بيروت: قال ميشيل فرعون وزير الدولة اللبناني لشئون مجلس النواب إن ما حدث من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي هو تعد سافر على لبنان، وخطة ل "جس نبض" للجيش اللبناني فيما يخص قدرته على استيعاب هذه الضربات، ومخطط لشن حرب سريعة على لبنان، مشيراً إلى أن هذا ليس هو التعدي الأول على لبنان من قبل إسرائيل. ونقلت قناة الجزيرة الأخبارية عن فرعون إشادته للجيش اللبناني بعد تصديه للاعتداء الإسرائيلي على لبنان، لافتا إلى أن تصدي الجيش ليس عملا مستغربا وإنما هو واجب وطني. ودعا وزير الدولة اللبناني القوات الدولية إلى دعم لبنان في التصدي للانتهاكات الإسرائيلية، مطالباً قوات ال "يونيفيل" بتحديد المسؤولية بشكل واضح وإصدار قرار يدين إسرائيل. وأكد أن هناك نية مبيتة لإسرائيل في التعدي على لبنان، رافضا استبعاد أن يكون هذا مخطط إسرائيلي لشن حرب سريعة على لبنان متوعداً إسرائيل بالهزيمة. في غضون ذلك، أكد علي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب أن الاتهامات الإسرائيلية حول تحميل لبنان مسؤولية ما حدث هو اتهامات باطلة، مشيراً إلى أن لبنان والجيش والمقاومة لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الانتهاكات الإسرائيلية. وأوضح أن قيام إسرائيل بتقديم شكوى في الأممالمتحدة ضد لبنان هو استباق لحق لبنان في تقديم شكوى ضد الانتهاكات الإسرائيلية التي يشهد عليها جميع المراقبين. وأكد أن لبنان ستتقدم بشكوى في الأممالمتحدة ضد إسرائيل مؤكداً أن تقرير قوات "يونيفيل" سيكذب المزاعم الإسرائيلية. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه وزير خارجية دولة الاحتلال الاسرائيلي افيجدور ليبرمان ان الحكومة اللبنانية تتحمل مسئولية الاشتباكات التي وقعت في بلدة العديسة في جنوب لبنان ، الامر الذي اسفر عن استشهاد ثلاثة جنود لبنانيين واصابة اربعة آخرين ، فيما قتل ضابط اسرائيلي برتبة مقدم، وأصيب ثلاثة أخرون أحدهم في حالة حرجة. وقالت مصادر إسرائيلية ان ليبرمان اعطى توجيهات لمندوب إسرائيل في الأممالمتحدة بأن يقدم شكوى في لبنان في مجلس الأمن والأممالمتحدة. وبدأت الاشتباكات عندما حاولت دورية اسرائيلية عبور الحدود فمنعتها قوات الجيش اللبناني، مما دفع دبابة اسرائيلية الى اطلاق قذيفة باتجاه مركز للجيش اللبناني عند بلدة العديسة واصابته اصابة مباشرة، مما اسفر عن سقوط ثلاثة قتلى واصابة خمسة آخرين بجروح . ونقلت قناة "المنار" اللبنانية التابعة لحزب الله عن مصادر مطلعة أن ضابط إسرائيلي برتبة مقدم قتل في الاشتباكات ، فيما اصيب جنود اخرين أحدهم بجروح خطيرة في هذه الاشتباكات ، بينما طالب جيش الاحتلال وساطة قوات اليونيفيل لسحب الجنود المصابين ومحاولة اسعافهم. واستشهد مراسل صحيفة "الأخبار" اللبنانية عساف أبو رحال بقذيفة إسرائيلية إنفجرت قرب موقع الجيش اللبناني في العديسة ، فيما اصيب صحفي آخر ، ولايزال القصف الاسرائيلي متواصل على انحاء متفرقة في الجنوب اللبناني ، حيث سقطت قذيفة جديدة على مسجد بين قريتي العديسة وكفركلا ، فيما يتوقع ان تشهد الساعات القليلة القادمة المزيد من التطورات. وكان جيش الاحتلال قد قام بقنص على طريق العديسة كفر كلا ، كما قام بحرق ناقلة جند لبنانية نتيجة القصف الاسرائيلي في مشروع الطيبة في الجنوب. ردود فعل في غضون ذلك، أدان الرئيس اللبناني ميشال سليمان الخروقات الإسرائيلية للقرار 1701 واجتياز الخط الازرق والاعتداء على الممتلكات وقصف حاجز للجيش اللبناني في منطقة العديسة. واكد سليمان عقب اطلاعه على الوضع من قبل قائد الجيش العماد جان قهوجي على تفاصيل هذا الخرق وجوب التصدي لأي محاولة إعتداء اسرائيلية مهما كانت التضحيات، على أن تتم متابعة هذا الموضوع مع الجهات الديبلوماسية والدولية المعنية. وأجرى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري سلسلة اتصالات برئيس الجمهورية ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي وقيادة قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" لمتابعة مواجهة العدوان الاسرائيلي على الجيش اللبناني، وخرق إسرائيل الفاضح للقرار 1701. وطالب الحريري قوات "اليونيفيل" والأممالمتحدة والمجتمع الدولي بالوقوف أمام مسؤولياتهم والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها والكفّ عن انتهاكاتها وتطبيق القرار 1701 تطبيقاً كاملاً. كما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الحكومة الى تقديم شكوى في مجلس الأمن ضد إسرائيل وقال وزير الاعلام اللبناني غازي العريضي "ما قامت به القوات الإسرائيلية امر غير مستغرب من كيان مثل إسرائيل ، بل هو اطار التصعيد الاسرائيلي تجاه لبنان". واشار الى ان بيروت ليست من ينتهك قرار الاممالمتحدة 1701 ، ولكن اسرائيل هي التي تستبيح اراض الغير ، مضيفا "قوات اليونيفيل كانت تناور بهدف التصدي للصواريخ التي يتم إطلاقها من لبنان تجاه إسرائيل فماذا فعلت الآن ولبنان هي التي استهدفت من قبل إسرائيل". ومن ناحيته ، دعا المتحدث باسم قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" نيراج سينج الجانبين اللبناني والاسرائيلي الى اقصى درجات ضبط النفس. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، ان الاسرائيليين كانوا يحاولون تركيب كاميرات مراقبة على الحدود عند بلدة العديسة وقد حاولوا ازالة شجرة داخل الاراضي اللبنانية فمنعتهم قوة من الجيش اللبناني وحصل استنفار حاد، وعلى الفور تدخلت قوة من اليونيفيل لكن الأمر تطور الى حدوث اطلاق نار متبادل واطلقت دبابة اسرائيلية قذيفتين على الاقل داخل الاراضي اللبنانية مما تسبب في تدمير منزلين في بلدة العديسة. وفي المقابل ،أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال السابق شاؤول موفاز ان اسرائيل لن ترد على هذه الأحداث وبأنها لن تنجر خلف ما سماها الاستفزازات المفتعلة. واتهم موفاز ايران بالوقوف خلف التوتر الحاصل حاليا عند الحدود الشمالية، قائلا انها تسعى إلى توتير الاوضاع مع اسرائيل على مختلف الجبهات في محاولة لعرقلة المفاوضات. ويرى مراقبون ان هذا الهجوم يعكس قدرة الجيش اللبناني الذي لم ينتظر قوات اليونيفيل للتعامل مع خرق جيش الاحتلال الاسرائيلي ، بل تعامل مع الامر بنفسه . وكشفت مصادر قريبة من الجيش اللبناني انه لم يستخدم في هذه الاشتباكات اي اسلحة ثقيلة او نوعية ، ولكن اعتمد على قذائف مضادة للدروع "بي 7" واسلحة رشاشة ، فيما استخدم جيش الاحتلال الاسرائيلي دبابات وطائرة اباتشي. يشار الى ان قوات الاحتلال الاسرائيلية خاضت مواجهات قاسية مع حزب الله اللبناني في حرب يوليو/تموز عام 2006 ، والحق الحزب بها هزيمة ساحقة وقصف بصواريخه البعيدة المدي حيفا ومستوطنات كثيرة وحقق اصابات مؤكدة في صفوف القوات الاسرائيلية.