نشرت سلطات الاحتلال فجر اليوم الالاف من عناصر الشرطة والقوات الخاصة في القدس ونصبت العديد من الحواجز العسكرية أمام المواطنين المتجهين لأداء صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في المسجد الأقصى. وذكرت وكالة " معا" أن سلطات الإحتلال منعت أكثر من 5000 جندي في القدس وخاصة في محيط المسجد الأقصى، كما فرضت إجراءات تفتيش مشددة على المداخل الرئيسية المؤدية إلى القدس منذ ساعات الصباح. وأكدت شرطة الاحتلال على أنها ستسمح للرجال من سكان الضفة من سن 40 عاما فما فوق بالدخول إلى القدس، وللنساء من كافة الأعمار، وللأطفال من دون سن 12 عاما بدخول القدس للصلاة دون الحاجة إلى الحصول على تصريح خاص. ومن المتوقع أن يزحف للمسجد الأقصى اليوم قرابة نصف مليون مواطن من محافظات الضفة الغربيةوالقدس وأراضي 48. من جانبه أكد ملك الأردن عبدالله الثاني رفض بلاده للمحاولات الإسرائيلية المتكررة لتهويد التاريخ والآثار في بلدة القدس القديمة ومحيطها، وللاعتداءات والتصريحات الإسرائيلية فيما يخص الحرم القدسي الشريف، معتبرا أنها "باطلة وتحرض على العنف وتشجع على الصراع الديني". كما أكد عبدالله خلال لقائه يوم الخميس مع عدداً من الشخصيات المقدسية أن الأردن سيواصل دوره في حماية المقدسات ورعايتها في مدينة القدس، وفي دعم صمود أهلها والتصدي لكل الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تستهدف تغيير هوية المدينة وعروبتها. وذكرت وكالة الأنباء الاردنية أن الملك حذر بشدة خلال اللقاء من عواقب التطرف الإسرائيلي المتمثل في الإعتداء على المقدسات، مؤكداً مواصلة العمل لإتخاذ موقف إسلامي ودولي أكثر حزماً وفاعلية في مواجهة هذه الاعتداءات. وقال الملك "لن ندخر جهداً من أجل حماية وصيانة المقدسات الإسلامية والمسيحية وسندعم صمود أهل القدس المرابطين والسدنة الحقيقيين لمساجد القدس وكنائسها".
لافتاً إلى أنه لا يمكن قبول استمرار إجراءات التهجير القسري للسكان العرب المسلمين والمسيحيين من المدينة المقدسة. من جانبها عبّرت شخصيات مقدسية إسلامية ومسيحية عن تقديرها للملك على ما يقدمه الأردن من دعم ومساندة لقضية الشعب الفلسطيني، معربين عن تقديرهم أيضاً لرعايته للأماكن المقدسة ولأهل القدس، وللإعمار الهاشمي المستمر للمسجد الأقصى المبارك. كما أعربوا خلال اللقاء الذي حضره رئيس الديوان الملكي الهاشمي رياض أبو كركي ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور عبد السلام العبادي، وقاضي القضاة امام الحضرة الهاشمية الدكتور أحمد هليل، عن شكرهم وتقديرهم لجلالة الملك بترفيع دائرة أوقاف القدس إلى مديرية عامة وزيادة مكرمة جلالة الملك الشهرية لموظفي أوقاف القدس. حذر الشيخ عبدالعظيم سلهب رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس فى تصريحات خاصة للتلفزيون الأردني من أن المدينة المقدسة تمر بأوقات عصيبة بسبب هجمة إسرائيلية شرسة تستهدف وجود المقدسيين وتهويد مدينتهم. وقال إن تلك الهجمة تشهد إزدياداً هذه الأيام من قبل المتطرفين والمستوطنين ويتزامن ذلك مع الدعاوي التي يطلقها أعضاء في الكنيست والمسؤولين في حكومة الإحتلال والتي تنادي بصلاة اليهود في المسجد الأقصى وتقسيمه. وشدد على أن القدس مدينة محتلة وأن كل القوانين والأعراف الدولية تقف في وجه إسرائيل في محاولات ضم مدينة القدس من البداية ومحاولة الاستيلاء على المسجد الأقصى. وأشار سهلب إلى أهمية الدور الأردني الفاعل الذي يقوم به الملك عبدالله الثاني سياسياً ومادياً في حماية المدينة المقدسة وتراثها ووضع هذه المدينة ضمن التراث لدى منظمة اليونسكو. وقال "أن الأردن يقوم بواجبه تجاه المقدسات وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، لافتاً إلى أن هناك نقلة نوعية في الإعمار الهاشمي للقدس، عبر دائرة الأوقاف ولجنة إعمار مسجد المسجد الأقصى المبارك والصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى". من جانبه، أكد الشيخ محمد حسين مفتي الديار الفلسطينية ، أن اللقاء مع جلالة الملك كان مثمراً، حيث شعروا بدفعة قوية تزيد من صمود المقدسيين وتزيدنا إصراراً على التمسك بالمقدسات وحمايتها. وقال مفتي الديار الفلسطينية "نشعر إن هناك هاجساً لجلالة الملك بخصوص القدس ومقدساتها على رأسها المسجد الأقصى المبارك. وهذا يدفع المرابطين والحراس وكل أهالي القدس إلى مزيد من الثبات بإنتظار فرج قريب على هذه الأزمة المتمثلة بالإحتلال". وأشار إلى أنه وفي هذا العام صدرت تصريحات كثيرة عن عدد من المسؤولين الإسرائيليين سواء قانونيين أو أعضاء في الكنيس تستهدف المسجد الأقصى ونحن ننظر إليها على أنها عدوان مباشر على المسجد الأقصى. بينما أكد مطران رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة ورئيس الاتحاد اللوثري العالمي المطران الدكتور منيب يونان، على أن الأردن يضطلع بدور تاريخي في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. وأشار إلى أن المقدسات المسيحية في القدس هي في صلب إهتمام الأردن، إنطلاقا من الدور التاريخي للهاشميين وبموجب الرعاية القانونية التي تحظى بها المملكة والتي كانت باستمرار موجهة لتعزيز صمود المقدسيين والحفاظ على الوجه التاريخي للمدينة المقدسة والتصدي لمحاولات التهويد المستمرة.