القاهرة: أكد الداعية الإسلامي الشيخ عبد الله بن فيصل الأهدل أن الله سبحانه وتعالى قد حرّم الغيبة لقوله تعالى " لا يغتب بعضكم بعضا " أي لا تذكر أخاك بسوء وهو غائب وهو يكره هذا الأمر " أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه " مبينا أن القرآن يرسم القرآن صورة بشعة للمغتاب , كأنه يأكل لحم أخيه ميتا فهذا مثل الغيبة تماما, ولذلك عندما اغتاب بعض الصحابة خطئاً أخاهم معاذ الذي رجمه النبي صلى الله عليه وسلم بسبب الزنا كذلك ما رواه أبو داود في قصة ماعز -رضي الله عنه- لما رُجم -رضي الله عنه- ثم تكلم رجلان قالا: ألم تر إلى هذا لم يدع نفسه حتى رجم كما يرجم الكلب، والنبي يسمع -عليه الصلاة والسلام- وسكت - وهما قالاه من باب التأسي والتحزن لحاله لم يقصدا شيئا غير ذلك - فمر النبي -عليه الصلاة والسلام- في طريقه وهما معه، بحمار ميت شائل بقدميه قد انتفخ وارتفعت قدماه ورجلاه وانتصبتا لشدة نتن الرائحة، فوقف النبي على هذا الحمار -صلوات الله وسلامه عليه- عنده، ثم دعا بهما، فقال: كلا من هذا الحمار، كلا من هذا الحمار، قالا: يا رسول الله ومن يأكل من هذا الحمار! - لكن أراد -عليه الصلاة والسلام- أن يظهر العبرة، وجعل هذا الذي ظهر لهما من جيفة هذا الحمار آية وعبرة لهما - قال: ما نلتما من أخيكما أعظمُ من تناولكما من هذا الحمار الشائل بقدميه . وقال الأهدل لفضائية دليل السبت " 10-10-2009 " أن الغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره " فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته . وأشار الأهدل إلى أن الغيبة تجوز في حالات معينة , الموضع الأول موضع النصيحة , إذا استنصح الإنسان , فقد قالت صحابية يا رسول الله خطبني معاوية وجهم " فقال أما جهم فلا يضع أبو جهم عصاه عن عاتقة وأما معاوية فصعلوك لا مال له , انكحي أسامة بن زيد " فهذا في النصيحة والمشورة لا حرج فيه وهذا مستثني كذلك في حال الظلم {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} ففي هذه الحالة يجوز للشخص أن يتكلم فيمن ظلمه .