أكد الشيخ محمد عبد المقصود من علماء الأزهر الشريف في خطبة اليوم بمنبر مسجد الإمام الحسين كرم الله وجهه بالقاهرة أن العشر الأوزاخر من رمضان لهم من الفضائل ما لا يعد ولا يحصي ، مشيرا الي خصوصية ليلة القدر ومكانتها عند الله تعالي وضرورة الدعاء بالفوز بها . وتناول خطيب الجمعة الكرم النبوي الجليل في العشر الأواخر من رمضان مصداقا لقول السيدة عائشة "كان النبي أجود ما يكون في رمضان".
ومن أعظم الأحداث التي شهدتها العشر الأواخر وتدل علي كرم النبي أن الرسول صلي الله عليه وسلم رأي رجلا يهرع مسرعا للخروج من المسجد عقب كل صلاة ، وهكذا في كل صلاة ، فاستوقفه النبي صلي الله عليه وسل وسأله عن سبب إسراعه فقال له الرجل "يارسول الله لا أملك إلا ثوبا واحدا أرتديه لأصلي خلفك فأذهب مسرعا الي داري فأخلع ردائي فترتديه زوجتي لتلحق الفريضة في وقتها" فبكي رسول الله وبكي الصحابة من فقر الرجل فخلع النبي "صلي الله عليه وسلم" رداءه وأعطاه له فبكي الرجل من الفرح .
ولما ذهب الرجل لبيته سألته زوجته "أين لك هذا"قال لها "أعطانيه رسول الله " فقالت له "يا زوجي ألا تتقي الله ، هل تشتكي الله إلي رسول الله ؟" قال "والله ما اشتكيت بل سألني رسول الله " فقال لها " اوصيكي أن أدفن في ثوب رسول الله حتى إذا سئلت في قبري من نبيك أقول محمد وهذا قميصه.
ومن المواقف الجليلة في العشر الأواخر من رمضان أن ذهب الصحابي فاقد البصر عبد الله بن مكتوم إلي النبي حزينا فسأله النبي صلي الله عليه وسلم عن سبب حزنه فقال "يا رسول الله أنزلت عليك البارحة آية أحزنت قلبي" فقال النبي " أومن القرآن ما يحزن به القلب؟" فقال ابن مكتوم"قول الله تعالي وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا إني رضيت بعمي الدنيا فكيف أرضي عنه في الآخرة؟" فقال له النبي "اصبر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا" فنزل عليه صلي الله عليه وسلم في العشر الأواخر قوله تعالي "فإنها لا تعمي الأبصار وإنما تعمي القلوب التي في الصدور" فاطمئن ابن مكتوم.