كتب:عبدالمجيد الشوادفي قال عبدالله بن أم مكتوم.. قلت يا رسول الله إني شيخ ضرير البصر شاسع الدار ولا أقدر علي قائد يلازمني في كل حين الي المسجد فهل من رخصة فقال النبي عليه السلام تسمع النداء قلت نعم قال رسول الله ما أجد لك من رخصة. وللتعريف بالراوي الأعلي لهذا الحديث يقول الدكتور عبدالغفار عبدالستار مدرس الحديث بجامعة الأزهر أنه الصحابي الجليل عبدالله بن قيس بن زائدة وأمه عاتكة ودعيت بأم مكتوم لأنها ولدته أعمي مكتوما وكان من السابقين في الاسلام بمكة وحرص منذ اعتناقه الاسلام علي أن يتفقه في دينه ويعرف عنه كل شيء وكانت تربطه برسول الله صلة رحم فقد كان ابن خال ام المؤمنين خديجة بنت خويلد ويكفيه شرفا أنه الصحابي الذي عوتب فيه رسول الله من فوق سبع سماوات وأنزل الله في شأنه قرآنا عندما كان النبي يخاطب يوما بعضا من زعماء قريش فأقبل ابن أم مكتوم يسأل رسول الله عن شيء ويلح عليه وعبس النبي في وجه هذا الصحابي وأعرض عنه فأنزل الله عز وجل قوله عبس وتولي أن جاءه الأعمي.. ومنذ ذلك اليوم ما فتئ رسول الله يكرم منزل ابن مكتوم ويدنيه من مجلسه إذا أقبل ويسأل عن شأنه ويقضي حاجته ولما قدم النبي صلي الله عليه وسلم الي المدينة اتخذ ابن أم مكتوم وبلال بن رباح مؤذنين للمسلمين وروي البخاري عن ابن عمر أن رسول الله قال إن بلالا يؤذن بليل في رمضان فكلوا واشربوا حتي ينادي ابن أم مكتوم. كما أن الله سبحانه وتعالي قد استجاب دعاء هذا الصحابي فحينما نزل علي النبي عليه السلام آيات تحض علي الجهاد في سبيل الله وترفع شأن المجاهدين علي القاعدين فقد حزن ابن أم مكتوم حزنا شديدا ورفع يديه الي السماء يقول رب أنزل عذري فاستجاب الله لدعائه ونزل قوله تعالي غير أولي الضرر ومع ذلك فقد أبي هذا الصحابي إلا أن يجاهد لعله ينال الشهادة وبالفعل في السنة الرابعة عشرة للهجرة نادي عمر بن الخطاب في المسلمين بالجهاد لمعركة فاصلة مع الفرس وطفقت جموع المسلمين وبينهم مكفوف البصر ابن أم مكتوم وبرز لابسا درعه في القادسية حاملا راية المسلمين الذين انتصروا في هذه المعركة التي استمرت3 أيام قاسية واستشهد خلالها المئات وبينهم هذا الصحابي الذي وجد صريعا مضرجا في دمائه وهو يعانق راية المسلمين.