استمعت محكمة جنايات الجيزة اليوم الثلاثاء الى شهادة اللواء حسن الرويني قائد المنطقة العسكرية المركزية في قضية قتل المتظاهرين السلميين بميدان التحرير يومي 2 و3 فبراير 2011 والمعروفة إعلاميا ب "موقعة الجمل". وقال اللواء الرويني في شهادته أمام المحكمة برئاسة المستشار مصطفى حسن عبد الله إنه شاهد شخصا ملتحيا يقف أعلى إحدى العمارات المطلة على المتحف المصرى، أثناء حديثه مع القيادى الإخوانى الدكتور البلتاجى، فطلب منه أن يقنعه بالنزول حتى لا تتجدد الاشتباكات مرة أخرى، إلا أن البلتاجى أكد أنه لا يعرفه.
وأوضح الروينى فى شهادته ، أنه قام بإعطاء أمر لأحد المجندين التابعين للقوات المسلحة بالاستعداد إلى استقبال أمر آخر بقتل الملتحى، وهو ما دفع "البلتاجى للقول :"هل تستطيع أن تقتل مصرياً بدون وجه حق"، فرد الروينى عليه قائلاً"سيدنا الخضر قتل الغلام لعلمه بأنه فى الكبر سيصبح ولدا عاقا..فاستطيع أن أقتل فردا من الممكن أن يتسبب فى قتل كثير من الأبرياء..وأنا لن أسمح بأن تتجدد الاشتباكات مرة أخرى".
وأضاف الرويني ،أنه أبلغ البلتاجي أنه يتعهد عقب نزول الأشخاص من أعلى الأسطح بحماية المتظاهرين بميدان التحرير.
وقال اللواء الروينى في شهادته أمام المحكمة إنه تولى منصب قائد المنطقة المركزية منذ أربع سنوات، ويقوم بالإشراف على سبع محافظات، وان المهام التي كلفت بها القوات بشأن تلك الأحداث بدأت في 28 يناير، وهو تاريخ نزول القوات المسلحة للمحافظات عقب صدور أمر من القيادة العامة للقوات المسلحة بعد انهيار جهاز الشرطة المدنية.
وأضاف: "أنه تم تكليفنا بتأمين الأهداف الهامة والحيوية داخل المحافظات وتنفيذ قرار حظر التجوال الصادر من القوات المسلحة، بالإضافة إلي تأمين المنشآت الهامة الموجودة بمحيط ميدان التحرير وهى "المحاكم ومبنى الإذاعة والتليفزيون ومجلس الشورى ودار القضاء العالي والمنشآت الاقتصادية والمستشفيات وأقسام الشرطة ومديرية الأمن وديوان عام محافظة القاهرة والوزارات".
وقام الروينى بسرد كافة الأحداث التي وقعت منذ يوم 28 يناير حتى يومي 2 و3 فبراير 2011، وقال, إنه يوم 1 فبراير أثناء مروره على منطقة ميدان التحرير تلاحظ له وجود العديد من المركبات المحترقة الخاصة بوزارة الداخلية والحماية المدنية وكميات كبيرة من المخلفات في منطقة ميدان التحرير، وانه اتصل بمحافظ القاهرة الدكتور عبد العظيم وزير، وطلب منه إحضار سيارات النظافة التابعة للمحافظة لرفع المخلفات وقامت القوات المسلحة بدفع 2 ونش لرفع السيارات المحترقة الخاصة بالشرطة.
وقال, أنه في يوم 2 فبراير 2011 قامت سيارات القوات المسلحة برفع المخلفات ونقل السيارات المحترقة ولم تحضر أى سيارات تابعة لمحافظة القاهرة، وفى الساعة 10 والنصف صباحا يوم 2 فبراير حضر له محافظ القاهرة الدكتور عبد العظيم وزير، وقاما بالمرور على المنشآت الموجودة حول ميدان التحرير حتى الساعة 12 ظهرا.
وأضاف:"ثم غادرت ميدان التحرير وأثناء توجهي من ميدان التحرير إلي العباسية وأثناء سيري بأعلى كوبري 6 أكتوبر، شاهدت سيارات القوات المسلحة قادمة لميدان التحرير لرفع المخلفات" .
وذكر قائد المنطقة العسكرية المركزية اللواء الروينى، أنه أثناء تواجده بمكتبه، وردت إليه معلومات بوجود مجموعة من مؤيدي الرئيس السابق حسني مبارك بميدان التحرير وان هناك هتافات متبادلة بين المؤيدين والمعارضين للرئيس السابق, تطورت إلي مشادات وتراشق بالحجارة، وأعمال كر وفر بينهما، وأثناء تلك الإحداث انضمت مجموعات أخرى من المؤيدين للرئيس السابق يركبون 13 حصانا وبعض الجمال, حيث تم ضبط تلك الخيول والجمال والتحفظ عليها بنادي الفروسية للقوات المسلحة.
وتطورت الأحداث بين الطرفين داخل وخارج ميدان التحرير عند منزل ومطلع عبد المنعم رياض، حيث وصل الأمر ليلا إلى حد استخدام الطرفين للمواد الحارقة "زجاجات المولوتوف" وان المتظاهرين استخدموا وقود المركبات التي كانت تقوم بجمع القمامة بالميدان في إعداد زجاجات المولوتوف، حيث استمرت الاشتباكات ليلا بين الطرفين حتى صباح يوم 3 فبراير.
