نظمت دار الآثار الإسلامية بالكويت محاضرة للمستشرق الفرنسي المعروف البروفيسور جيل كيبل بعنوان "الشرق الأوسط في النظام العالمي: منظور تاريخي طويل الأمد" مساء الاثنين بمركز الميدان الثقافي. ونقلت صحيفة "القبس" الكويتية عن د. كيبل قوله أنه يستدل من اسم الشرق الأوسط منذ القدم أنه موضع للتبادل ومهد لأهم الحضارات على مر الزمن، كانت البضائع والافكار تتداول بين الشعوب على ارض المنطقة تمثل ملتقى التجارة العالمية ومهدا للأديان التي انتشرت على مستوى العالم. وعن الوضع الراهن للشرق الأوسط قال المحاضر ان الصراع في الوقت الراهن يدور في ثلاثة محاور بالمنطقة، فمن الصراع العربي الإسرائيلي الى منطقة الخليج ثم المشكلة الأفغانية الباكستانية، مما يشكل مصدرا للقلق في المناطق الثلاث وأيضا للعالم بأسره. وأوضح أن أهم مصادر الطاقة وهي الغاز والنفط تأتي من الشرق الأوسط، مما يعزز أهمية استتباب الأمن والسلام والعدل والمساواة في المنطقة. وإذا لم يتحقق ذلك فان الإرهاب الذي ضرب الولاياتالمتحدة في 11/9 وألقى بظلاله على المنطقة بأسرها وعلى آسيا وأوروبا، سيجد تربة خصبة في تلك المنطقة. ومنذ توقف المواجهة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي تغير النظام العالمي الذي يمثل الشرق الأوسط جزءا منه سواء كان ذلك التغير للأفضل أو للأسوأ، فنحن نعيش حاليا في عالم متعدد الأقطاب، يمثل فيه الشرق الأوسط، وخصوصا دول مجلس التعاون الخليجي قطبا مهما. وحدد البروفيسور كيبل بعض مشاكل الشرق الأوسط الآتية متحدثا عن دول أخرى في الشرق الأوسط وفي إقليم البحر المتوسط، تعاني التضخم في الزيادة السكانية والفقر، مما يهدد السلام الإجتماعي على مستوى النسق الإقليمي والداخلي. وتساءل د. كيبل ترى كيف يمكن مواجهة هذه القضايا؟ مجيبا أنه بينما يتحول النظام العالمي الحالي من نظام متعدد الأقطاب إلى نظام يعتمد على التجمعات الجانبية، أو من نظام مفتت من الفوضى إلى نظام جديد يعتمد على التحالفات، فان من المناسب أن نفكر في أمر التقارب بين دول مجلس التعاون الخليجي أولا، ثم بينها وبين الشرق الأوسط عامة ومع بلدان الإتحاد الأوروبي. لقد نجح الإتحاد الأوروبي في إنشاء منطقة تتمتع بالسلام والرخاء، في قارة كانت مصدرا لحربين عالميتين خلال القرن الماضي وهو الاتحاد الأوروبي الذي يتمتع بتاريخ عريق في مجال الصناعة، وشبكة واسعة من الجامعات العريقة، لكنه يعاني ضيق الموارد المالية.