بيروت: تمكن مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية إلداد بك للمرة الثانية من زيارة مدينة بعلبك اللبنانية التي يصفها بأنها معقل من معاقل حزب الله. وذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية ان الصحفي الاسرائيلي تحدث في تقرير نشره امس الثلاثاء عن انتعاش المدينة اللبنانية وأهلها مقارنة مع ما رآه خلال زيارة سابقة قبل 14 عاما. وكتب بك أن "14 عاما مضت تحولت فيها بعلبك إلى مدينة مختلفة، وبالإمكان الشعور بالتغيير من خلال التجول في شوارع البقاع، فإلى جانب لافتات حزب الله وُضعت إعلانات لمدينة زحلة عاصمة العرق المسيحية التي تفتخر بصناعة العرق والنبيذ". وكتب بك، الذي على ما يبدو أنه دخل لبنان بجواز سفر أجنبي وليس إسرائيليا أنه "حتى (أمين عام حزب الله حسن) نصر الله بات يدرك أنه لا يكفي تخزين الصواريخ وأنه يجب شق الطرقات وتشجيع السياحة". ولاحظ أن أعمالا كبيرة جارية في الشوارع لكنه نقل عن أحد المواطنين اللبنانيين تأكيده على أن هذه الأعمال تأتي على خلفية الانتخابات البلدية، كما تحدث عن مهرجان فني سيقام في بعلبك في نهاية الشهر الحالي. ونقل بك عن مواطن لبناني آخر قوله إنه "هذه هي المساهمة الكبرى لنصر الله لتغيير الوضع في لبنان، فقد أدرك أنه ينبغي التقرب من الناس فهو براغماتي وليس عقائديا متشددا، وهو سياسي قلبا وقالبا ولذلك فإنه يعرف أنه ينبغي القيام بتسويات ولذلك هو لا يبرز الجوانب الدينية لحزب الله وإنما يتحدث عن الكرامة الوطنية والوحدة الوطنية ولهذا السبب هناك مؤيدون له بين الطوائف الأخرى". لكن المواطن اللبناني رأى أن نصر الله "ليس إنسانا كاملا ولديه أخطاء بينها أسر الجنديين الإسرائيليين في العام 2006 الذي أدى إلى الحرب والدمار والخراب". وأشار الصحفي الإسرائيلي إلى أنه "تمت إزالة مظاهر التحريض الأرعن والعداء للسامية ضد إسرائيل بشكل كامل تقريبا من بعلبك وهي المظاهر التي كانت جزءا لا يتجزأ من المدينة عندما زرتها في المرة الأولى". ورغم ذلك كتب بك أنه لمس من خلال محادثات مع شبان لبنانيين من جميع الطوائف تأييدهم لحزب الله "لأن الوحدة الوطنية الهشة تستند بالأساس إلى عداء بالغ ومطلق لإسرائيل"، لافتا إلى أن "هؤلاء الشبان المولودين بعد الحرب الأهلية يخترعون أساطير تاريخية مريحة".