عندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة ما الغيبة يا رسول الله؟ قال: ذكرك أخاك بما يكره، فقال الرجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن كان فى أخى ما أقول؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم: "إن كان فيه ما تقول فقد أغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته". والقرآن الكريم فى سورة الحجرات صور المغتاب بمن يأكل لحم أخيه ميتاً قال تعالى: "يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم". هذه أخلاق الإسلام فالمسلم يجب أن يحافظ على ألفاظه وعلى لسانه لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ عندما سأله: "يا رسول الله وإنا لمحاسبون بما نتكلم به"، قال: "سكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس فى النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟" والإنسان قد يهوى فى النار سبعين خريفاً بسبب كلمة قالها فيها قذف أو بهتان أو وصف مشين لأخيه، ولعلنا نذكر قصة المرأتان التان صامتا حتى وصل أمرهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحضر النبى صلى الله عليه وسلم قدح وقال لهما قيأ فقائتا دماً وصديداً وقال صلى الله عليه وسلم: "إنهما صامتا عما أحل الله وأفطرتا عما حرم الله. قال صلى الله عليه وسلم "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش" وقال: "من لم تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له". وما نراه فى مجتمعنا سواء كان فى العمل أو فى البيوت أو بين الأصدقاء أو جلساب النساء فأمثال هؤلاء يتركون لألسنتهم العنان وبالتالى ضيعوا صيامهم وصلاتهم وضيعوا حياتهم. فلا منجى من ذلك إلا بأن يزن الإنسان الكلمة قبل أن ينطق بها، فالعاقل لسانه وراء قلبه والأحمق قلبه وراء لسانه، فنسأل الله السلامة.