يقول الحق تبارك وتعالي (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا)
ويقول أيضا
(يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
نحن نحاول دوما أن نتخذ أتباعا لنا يوافقون على تصوراتنا، ونعتقد أن ازدياد عدد الناس الذين يفكرون مثلنا يجعل من تصوراتنا حقيقة. باولو كويلو
نشرت المصريون (الجريدة والموقع ) موضوعا بعنوان " السيرة الذاتية ل"مشايخ "قادة تنظيم القاعدة المؤيدين ل"أحمد شفيق " ولما طالني من هذه الموضوع بعض الافتراءات علي شخصي الضعيف ، وأيضاً ورود معلومات غير صحيحة علي وجه العموم تخص بعض الأصدقاء وزملاء قدامي عشت معهم محنة طويلة ربما لا يعرفها الكثيرون ، سمع عنها البعض ولم يعشها وتناقلتها الألسنة والشفاه بدون تروي ودقة في المعلومات .
ويرجع ذلك في تقديري الشخصي أننا عشنا في محنتنا تلك في ظروف غاية في القسوة وكنا تحت المجهر لسنوات طوال ، بل أعلي درجاته المكبرة بحيث لا يستطيع أحد أن يفلت أو يوضح أو يفسر كثير مما يقوم به ، فينتج عن ذلك الاجتهادات الشخصية التي تفسر المواقف والأفكار كما تشاء بعيدة عن الحقائق والمعلومات الصحيحة .
ومن هنا أود توضيح بعض الحقائق التالية :
اولاً : أود في البداية وبكل شجاعة ووضوح أن أقول أن ما يقال عن إنني أتبع جهاز أمن الدولة وأحد عناصره لفترات كبيرة داخل السجون كذب وافتراء ومحض ظلم كبير للغاية ، ومرجع ذلك أن هناك عددا كبيرا من قواعد تيار "الجهاد والجماعة الإسلامية " لم يستوعب التغيرات الحاصلة أمامه طوال فترة سجنه وحاول أن يصطدم مع كل من يخالفه في الرأي والقول عن الأحداث الجارية في الخارج .
نتج عن ذلك بروز اتجاهين: اتجاه مؤيد لعمليات العنف بل ويدعو إليها ويناصرها ، واتجاه يرفضها ويدعو إلي أن تتوقف نهائيا ، وهنا استثمر الأمن ذلك وبدء يغذي هوة الخلاف الحاصل ويميز البعض علي البعض في الداخل مما جعل هناك حالة من الاحتقان الداخلي ، ظهر بشكل واضح في الاتجاه المؤيد للعنف ليحافظ علي مكانته وأفكاره أمام إفراده طوال هذه السنوات لتبدءا عملية اتهامات واسعة النطاق للكل من شارك وأيد و أعلن موقفه من العنف .
ولما انحازت معظم هذه الاتجاهات بعد ذلك لرفض العنف بقيت في نفوسها غيظ وحسرة أن هؤلاء سبقوهم ونادوا قبلهم بما قالوا بعد ذلك بسنوات ، لتستمر نفس النغمة للأسف الشديد بأن هؤلاء عملاء متساقطون علي طريق الدعوة أصحاب الفتنة التائبون وغيرها من المترادفات التي كانت تطلق علينا ، ولم يعلن هؤلاء خطئهم في حق إخوانهم في الماضي كما اعترفوا بأخطائهم لأمن الدولة والمجتمع عندما أعلنوا تأيدهم لنفس التوجهات السلمية القديمة التي نادي بها إخوان قبلهم.
وهنا يتوجب أن أعرض ما نقلته المصريون والذي لم ينشر في الجريدة الورقية يوم الخميس الموافق14يونيو2012، عدد 207 ، ونشر لبضع ساعات علي الموقع في نفس اليوم وتكرم الزميل العزيز محمود سلطان رئيس تحرير الجريدة بإزالته بعدها بساعات بعد اتصال هاتفي بيني وبينه ، معتذرا، بعد أن أكدت له أن معظم ما ورد في التحقيق الصحفي المشار إليه معلومات مغلوطة لا أساس لها من الصحة . وإليك أخي الكريم المهتم بالموضوع الأصلي والذي تناقلته شبكة المخلص ومواقع القاعدة والجهاد (أنقر هنا) .
