خطط التمويه والخداع كانت عاملا مهما ومؤثرا فى اقتحام الجيش المصرى لخط بارليف ومفاجأة العدو الاسرائيلى ونجاح عملية العبور..بهذة العبارة بدأ اللواء اركان حرب على حفظى حديثة عن خطط الخداع الاستراتيجي لحرب اكتوبر ل"محيط" وأشار ان قناة السويس كانت فى هذا التوقيت تتميز بشاطئ شديد الانحدار مغطى بستائر أسمنتية وحديدية تمنع صعود المركبات المائية بخلاف ظاهرة المد والجزر والتى يختلف فيها منسوب المياة ارتفاعا وانخفاضا عدة مرات فى اليوم الواحد حيث كان فارق منسوب المياة 60سم فى شمال القناة ويزيد كلما اتجهنا جنوبا حتى يصل الى مترين قرب السويس.
ولمثل هذة الظاهرة اثرها الكبير فى التخطيط للعبور والأعمال الفنية الخاصة بإقامة المعديات وإنشاء الكبارى كل هذة العقبات كان يتبعها الهدف الاساسى وهو اختراق الساتر الترابى الذى يتراوح ارتفاعه من 6الى 10امتار على امتداد القناة والذى بلغ ارتفاعه 25مترا في بعض القطاعات ليكون خطا دفاعيا حصينا للعدو،لذلك كان الوقت من أهم العناصر اللازمة لإنجاز عملية الاقتحام مع الاحتفاظ بعنصر المفاجأة لكى نسبق العدو بالضربة الأولى وأيضا خداعة بان الجيش المصرى لن يحارب.
لذا بدأت خطط التموية والخداع الاستراتيجي بتسريح 30الف جندى مصرى والذى راة قادة إسرائيل مؤشرا لليأس الذى أصاب المصريين غير مدركين ان الجنود الذين تم تسريحهم كانوا من غير حملة المؤهلات ويعملون فى مواقع غير قتالية.
تلقت أجهزة تحليل المعلومات فى إسرائيل العديد من النكات التى انتشرت في مصر عن الضباب الذى يحول دون الدخول في حرب وشيكة مع الاسرائيلين ولعب قرار السادات بالاستغناء عن الخبراء الروس دورا بارزا في خطة الخداع وإيهام العدو بعدم جدية مصر في القيام بأي تحرك عسكري.
وأضاف اللواء حفظي أن من ابرز ما تميزت به خطة الخداع الاستراتيجي بعض المهام التى نفذتها القوات الجوية التى تمثلت في القيام بالعديد من الطلعات الجوية التدريبية فوق الخطوط المصرية غرب القناة والتظاهر بالاتجاه نحو الدفاع عن المناطق الجوية كما بدأنا في إقامة مطارات جديدة لم يكن من المقرر أن ننتهي منها قبل عام او عامين.
وشكلت التحركات المتكررة للوحدات العسكرية المختلفة لغزا محيرا للعدو والتى شملت تحركات كتائب وألوية كاملة شمالا وجنوبا ومن الغرب الى الشرق وبالعكس دون ان يكون هناك سبب مفهوم لها مما جعل العدو يظن لعدة مرات بان هناك استعدادات حقيقية للعبور فأعلن حالة الطوارئ أكثر من مرة ليكتشف العدو أنة تحمل الكثير من الأعباء المالية والعسكرية والإدارية دون جدوى.
وأشار الى ان القيادة السياسية متمثلة في الرئيس السادات شاركت فى خطة الخداع حيث قام السادات بعدة جولات الى دول عربية قبل أيام من المعركة واكتمل الخداع بتكرار عمليات الاستدعاء للاحتياط عدة مرات يعقبها تسريح من تم استدعاؤة