجوء إلى الجوانب القانونية لملاحقة هؤلاء، لا عن طريق التعبير الغير سلمي الذي يسئ للاسلام أكثر ما يفيده ويدافع عنه. مواد متعلقة: 1. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية 2. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية 3. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية