يستضيف متحف برادو في العاصمة الإسبانية مدريد حاليا، عشرات اللوحات للفنان الإيطالي رفاييل سانزيو، أحد أعظم فناني عصر النهضة، والذي تمكن في سنواته الأخيرة من أن يكون "الرسام الأكثر تأثيرا في الفن الغربي". وفيما اهتمت الصحافة الثقافية الغربية بهذا الحدث، الذي يجذب المزيد من السياح لإسبانيا في موسم الصيف الحالي، فإنها نوهت بأن المعرض الذي يستمر حتى السادس عشر من شهر سبتمبر القادم، تحت عنوان "سنوات رفاييل الأخيرة" ويتضمن 74 لوحة لم يسبق عرضها في إسبانيا.
يركز المعرض على المرحلة الأخيرة في حياة رفاييل حتى وفاته، عام 1520 مع اهتمام واضح بفكرة "الاستديوهات" أو "الورش" التي تميز الفن الإيطالي، ويعمل بها كبار الرسامين الإيطاليين، فضلا عن محاولة التعرف على أوجه الاختلاف بين الأعمال التي قدمها هذا الفنان الخالد وتلاميذه ومريديه.
يبدأ التسلسل الزمني للوحات المعرض منذ عام 1513 وحتى لوحة "التجلي" التي انتهى منها بالكاد، قبيل وفاته المفاجئة، فيما ينقسم المعرض إلى ستة أقسام، تتضمن مراحل التطور الجمالي والتصويري لرفاييل، مع مقارنات بين أسلوبه الفني في مرحلته المتأخرة وبين لوحات رسمها بعض أقرب تلاميذه ومساعديه، مثل جيان فرانشيسكو بيني وجوليو رومانو.
تعاون رفاييل مع فنانين كبار في عصره، مثل جوليو رومانو وجيان فرانشيسكو بيني، وقام على مدى خمسة أعوام بتزيين جدران غرف الفاتيكان الشهيرة جنبا إلى جنب مع الفنان الأشهر مايكل أنجلو.