كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي " بعض مضامين تسجيلات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي ايه" التي تصور كيف تعرض الفلسطيني زين العابدين محمد حسين الشهير ب"أبو زبيدة" المعتقل في جوانتانامو بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة للتعذيب بتقنية الإيهام بالغرق وقد ظهر أبوزبيد وهو يتقئ ويصرخ . وقال عميل وكالة "سي آي ايه" خوسيه رودريجيز المشرف على تطبيق هذه التقنية - في تصريحات لتليفزيون " بي بي سي" اليوم الأربعاء- "إنه نال موافقة على استخدام هذه التقنية من مستويات رفيعة، مضيفا "ذهبنا إلى الرئيس الأمريكي الذي وجهنا إلى المضي قدما".
وأوضح رودريجز أنه فخور بالقرارات التي اتخذها بما في ذلك إتلاف التسجيلات لحماية الأشخاص الذين عملوا معه ، مضيفا " لست نادما" .
من جانبه قال نجيب النعيمي وزير العدل القطري السابق ورئيس اللجنة السابقة للدفاع عن معتقلي جوانتانامو إن قضية تعذيب المحتجزين بتقنية الإيهام بالغرق تخالف القانون الأمريكي حتى لو تم أخذ موافقة شفهية من الرئيس الأمريكي.
واعتبر النعيمي، في اتصال هاتفي مع التلفزيون، أن هذه الجريمة ويجب التحقيق فيها، مشيرا إلى أن اتلاف المستندات مخالفة قانونية، ودعا المنظمات الحقوقية في أمريكا إلي رفع دعوى ضد المسؤولين عن تلك العملية .
وأكد النعيمي أن تصريحات خوسيه رودريجيز تعتبر اعترافا وتستطيع المنظماتالحقوقية في أمريكا رفع دعاوى ضد الرئيس الأمريكي جورج بوش بمخالفة القانون والإخلال بحقوق الإنسان، كما تستطيع العائلات عن طريق محامين مسجلين في أمريكا رفع دعاوى تعويضات نتيجة الأضرار التي أصابت أبنائهم .
يذكر أن أبوزبيدة المقرب من أسامة بن لادن جرى إيهامه بالغرق 83 مرة وقامت وكالة المخابرام المركزية الأمريكية بتصوير هذه العملية بالكامل .
وكان رودريجيز قد أمر بتدمير الشرائط التي كانت محفوظة في خزائن سرية في سجن بتايلاند حيث جرى استجواب عضوين من أعضاء تنظيم القاعدة هما أبو زبيدة وعبد الرحيم الناشري في 2005.
ووصف المسؤولون الأمريكيون أبو زبيدة في أواخر عام 2006 بأنه ثالث أهم رجل في تنظيم القاعدة ، وكانت السلطات الباكستانية قد اعتقلته عام 2002 وقامت بتسليمه إلى وكالة الاستخبارات الأميركية (سي.آي. آيه) ولا يزال سجل أبو زبيدة موجودا في قائمة السير الذاتية للمعتقلين على مواقع الإنترنت الخاصة بوزارة الدفاع ، في الوقت الذي يقول فيه مدير الاستخبارات الوطنية إن الأنشطة التي قام بها أبو زبيدة تتضمن تنظيم الهجمات الإرهابية وتهريب الإرهابيين الفارين عبر الدول والحصول على وثائق مزورة وتقديم تمويل للإرهابيين وغيرها من الجرائم.
وقامت الأممالمتحدة بإعادة النظر في ملف أبو زبيدة في شهر يونيو 2010 وقررت الإبقاء على صفة الإرهاب التي تطلقها عليه، واصفة إياه بأنه "شخص مقرب" من أسامة بن لادن.