عن زيد بن حارثة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال بشر المشائين إلي المساجد في الظلم بنور يوم القيامة ساطع.. وللتعريف بالراوي الأعلي لهذا الحديث.. يقول الدكتور عبدالغفار عبدالستار مدرس الحديث بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر: إنه زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن النعمان, وهو الصحابي الذي اختار رسول الله علي أبيه وعمه وأهله, فقد بيع صغيرا في سوق عكاظ واشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد بأربعمائة درهم, ولما تزوجها رسول الله وهبته له وظل زيد يعيش مع النبي صلي الله عليه وسلم حتي قدم أبوه وعمه, وعندما علما أنه عند رسول الله قالا له: جئناك في ابننا عندك, فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه, فقال لهما رسول الله: ادعوه, فخيروه, فإن اختاركم فهو لكما بغير فداء, وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار علي من اختارني أحدا, ودعاه رسول الله وقال: هل تعرف هؤلاء؟, قال زيد: نعم, هذا أبي وهذا عمي, قال النبي: فأنا من قد علمت ورأيت محبتي لك, فاخترني أو اخترهما, فقال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحدا أنت مني بمنزلة الأب والعم, فقالا ويحك يا زيد أتختار العبودية علي الحرية وعلي أبيك وعمك وأهل بيتك, قال زيد: نعم, إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا, فلما رأي رسول الله صلي الله عليه وسلم ذلك قال يا من حضر اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه, وعندما رأي أبوه وعمه ذلك طابت نفسيهما وانصرفا, وحينئذ دعي زيد بن محمد حتي جاء القرآن في قوله تعالي: ادعوهم لآبائهم, فدعي زيد بن حارثة, كما أنه حظي بمنقبة لم يحظ بها أحد من الصحابة, وهي أن الله تعالي سماه باسمه صراحة في القرآن, فقال: فلما قضي زيد منها وطرا زوجناكها, فكان في هذا تأنيس له وعوض عن الفخر بأبوة محمد عليه الصلاة والسلام, وقد استشهد هذا الصحابي في غزوة مؤتة في السنة الثامنة من الهجرة.