ثانياً : ما ورد في التحقيق الصحفي بخصوص علاقتي "بحزب الجهاد الديمقراطي" ود . سعد الدين إبراهيم فصلته في مذكراتي والتي نشرت في بعض المواقع ، فصل " كانت لنا أيام في سحن المزرعة" حيث جمعتنا محنة واحدة طويلة للغاية أنا وأطراف من " حزب الجهاد الديمقراطي " ، وجمع عزيز إلي قلبي من القوي السياسية المختلفة حيث من لم يسجن في المزرعة العمومي في هذه الفترة فاته شهادات كثيرة علي واقع مصر المعاصر....
وربما هذا ما دفع الشيخ أسامة قاسم القيادي الجهادي أن يتصور خطأ وظلما أنني مع هذا الحزب وأؤيد الفريق شفيق وأدفع ورائه وأفرق جمع إخوة الجهاد وراء د محمد مرسي ، فجعله ينال مني بهذه الطريقة القاسية بدون تروي وبدون الرجوع إلي مباشرة أو التأكد من صحة المعلومات التي وردت إليه التي في الغالب نقلها إليه أحد المحيطين به والمتأثرين بالدعاية ضد أبناء المزرعة المناوئين لهم في مخيلته في فترات سابقة ، فسقط في هذه الهوة السحيقة ليتهمني هذه الاتهامات الخطيرة والمجحفة في حقي .
ثالثاً : بخصوص علاقتي بمؤسس "حزب الجهاد الديمقراطي" صبرا إبراهيم القاسمي ، فقد كان زميل محنة طويلة بسجن المزرعة العمومي بطره ، وبصرف النظر (عن ما قيل عنه أو يقال عنه حتي الآن) أثناء السجن أو بعدها ، فشهادة حق مني في حقه إنني لم أري منه أي مما يقال علية سوي انه لم يظهر بالهدي الظهر علي الملتزمين والمنتمين للجماعات الإسلامية في السجن وأيضا كانت تجمعه علاقات طيبة بقيادات الأمن في سحن المزرعة( ليس منها بضرورة عمالة لهم) ،وربما أخذ ذلك عليه!!!
وكانت نفس هذه العلاقة يقوم بها كثير من قيادات الإخوان والجماعة والجهاد وباعتبارها جماعة فلا يقال عليهم ذلك بين إتباعهم اما هو فباعتباره فرد تحوم عليه الشبهات ، مما يوحي للآخرين انه ينتمي لهم ، والحق يقال انه كان لا يوجد فرصة له ولغيره لتوضيح المواقف ، فقد كانت المحنة ثقيلة جدا علي الجميع ، والأمن يتدخل في كل شيء ، ولم يكن هذا موقفه وحدة فقد كان كثير من قواعد الجماعة الإسلامية والجهاد تحاول الاحتفاظ بهذه الصورة حتي لا تتهم من قبل الأمن بالتطرف والانخراط في صفوف الجماعات الإسلامية وتعطل موقفهم والإفراج عنهم ، وأزعم حقيقة أن هذا لم يكن موقف بعض القواعد فقط بل كان موقف بعض القيادات أيضا ممن سارعت بظهور علي الحياد حتي لا تتهم ويضر ذلك موقفها بشكل عام .
رابعاً : موضوع الحزب وبكل وضوح وصراحة تناقشت إنا وصبرا أكثر من مرة عن عجز"حزب السلامة والتنمية " الذراع السياسية (والرسمي ) لتيارات الجهاد ، عن استكمال توكيلات الحزب وتقديمها للجنة شؤون الأحزاب وعدم قدراتنا المالية عن الوفاء بذلك علي عكس السلفيون والجماعة ومن قبلهم الإخوان ، وقلت له باعتباره له صلات عديدة بقوي سياسية ومدنية أن يدعم الحزب لأنه متعثر ، والحق يقال انه تشجع ووافق في بداية الأمر بحماس شديد وربطه بمجموعة الإسكندرية وبالشيخ الفاضل الوقور ياسر سعد أحد قيادات حركة الفنية العسكرية وأحد أشهر الحركيين بها ، وتقابل الاثنين حيث شكرني علي هذه الصلة ، وكان ذلك علي أن يكون دعم صبرا كما ذكرت "السلامة والتنمية " .
