تعددت الأطراف المحتمل تورطها في هجوم رفح الذي استشهد فيه 16 جنديا وضابطا مصريا وأصيب فيه سبعة آخرين، فهناك من سارع باتهام عناصر "جهادية" من قطاع غزةوسيناء، فرضت منطقة توحش كبرى يصعب السيطرة عليها، كما وجهت أصابع الاتهام لعناصر إجرامية وخارجين عن القانون مرتبطين بفلول النظام السابق في منطقة جبل الحلال المتوترة ومناطق أخرى تم تجنيدهم للقيام بالعملية أو ربما قدموا دعما لوجستيا، وراحت أنظار أخرى ترى في القيادي الفتحاوي السابق محمد دحلان متورطا محتملا في العملية لمصلحة إسرائيل، والذي يملك قرابة 300 عنصر من الامن الوقائي في شمال سيناء، هربوا أثناء سيطرة حماس على غزة عقب انتخابات 2007، فيما رأى آخرون مشاركة من مجموعات من مهربي الافارقة في العملية: وفي هذا الإطار تعاني سيناء من عدة مشكلات رئيسية: الأنفاق والسلاح والفراغ الأمنى، والمعتقلين من أبناء سيناء ممن قضوا نصف المدة ولم يفرج عنهم، وكلها أزمات تثير غضب أهالى سيناء بشدة.
كما تعاني سيناءوغزة من انتشار الفكر المتطرف والتيارات الجهادية واستفحال ذلك في سيناء منذ بداية ثورة 25 يناير والإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك وعلى رأس هذه التنظيمات "التوحيد والجهاد" الذي يتحرك بحرية فى شبه الجزيرة، وجيش "جلجلت" في غزة.
ويبرز في سيناء منطقة جبل الحلال كأحد البؤر الإجرامية التي تأوي المتطرفين والخارجين عن القانون فمع كل حدث إرهابي وعملية تفجيرية تقع في سيناء تجد أنه العامل المشترك، فهو مأوى للجماعات الإرهابية أو التكفيرية والعناصر الإجرامية التي تهدد الأمن القومي للبلاد. ويقع جبل الحلال في وسط سيناء على بعد 60 كيلومترًا جنوب مدينة العريش وهو جبل وعر كثير المداخل والمخارج، مغاراته لا يعرفها سوى القبائل التي تسكنه لذا يصعب ضبط الهاربين فيه.
يقول الشيخ يحي أبو نصيرة الناشط الحقوقي السيناوي في رفح من قبيلة الرميلات: الموساد الإسرائيلي وأعداء حماس وأعداء مصر هم أكبر المستفيدين من احداث رفح، مشيرا إلى ان أبناء سيناء يعانون من التهميش وعدم الاهتمام بتعمير وتنمية المنطقة.
وأضاف الشيخ أبو نصيرة أن فلول النظام السابق ورجال الشرطة يعلمون جيدا أسماء الخارجين على القانون والبطجية ولكنهم يتركونهم يسرحون ويمرحون ويركبون السيارات ويهربونها هنا وهناك ويقوموا بسرقة الناس ولا يتحرك عناصر الشرطة منذ ثورة 25 يناير .
وتابع الناشط الحقوقي قائلا: الخارجين عن القانون والمجرمين كانوا قبل الثورة أصدقاء لأجهزة الأمن وكانوا يعملون عيون لهم ومرشدين وكانوا مقربين منهم، ولا يقوم رجال الشرطة باعتقالهم او التحقيق معهم على سرقاتهم وجرائمهم بل يتواطؤون معهم.
وأوضح الشيخ أبو نصيرة ان مشكلة المعارض موسى الدلح هو انه طالب بمطالب زائدة برفع الاحكام عن كل أبناء سيناء مما أزعج أجهزة الامن التي أخذت بعد ذلك في مطاردته.
ودعا ابو نصيرة إلى تطبيق القانون على المجرمين والخارجين على القانون ومحاكمتهم على جرائمهم وعدم التواطؤ معهم من اجل حل المشكلة التي تواجهها سيناء.يقول النائب أيمن حسيني عن "الحرية والعدالة" في جنوبسيناء: إن مشكلة سيناء الأساسية هي عدم وجود تنمية حقيقية وإهمال وتهميش وترك شبابها البدو بدون عمل ما أدى إلى إنحراف الكثيرمنهم واستغل الموساد الإسرائيل هذا الانحراف وبدأ يخطط لتهميش سيناء وجعلها منطقة عازلة دون استثمار بين مصر وإسرائيل.
وأضاف النائب أيمن حسيني أن ذلك تسبب في سهولة دعم الموساد للجماعات المتطرفة في سيناء لإحداث عدم استقرار وعزوف المستثمرين عن الاستثمار الحقيقي والتنمية الحقيقية التي يترتب عليها تنمية بشرية حقيقية واستثمار حقيقي وزراعة وصناعة وتعدين وهذا ما تخشاه إسرائيل .
وأوضح النائب عن حزب الحرية والعدالة: كل شخص استفاد من النظام السابق لا يهمه استقرار حقيقي في البلاد فهو دائم الدفع نحو التخريب وزعزعة الاستقرار وكل ذلك يصب في مصلحة رجال الاعمال ورموز النظام وإسرائيل .
ونفى النائب أيمن حسيني انتماء أي من منفذي هجوم رفح إلى التيارات الإسلامية ولا حتى التيارات الجهادية في سيناءن مؤكدا انه ليس كل من رفع راية "لا إله إلا الله " أصبح مجاهدا.
بينما يختلف اللواء عادل سليمان الخبير الاستراتيجي مع الآراء السابقة فيقول: إن المشكلة في غزة، حيث توجد تنظيمات "جلجلت" المتطرفة وهي تنظيمات موجود بمنطقة رفح الفلسطينية وأعلنت منطقة رفح إمارة إسلامية عقب ظهورها عام 2009.وأضاف سليمان أن "جلجلت" دخل في اشتباكات مع حركة حماس بعد تكفيره لقيادات الحركة، مشيرًا إلى أن حماس قامت بعملية عسكرية للقضاء على عناصره في رفح.
وتابع الخبير الاستراتيجي قائلا: إن حركة حماس نجحت في هدم الجامع الذي اتخذته الحركة مقرا للإمارة وقامت بقتل زعيمه عبد اللطيف موسى ومعه العشرات من عناصره وألقت القبض على عناصر أخرى.ويتفق الناشط السيناوي سعيد اعتيق مع الرأي السابق في وجود مشكلة التطرف في كل من سيناءوغزة، مشيرا إلى أن مشكلة سيناء تكمن في أن الدولة لا تقوم بالتنمية ومن الطبيعي أن تكون تلك البيئة خصبة لانتشار المتطرفين والفكر المتطرف.
وأوضح ان مبارك ظل 30 عاما في السلطة تاركا سيناء لعبث اجهزة الاستخبارات الدولية وبدون تعمير. وأضاف اعتيق أن العناصر المتطرفة تتواجد في سيناء وتتلقى دعما غير معلوم وتريد خلق إمارة إسلامية في منطقة رفح والشيخ زويد، معتبرا ان حركة حماس تريد التخلص من مشكلاتها مع الجهاديين عبر تصدير الازمة إلى سيناء.
وتابع الناشط السيناوي قائلا: إن منفذي هجوم رفح ليسوا سيناويين وإنما هم عناصر خارجية من غزة وغيرها وجدت مساعدة من نفوس سيناوية ضعيفة، مؤكدا أن مشايخ البدو يدعمون بقوة القوات المسلحة والشرطة في مواجهة تلك الجماعات المتطرفة.