يفضل غالبية المسلمين التحضير لشهر رمضان الكريم قبل فترة من قدومه بشراء الأغذية واللحوم وتحضيرها وحفظها بتفريزها حتى يمكن تحضير الطعام في أقل وقت ممكن في هذا الشهر الكريم والتفرغ للعبادة. وقد بدأت بالفعل غالبية الأسر المسلمة بتخزين مؤن البيت لشهر رمضان الكريم ، وقد أثبت الكثيرون أن هذه العادة علي الرغم من اختلاف الأراء حولها ،مفيدة بالفعل لتقليل الضغط النفسي والمادي بل والمحافظة علي أوقات العبادة وضمانا لأي طارئ يمكن أن تواجهه الأسرة خلال أيام الشهر الكريم.
تقول (شيماء. م) احدي ربات البيوت " لما يقرب رمضان وقبلها بحوالي عشر أيام بنزل أشتري خزين البيت كله وباتبع الخطوات الصحيحة للتخزين عشان الخزين يفضل بجودته".
وتوافقها (لمياء .إ) لكنها تعقب "أنا دائما أحدد احتياجات المنزل قبل رمضان وأشتري كميات متوسطة منها ونادرا ما تنتهي هذه الأشياء قبيل انتهاء الشهر لكن ذلك لا يمثل لي مشكلو مطلقا، بل أجد في هذا حرصا علي المحافظة علي مال زوجي وحتي لا تفسد الأطعمة فأضطر إلي رميها".
أما عن وجهة نظر الرجال ، فتجد معظمهم يستنكر هذا الفعل لأنه يغرم الكثير من الأموال في وقت وجيز ومنهم (علي.ن) الذي صرح " المرأة يجب أن تخزن علي قدر حاجتها فقط دون التبزير ، والرجل هو من يضر في هذا الأمر لأنه من يدفع".
وهناك طائفة مخالفة للنوع الأول ،تري أن هذا الأمر حيوي جدا وضروري بل ويعاون زوجته في جلب المواد الغذائية من الأسواق للاستفادة بها زفي ليالي رمضان.
فعندما سئل (أحمد.ي) رب أسرة جديد، قال "أنا بانزل مع زوجتي السوق لنجمع ما نحتاجه من الأساسيات المنزلية استعدادا لرمضان ، وأنا أري أن هذا الشيء ايجابي وعلي كل زوج معاونة زوجته فيه خاصة لما نراه الآن من غلو الأسعار "
ولم تقتصر ظاهرة تخزين الغذاء علي الأسر فقط إنما أيضا لوحظت في العديد من الشباب المغترب نظرا لانشغال أوقاتهم إما في العمل أو الدراسة ونحو ذلك ، فيقول طالب تمهيدي بجامعة القاهرة (حمدي.م) نجتمع أنا وأصدقائي حاليا كل خميس لنجلب ما يمكن من المعلبات والنواشف الرمضانية ،نظرا انشغالنا بالدراسة ، ولأن كل واحد منا لا يري أهله إلا كل فترة طويلة ، وقد مر علينا وقت في العام الماضي لم نقم بتخزين المواد الغذائية في الثلاجات إلا أننا عانينا كثيرا ومن بعدها تعلمنا أن نستعد لهذا الشهر الكريم".
بل إن الملحوظ الآن في كثير من الأسواق، وهو ما يمثل علامة تعجب لدي الكثير ، الإقبال الشديد من الأسر علي محال الملابس والأحذية ، ولكن ليس استعدادا لرمضان ، إنما ضمانا لعدم التفكير في ملابس عيد الفطر المبارك ، وبالتحري وراء هذه الظاهرة ، تقول السيدة (نعيمة .م) " عندما يدخل رمضان الكريم نجد الزحام يشتد لشراء ملابس العيد ،والأسعار ترتفع أكثر من قبل ، لذلك ننتهز فرصة انشغال الناس بالاستعداد لرمضان ونشتري ملابس العيد لأطفالنا وبكدة بنستريح من هم لبس العيد"
ويقول (كمال.ه) "أفضل شراء ملابس العيد لأطفالي قبل قدوم شهر رمضان منعا للتزاحم والانشغال بالتفكير والإعداد لشرائها قرب العيد ".
ونؤكد هنا علي قدرة العقل المصري للاستعداد لكل مناسبة بما يلزمها من الخطوات القبلية ، ولكننا نحذر من مغبة الإسراف والتبذير وخاصة فيما يخص الأطعمة ليس فقط من باب الحض علي التبذير فقط، وإنما أيضا منعا لهلاك الأطعمة نتيجة سوء التخزين أو سوء اختيار المنتج الغذائي، مما يترتب عليه إلقائها في القمامة فتكون شهادة سوء عليك وعلي أسرتك واستفزازا لمشاعر الفقراء والمحتاجين من أهل وطنك لاسيما في أوقات رمضان التي تعمر بها المنازل بالأطعمة الشهية والولائم.