وتقبلنا في اجتماع بالمكتب السياسي بنادي المحامين بالإسكندرية ، ليعلق أحد قيادات الجهاد علي حضور صبرا رافضا انتمائه للحزب للأمور التي شرحتها سابقا فقلت أنا بدوري أن الحزب مفتوح للكل المصريين ، ولمن يستطيع أن يقف بجانبنا وخاصة وأن صبرا ابن الحركة الجهادية وتربي بداخلها وامتحن ما يقرب من العقدين في السجون والمعتقلات ، لكن قام الشيخ الجليل صالح جاهين بتعقيب علي حضوره لإخواننا في الحزب بالرفض الكامل وان يبلغ صبرا بهذا رسميا , ولأنني احترم رأي الشورى ورأي المشايخ الكرم رغم عدم قناعتي بذلك تداركت الأمر وتوقفت عن الحديث فيه .
خامساً : وبعد هذا الحدث فوجئت بأن صديقي العزيز صبرا القاسمي والشيخ ياسر سعد سوف يعلنون تأسيس حزب جديد أطلقوا عليه "الجهاد الديمقراطي " وان الإعلان سوف يكون من مركز ابن خلدون وعند د. سعد إبراهيم بالمقطم ، وكنت في حينها اقضي إجازة الزواج أو ما يطلقون عليه شهر العسل مجازا والحق أقول ليس شهر بل ثلاثة أيام عسل فالإمكانيات لا تسمح بشهر.
حتي أفاجئ بما نشر من سب بعدها في ديني وعرضي علي النحو الذي ذكرت ، وهاتفت الشيخ الكريم ياسر سعد وطلبت الجلوس معه علي الفور وذكرت له رأي في الإعلان من مركز ابن خلدون والموقف السياسي المترتب علي ذلك ،وانه ربما يفسر علي انه ضد الإخوان وأن الحزب الوليد سوف يدعم سياسيا وماديا من قبل دوائر أمريكية تخدم فكرة تعميق الخلاف بين الإسلاميين بعضهم ببعض من جانب ، ومن جانب أخر تدفع في احتواء التيار الجهادي المقاوم سلميا والذي يسعي للاندماج في الحياة السياسية بعد طول محنة وبعد صراع طويل مع جميع أنظمة الحكم في مصر .
فقال الرجل لي لا عليك نحن نعرض أرائنا وفكرنا في أي مكان ولا تخشي شيء ، وعاتبت صبرا علي موقفه المتسرع من الإعلان عن ”حزب الجهاد الديمقراطي " بهذه السرعة لأنني كنت أظن انه سوف يناضل علي أرضية " السلامة والتنمية" رغم المعوقات ..... ، إلا انه رفض التعليق وقال لماذا ؟؟؟؟؟؟ إن أرض الله واسعة فتجاهدوا فيها وأننا واضح عدم الاتفاق من البداية ، فشكرت له صراحته .
سادساً : هذه هي قصة صبر وعلاقتي بحزب الجهاد الديمقراطي ولم أفكر صراحة منذ بداية حواري مع صبرا أن نصنع حزب منفرد ، ولم أفكر ما هو موقفي من هذا الحزب الوليد؟؟؟؟غير إنني علي قناعة انه يجب أن يكون هناك العديد من الأحزاب الإسلامية النشطة التي تعبر في الحقيقة عن الوجود الفعلي والحركي للجماعات الإسلام السياسي بشكل عام .
سابعاً: أحب توضح موقفي من "جماعة الإخوان المسلمين " فرغم أننا نعتبر أنفسنا فصيل إخواني ..... وكانت أطروحتي الأولي للماجستير بعنوان "الإخوان والغرب " وقد عشنا معهم في محنة واحدة وأعرف أفرادهم كما أعرف قياداتهم علي وجه الخصوص ، لكن لي تحفظات كثيرة علي أدائهم التنظيمي والحركي وأيضا علي أدائهم في البرلمان ونقلت لهم ذلك في لقاءات عديدة وكنت دائما وأبدا من المؤيدين لترشيحهم سواء في مجلسي الشعب والشورى أوفي جولتي انتخابات الرئاسة ، ورغم أنهم لم يسعوا لتحاور معنا والتعاون ووقفوا في برجهم العاجي دائما يمطروننا بألسنة حداد و بأعين يها كثير من اللوم والعناد ، إلا أنني نصرة للمشروع الحضاري الإسلامي كنت مؤيد لهم وبكل قوة وشدة في تجربتهم الأخيرة .