وأوضح، أنه قام بإعادة توزيع القوات المتواجدة بميدان التحرير لمنع وقوع أي اشتباكات بين الطرفين بعد إشعال النيران في العديد من مركبات القوات المسلحة المكلفة بأعمال جمع القمامة، مشيرا إلي أنه شاهد مجموعات من المواطنين متواجدين أعلى كوبري أكتوبر ولا يعلم ماذا كانوا، مؤيدين أم معارضين للنظام، وطلب من القوات الموجودة بالميدان الصعود بالدبابات والمدرعات أعلى كوبري أكتوبر ودخلت ميدان التحرير.
وقال, أنه قام بمحاولة إعادة المتظاهرين إلي داخل ميدان التحرير لكنهم رفضوا، واعتبروا أن تلك المنطقة مكسبا لهم ورفضوا العودة.
وقال اللواء الروينى إنه عقب دخوله ميدان التحرير سأل بعض المتظاهرين، عن من الذي يسيطر على الميدان فعلم أن بعض جماعة "الإخوان المسلمين"، هم من يسيطرون على الميدان، فطلب معرفة القيادات المتواجدة منهم بالميدان، وعرف أن في مقدمتهم الدكتور محمد البلتاجى، فأرسل له أحد الأشخاص يدعى الشيخ عبد العزيز وهو ملتح فعاد له وأخبره بأن الدكتور البلتاجى يرفض الحضور بمفرده، وأنه سوف يحضر مع مجموعة تطلق على نفسها "مجموعة الحكماء"، وذلك أثناء تواجده داخل حديقة المتحف، وطلب من الشيخ عبد العزيز بموافقته على حضورهم معه.
وأضاف, أنه حضر كل من أبو العز الحريري والدكتور أحمد دراج والدكتور أحمد مصطفى والدكتور محمد البلتاجى، ووجه لهم الشكر على حضورهم وطلب منهم التحدث الى الدكتور البلتاجى بمفرده، وقال: "جلست مع الدكتور البلتاجى بحضور الشيخ عبد العزيز ودار حوار حول تهدئة الموقف داخل ميدان التحرير لمنع الاشتباكات".
وأضاف، انه تعهد لهم بحماية جميع المتواجدين داخل الميدان، فرد عليه البلتاجى, بأن هناك أشخاصا متواجدون أعلى فندق هيلتون رمسيس، وأن هؤلاء الأشخاص يهددون المتظاهرين، وطلب منه إنزالهم من أعلى الفندق،وأصدر اللواء الروينى أوامر إلي قائد تأمين مبنى الإذاعة والتليفزيون بالتوجه إلي الفندق لفحص الموقف وأبلغه بعدها أن المتواجدين أعلى الفندق إعلاميون وصحفيون، وطلب منه إنزالهم ومنع صعودهم مرة أخرى.
وأضاف، أنه في المقابل طلب من الدكتور محمد البلتاجى إنزال الأشخاص المتواجدين أعلى العقارات السكنية المواجهة للمتحف المصري وشارع ميريت، و أنكر الدكتور البلتاجى أن هؤلاء الأشخاص تابعين له، وأكد الروينى أنه أصر على نزولهم وهدد باستخدام القوة ضدهم فاستجاب البلتاجى وقام بإنزالهم.
وقال اللواء الروينى في شهادته انه في صباح يوم 3 فبراير، تم القبض على 77 شخصا من المؤيدين للرئيس السابق، بواسطة المتظاهرين داخل الميدان وتم تسليمهم للقوات المسلحة، وتم إحالتهم للنيابة العسكرية، وصدرت ضدهم أحكام بتهم الاعتداء على الحريات في القضية رقم 118 جنايات عسكرية لسنة 2011 شرق القاهرة، وقدم اللواء الروينى صورة من الحكم الصادر ضدهم للمحكمة .
وأكد انه منذ يوم 3 فبراير، تحولت مهمة القوات المسلحة من حماية المنشآت وحظر التجوال إلي حماية المتظاهرين بميدان التحرير وباقي الميادين الأخرى لمنع حدوث أي اشتباكات.
وأشار إلي, أن طائرات القوات المسلحة قامت بتصوير الأشخاص المتواجدين أعلى العقارات بميدان التحرير، مشيرا أنه كان يتابع الأحداث من خلال الشاشات المتواجدة بمكتبه، وقال, إنه لم يشاهد أي أسلحة نارية مع هؤلاء الإفراد المتواجدين أعلى العقارات.
وقال، إنه لم يتم إبلاغه عن أي حالات إصابة أو قتل داخل ميدان التحرير باستخدام طلقات نارية أو غيرها لكنه علم بإصابة 77 شخصا ألقى القبض عليهم بمعرفة المتظاهرين، ونفى اللواء الروينى مقابلة الدكتور صفوت حجازي أو ممدوح حمزة يومي 2 و3 فبراير بميدان التحرير، ولكن حجازي سعى لمقابلته أكثر من مرة، مشيرا إلى أن الوحيد الذي تقابل معه بميدان التحرير هو الدكتور البلتاجى.
وأكد أن النقيب ماجد بولس كان متواجدا بميدان التحرير بشارع قصر العيني، وكان هناك مجموعة من مؤيدي النظام السابق حاولوا الدخول للميدان وبحوزتهم صور الرئيس السابق والإعلام وطلبوا منه معاونتهم فأطلق الأعيرة المحدثة للصوت لتفرقتهم.