أجري رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل اتصالات سرية مع رئيس الشاباك "المخابرات الداخلية" السابق يوبيل ديسكين في ربيع 2006، بعلم رئيس الوزراء الإسرائيلي حينذاك إيهود أولمرت، وبوساطة أوروبية من أجل التعايش مع إسرائيل في سلام. وأوضحت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن الصحفي الإسرائيلي شلومي ألدير كشف في كتابه الذي نشر هذا الأسبوع "اعترافات حماس" أن مشعل اجري اتصالات مع رئيس المخابرات الإسرائيلية بعد اختطاف جلعاد شاليط. وأشارت هاآرتس الى أنه في المقابل كشف القيادي بحركة حماس أسامة حمدان،ان الحركة تجري اتصالات سرية مع خمسة دول أوروبية لمناقشة رفض الاتحاد الأوروبي إجراء مفاوضات مع حماس، حتي تعترف بإسرائيل وتوقف العنف ضدها. وأوضح الكاتب الإسرائيلي أن الاتصالات السرية بدأت في أبريل عام 2006،عندما توجه مشعل إلى إسرائيليين بوساطة أوروبية، هما رجل الأعمال الذي عمل في السابق مستشارا لشمعون بيريس "نمرود نوفيك" وشخصية اخري لم يفصح عنها مؤلف الكتاب، لكن اطلق عليها "ق"، حيث نقلا الشخصيتين الإسرائيليتين رسالة من مشعل تستفسر عما إذا كانت إسرائيل مستعدة للتعامل مع حماس إذا نجحت في الانتخابات. ووفقا للكتاب تم نقل الرسالة إلى رئيس المخابرات ومنه على أولمرت، حيث أوضح الأخير انه على استعداد لسماع تفاصيل أكثر. وفي يونيو 2006 التقي الوسطاء الإسرائيليون مع قيادات من حركة حماس مثل موسى أبو مرزوق وعماد العلمي، حيث ناقشا إمكانية التعايش السلمي بين حماس وإسرائيل، وأعدوا وثيقة تعبر عن رأيهم في التعايش السلمي، ووصلت هذه الوثيقة لديسكين قبل يوم من خطف جلعاد شاليط. وبعد الخطف حاول ديسكين والوسطاء الإسرائيليون فهم التناقض بين الخطف والرسالة التي ارسلتها الحركة لإسرائيل ووصل الرد بان مشعل مصدوم من عملية الخطف، وفي المقابل اكدت إسرائيل انها ليست على استعداد ان تفرج على أسرى فلسطينيين في مقابل شاليط، وسوف تناقش فقط الافراج عن الأسرى أصحاب الحالات الإنسانية، وفي المقابل أجابت حماس أنها توافق على رد شاليط في مقابل الإفراج عن الأسرى ذوي الحالات الإنسانية، لكن شريطة ان تستمر المحادثات. وأوضح الكاتب أن أولمرت تعامل سلبيا مع الرسالة إيمانا منه أن إسرائيل لن تجري محادثات مع إرهابيين.