ثامناً: إنني لم أجلس يوما ما مع الفريق أحمد شفيق (وليس هذا عيب)فالسياسية تحتمل الحوار مع الجميع ، ولكن لم أكن متحمسا له علي الإطلاق ولم أدفع ورائه أو أشارك في حملته ، واستغرب من جهالة من أطلق علي حصولي علي مليون جنيه لدعم شفيق ، بل واستغرب ربطي من الأساس بالموضوع ، بل ومن العجب العجاب أن يربط البعض علاقتي بصبرا ، علي أنها علاقة بالحزب الوليد واتهامي بعلاقت بالأمن وأنا أحد أشهر من تصدوا للأمن ومحاولة اختراقنا بالسجون ، وأعمل علي توثيق جرائمهم بشكل منهجي منذ الإفراج عني وهذا ثابت ومعروف عني .
تاسعا : استنكر ما ورد في التحقيق علي لسان د. طارق الزمر من أن تيار الفنية العسكرية تيارا هامشي في الحركة الإسلامية ، فالذي نساه الشيخ الجليل أن حركة الفنية العسكرية هي التي أفرزت الواقع الجهادي الذي نتج عنه الحركات الجهادية منذ السبعينيات من القرن الماضي والتي هو نتاج منها ، وليقرأ لو نسي رسالة الإيمان لدكتور الشهيد صالح سرية ، أما في وقتنا الراهن فوقوف المجاهد الكبير طلال الأنصاري والمفكر الرزين د. هاني الفرنواني بجانب حزب "السلامة والتنمية" كان حافزا كبيرا لنا في دعم نشاط الحزب ، حتي الشيخ ياسر سعد والذي هاجمه مشايخ الجهاد في التحقيق المشار إليه ، فهو قيمة كبيرة ومن يريد التأكد يرجع إلي مؤلفاته ومقالاته الجريئة التي تصب في خدمة المشروع الحضاري الإسلامي فأرجو من الشيخ الكريم الزمر مراجعة مقولاته علي مشايخه وأساتذته .
عاشرا : أنفي عن الأخ الفاضل الكريم أحمد سليم كحك كل ما قد قيل في حقه فقد حطمت أمن الدولة منزله في قرية كحك بمحافظة الفيوم عام 92وشردت أهله وزوجات أشقائه ، وتوفي شفيقة محمد سليم كحك علي يد الجلادين في سحن العقرب أمامنا عام 1995، بل وأصيب ابنه بحالة نفسية يعالج منها حتي الآن..... فما أصاب آل كحك يغضب السماء فلا يصح اتهامه بالعمالة للأمن بعد كل هذه التضحيات ..... وحسبك الله يا أحمد فيما قيل في حقك .
أخيرا : جاء اتهمي علي لسان الشيخ أسامة قاسم كما هو منشور في التحقيق الصحفي المشار إليه ، ومن باب التأكد والتبين فنحن نعرف العمل الصحفي وخباياه ..... سارعت وهاتفت الرجل مباشرة وقلت له : هل ما ذكرته المصريون علي لسانك صحيح ؟ ، فتفي الرجل تماما ما قيل في حقي بل نافي أن يتهم صبر بالأساس بأنه يتعامل مع أجهزة أمن عديدة ، غير أنني طلبت منه تكذيب ما ذكر في المصريون فقال تم حذف فقرتك يا عمرو ، وعلي العموم لك ما تريد ... فقالت خير الأمور أنت تصنع معي حوارا مباشرا تنفي فيه ما ورد علي لسانك في حقي بطريقة عملية ، فوافق الرجل .
هذه حقيقة ما نشر بشان المليون جنيه والعمالة للأمن وحملة شفيق ,أحب أن أقول أن هذا الاتهام لا يزعجني فكثيرا ما يقال ويتردد علي كثير من قادة العمل الإسلامي ، بعضا مما قيل ، لأن آفة بعض الإسلاميين (وأنا منهم) أن من يختلف يجرحون فيه ويجلد بالسنة حداد .
فما بالنا وأنني انحزت منذ بداية محنتي في السجون عام 93لتأكيد علي سلمية الحركة الإسلامية في وقت أن كان الجهاد والجماعة الإسلامية تعلن يا خيل الله اركبي ، فسلام علي المنصفين والحمد الله رب العالمين.