أما الياميش والمكسرات فحدث ولاحرج.. استطلعت "صوت البلد" آراء المواطنين، للوقوف علي إجابة للسؤال الذي بات يؤرق المصريين: كيف يمكن استقبال رمضان 2010 في ظل هذا الغلاء بما يتميز به من شهر الولائم والعزومات والياميش والمكسرات؟ تقول أمل عطيه محمد (المرج): بالطبع سنشتري، ولكن المشتروات العادية وتبعا لنظام الأكل المتبع طول السنة؛ لأن الاسعار زادت بطريقة رهيبة، ورمضان أصبح شهر مثله مثل كل الشهور، حتي اللحوم المدعمة من الحكومة والتي ثمنها 35 جنيهًا للكيلو نصفه لحم يؤكل والنصف الآخر عبارة عن سمين.. وبهذا كأني أشتري نصف الكيلو بثمن الكيلو. أما عزة فؤاد (إمبابة) فقالت: رمضان الآن لم يعد مثل رمضان زمان، فالناس أصبحت مهمومة بهموم معيشتها وأصبحت تتهرب من إقامة ولائم أو عزومات؛ لأن أقل عزومة تتكلف مابين 300 و400 جنيه .. وتضيف صباح إسماعيل (شبرا): أخذت قرارًا هذه السنة أنني لن أعزم أو أقبل العزائم، يكفي أن أسعار السلع والخضراوات واللحوم ترتفع في شهر رمضان فوق غلائها العادي. وألمحت نادية حافظ إلي أن: "المشكلة ليست مقتصرة علي الشهر الكريم فقط، بل هموم المعيشة والمتطلبات الكثيرة التي لا تتوافق مع دخل الأسرة، جعلت الناس مصابة بحالة من الجفاء العاطفي لأنها تخاف أن تتواصل مع أقاربها أو جيرانها عن طريق التزاور أو تبادل الهدايا في المناسبات؛ وبهذا أصبح حتي تواصل الناس مع بعضهم البعض يمثل عبئًا ماديًا. وعلي أمل منها أن تجد "صوت البلد" الوضع أفضل، انتقلنا إلي أحياء القاهرة الراقية، تقول نعمات محمد (الرحاب): زمان كنا نشتري المكسرات والياميش بالكيلو، لكن الآن أصبحنا نشتريها بالثمن أو الربع فقط؛ من أجل تزيين طبق الحلوي، حتي المحلات أصبحت تصنع أكياسًا منها صغيرة، بالأوزان المطلوبة؛ لأنها مدركة تماما أن الناس ليس في مقدرتها شراؤها بأكثر من ذلك نظرًا لارتفاع أسعارها التي تصل إلي ما بين 60 و70 جنيهًا. أما أمل عادل (مدينة نصر) فقالت: الناس ستجن من الأسعار التي زادت بشكل رهيب، خاصة المواد التموينية الضرورية وأيضا أسعار الطيور واللحوم .. أما عن ياميش ومكسرات رمضان فتضيف أن المعدل أصبح (شوية بلح)، حتي إن رمضان أصبح عند الناس شهرًا يمر مثله مثل كل شهور السنة خاصة أنه ملحق به العيد ودخول المدارس. محمد عمر (التجمع) يقول بسخرية تحمل معاناة: (أنا رأيي يأجلوا رمضان السنة دي).. ويستكمل : الناس أصبحت تتداين كي تسد جوع أولادها، وللأسف نحن كمصريين عندنا شره في شراء الطعام بصرف النظر عن احتياجه! فالمفروض أن رمضان شهر جميل كله روحانيات، لو أن الناس تعاملت معه علي أنه شهر عادي سيمر بسلام دون سلف أو ديون أو أي أعباء مادية، لكن للأسف العادات الخطأ حولته من شهر عبادة لشهر هموم. وبالانتقال إلي التجار وأصحاب محال السلع