رفضت محكمة في العاصمة الألمانية برلين التماسا عاجلا تقدمت به عدد من المساجد يطالب بمنع جماعة يمينية متطرفة من رفع لافتات لرسوم كارتونية مسيئة للنبي محمد خلال تظاهرة هذا الأسبوع حسب ما أوردت العديد من وكالات الأنباء. "رايو هولندا" وقضت المحكمة الإدارية في برلين أمس الخميس أنه يمكن عرض الرسوم بموجب القانون الذي يسمح بحرية التعبير الفنية، واعتبرت المحكمة أن عرض الصور بمفرده لا ينتهك قوانين مكافحة القذف والتشهير كما أنها لا تحرض على الكراهية أو العنف ولا تضر بالنظام العام.
وقدمت عدد من المساجد في برلين الالتماس للمحكمة ضد عزم جماعة "حركة المواطنين - المؤيدة لألمانيا" اليمينية المتطرفة على عرض الرسوم خلال تظاهرتها في الثامن عشر من أغسطس الجاري .
ومن المنتظر أن يرفع المتظاهرون إلى جانب الرسوم الكاريكاتيرية شعارات معادية للإسلام مثل "ألمانيا حرة دون إسلام" "أوقفوا الأسلمة".
وتسبب نشر الرسوم الاثني عشر في عام 2005 في صحيفة دنماركية احتجاجات وإدانات من دول إسلامية كثيرة. ويحظر المسلمون تجسيد أي من الأنبياء أو الاستهزاء بهم أو الإساءة لهم.
إستغراب استغرب فيصل صالحي رئيس اتحاد المراكز الإسلامية في برلين في تصريحات لإذاعة هولندا العالمية صدور هذا الحكم القضائي، معتبرا أن قرار المحكمة الابتدائي كان مفاجئا ويتعارض مع قانون ألماني ينص على حظر إظهار الشخصيات والمقدسات الدينية بطريقة مسيئة. ويذكر صالحي أن هذا القانون ينص صراحة على "منع تصوير السيدة العذراء على أنها امرأة عاهرة"، في إشارة إلى منع الإساءة، وتابع صالحي إن "الصور التي تزمع المجموعات المتطرفة رفعها معروفة ومؤكد إساءتها لكل المسلمين ولشخصية تعتبر مقدسة عند المسلمين وهو الرسول محمد".
رد قانوني وحول ما ستقوم به المؤسسات الإسلامية للرد على الإساءة قال صالحي "لقد رفعنا القضية من جديد أمام المحكمة العليا في برلين وننتظر ردها خلال هذه الساعات".
وتابع صالحي قائلا "في حالة عدم رد المحكمة الايجابي والسريع فإننا طالبنا الجهات المختصة وأصحاب القرار التدخل لمنع المظاهرة من أن تمر أمام المساجد والمراكز الإسلامية تجنبا للاستفزاز والردود غير المتوقعة".
يذكر أن المظاهرة المزمع تنظيمها السبت ستمر بأحد أحياء مدينة برلين وهو "نيكلن"، الذي تسكنه غالبية مسلمة وبها العديد من المساجد والمؤسسات ألإسلامية ويتخوف المتابعون من أن تحصل مواجهات مع الشباب المسلم في المنطقة.
وفي تصريحات صحفية نقلتها وسائل إعلام ألمانية اعتبر وزير داخلية مقاطعة برلين أن هذا العمل يعد استفزازا وليس في محله ولا وقته ولا يخدم التعايش.
التزام الهدوء وعما يمكن أن ينجم عن مثل هذه المظاهرة طالب صالحي المسلمين بالتزام الهدوء وتجنب أي ردود أفعال متشنجة أو مواجهات من شأنها أن تزيد في توتير الجو داخل أو خارج ألمانيا. وأوضح صالحي أن هؤلاء المتطرفين يسعون إلى توتير الجو وإحداث القلاقل وضرب السلم والأمن الاجتماعي، واعتبر صالحي أن أي رد فعل متشنج يخدم أهدافهم.