زعم التلفزيون الاسرائيلي ان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل حاول في ابريل 2006 اي قبل شهرين من تشكيل حكومة حماس بعد الانتخابات اقامة اتصال مع رئيس الوزراء الاسرائيلي في حينه ايهود اولمرت، وهو ما نفاه. وقال التلفزيون امس الاربعاء ان مشعل قام بزيارة في شهر مارس 2006 الى موسكو مع وفد من قيادة حماس في محاولة للحصول على شرعية لحركته حيث عرض موقفا هجوميا من اسرائيل الا انه بعد عودته الى دمشق في ابريل من العام ذاته قام وسيط اوروبي بالاتصال مع شخصيتين اسرائيليتين ليخبرهما بان مشعل على استعداد لفتح قناة حوارمع اولمرت لوضع نهاية للنزاع بين الجانبين.
وتابع المصدر الاسرائيلي ان الاسرائيليين الاثنين وهما دكتور نمرود نوبك وهو شخصية هامة في شركة تصدير الغاز الى مصر واسرائيلي اخر فضل عدم ذكر اسمه ابلغا رئيس الشاباك في حينه يوفال ديسكين بالموضوع والذي سارع على الفور بابلاغ اولمرت.
واضاف ان رجل الاتصال الاوروبي المعروف جيدا لدى ديسكين وصل الى اسرائيل في مايو 2006 واجتمع مع رئيس الشاباك الذي ابلغ اولمرت بالتفاصيل فيما رد اولمرت بانه يريد ان يسمع مزيدا من التفاصيل قبل ان يرد على اقتراح مشعل.
واوضح المصدر ان الوسيط الاوروبي اجتمع مع كبار في قيادة حماس وحاول انجاز تصور سياسي وفي المقابل كان على اولمرت انجاز تصور اخر الا ان جيش الاسلام ولجان المقاومة وحماس نفذوا اختطاف شاليط . وتوجه الوسيط بعد يوم واحد من اختطاف شاليط االى تل ابيب برسالة الى اسرائيل مفادها ان مشعل ابلغه بان الذراع العسكري لحماس نفذ عملية الاختطاف دون علمه.
وزعم المصدر للقناة العاشرة ان الوسيط ابلغ مشعل بعد 24 ساعة من اختطاف شاليط باستعداد تل ابيب لاطلاق سراح عدد من اسرى حماس مقابل اطلاق سراح شاليط زاعمة ان مشعل وافق بشرط استمرار الحوار الاستراتيجي بين الجانبين فيما طالب الوسيط مشعل بالاعلان عن شاليط بانه حي وان سلامته مضمونة وهذا الذي حصل فعلا.
الا ان اولمرت حسب المصدر اغلق كل الابواب بعد ذلك وقال في تصريحات علنية بانه لن يقبل الابتزاز من حماس او غيرها من منظمات الارهاب.واوضح المصدر ان ديسكين تشكك في عرض مشعل الا ان مصر ايضا ابلغت اسرائيل بان شاليط سيطلق سراحه مقابل عدد من الاسرى وانه لن يبقى لدى حماس كثيرا.
وتابع "انه بعد ثلاثة ايام من اسر شاليط اجتمع اولمرت مع قادة الاجهزة الامنية ومطبخه الامني المصغر وطالب بالدخول الى غزة لاطلاق سراح شاليط موضحا ان اولمرت لم يبلغ احد من قيادة الامن او الوزراء بقناة المحادثات السرية المزعومة.
واضاف ان رئيس الاركان في حينه دان حلوتس اكشف بعد فترة طويلة القناة السرية للمحادثات فيما طالب اولمرت من ديسكين عدم اشراك المؤسسة الامنية باي تفاصيل حول الموضوع مشيرا الى ان الوسيط الاوروبي انهى مهمته فيما اندلعت في حينه حرب لبنان الثانية.