الغذائية.. قال مصطفي الخديوي: ليس الزبائن فقط هم المتضررون، بل نحن التجار أيضا لأن الغلاء أثر في الكل، ففي السنوات الماضية كان الناس يشترون كميات كبيرة، وكل يوم نفس الزبائن يشترون، ولكن الآن "الزبون" إذا اشتري يومًا يغيب 10 أيام كي يأتي ويشتري مرة آخري، كما إنه إذا اشتري فإنه يشتري الضروري من السلع، أما السلع التي تدخل تحت قائمة الرفهيات مثل: (العصائر والمرطبات، والياميش والمكسرات)، فلم يعد عليها إقبال كالسنوات الفائتة. مجدي العزايزي (جزار)، يقول: الناس في رمضان كانت تشتري لحومًا بكميات كبيرة، من أجل الولائم والعزائم وكان عدد كبير من الأسر تهدي الأقارب من الإخوة والأخوات اللحوم في رمضان، أما الأن فقد انقرضت هذه العادات الرماضنية بفعل الغلاء؛ لذلك أصبح كثير منهم يفضلون شراء اللحوم من السوبر ماركت؛ لأنه يقدمها في أوزان صغيرة جاهزة ومغلفة، وعليها السعر؛ بمعني أن العبوة تحتوي مثلا علي 5 أو 6 قطع لحم، وتكفي وجبة لأسرة صغيرة وتتناسب مع ميزانيتها. الحاج جمال أمين (تاجر طيور) يقول: رمضان الماضي كان الدجاج الأبيض سعر الكيلو منه من 12: 13 جنيهًا وكانت الناس معترضة علي غلائه، هذا العام السعر وصل إلي 17 جنيهًا للكيلو، و"الزبون" الذي كان يشتري جوز دجاج أصبح يشتري دجاجة واحدة وهو متضرر. وبسؤال د . مروة صلاح ابراهيم، أستاذ مساعد اقتصاد منزلي جامعة المنوفية، عن رأيها حول كيفية تعامل الأسرة مع ميزانيتها في رمضان في ظل ارتفاع الاسعار قالت: لابد من التقنين في كل شيء لمجابهة الغلاء، فلم تعد هناك الحاجة إلي تعدد الأصناف في ظل ارتفاع الأسعار كما أن الناس تظن خطأ أنها عندما تصوم ساعات طويلة، فحينما تفطر ستلتهم كميات هائلة من الطعام، وهذا اعتقاد خاطئ؛ لذلك علي ربة البيت عدم التعامل مع شراء الأطعمة بطريقة عشوائية، بل لابد من تخطيط يشمل عدد أفراد أسرتها، وإدراكها لشهية كل فرد فيها؛ وبالتالي شراء الأطعمة بما يتناسب مع عدد أفراد أسرتها وبما يتناسب مع إمكانيات الدخل دون إسراف أو تبذير، كما يمكن لربة البيت تدوير كميات الطعام المتبقية لليوم التالي، بإضافة بعض الخامات البسيطة لها وعمل صنف جديد منها، ومحاولة الاستفادة من كل كمية الطعام دون أن يكون هناك فائض هالك. وتنصح: أيضا يمكن البعد عن شراء العصائر بعملها في المنزل من الفاكهة الطازجة، حتي مع ارتفاع أسعار الفاكهة، ولكن عمل العصير الطازج منها أوفر ويفيد، كما يمكن استبدال السمن البلدي بالزيوت النباتية؛ ويمكن الزيادة في تناول الخضراوات المطهية والطازجة، والتقليل من تناول اللحوم؛ فهذا أوفر ماديا وكذلك مفيد صحيا.. وأخيرا تنصح د . مروة بالتخطيط والتنظيم السليم كل يوم والبعد عن الانجذاب وراء إعلانات الأطعمة والمشروبات التي تملأ بها شاشات الفضائيات في رمضان.