اليوم تلقينا في محيط معلومات حول تدفق غير مسبوق لأي مرشح ،من قبل جماهير شعبنا المصري العظيم ، علي مراكز التوثيق ،لاستخراج توكيلات خاصة بترشح اللواء عمر سليمان، تلقينا تقارير من قنا وأسوان وسوهاج وكفر الشيخ والقاهرة الخ ،وهو ما يشير بوضوح الي أن الرجل سيتم الإعلان عن ترشحه بين يوم وآخر. وينتظر الرأي العام في مصر الآن بفارغ الصبر ،إعلان اللواء عمر سليمان الترشح علي موقع رئيس الجمهورية ، وإن قرر سيادته الترشح يكون المشهد الانتخابي العام قد أكتمل في بلادنا ،وهنا يستطيع المرء أن يقرأ المؤشرات المستقبلية حول من سينجح في الظفر بثقة أبناء شعبنا العظيم،ووفق المعلومات المتاحة لنا فأن لنائب الرئيس السابق ومدير المخابرات العامة ورئيس هيئة الأمن القومي حضور كبير في الشارع المصري يفوق أي مرشح آخر،لاسيما بعد أن تفرق التيار الإسلامي إلي عدة جبهات .
ولأن ترشح اللواء عمر سليمان يستفز القلة من الثوار الذين يريدون أن يختصروا الثورة بالباطل فيهم ،ويجعلهم يخرجون عن شعورهم ، نود أن نستعرض مجموعة من المفاهيم ننطلق منها ونحن نتابع تداعيات انتخابات الرئاسة في الدولة الأكبر والأهم في المنطقة العربية والإسلامية ،لكون أن التعرض لتلك المفاهيم سيضع كل عنصر عند حده وفي موضعه ومركزه ومقامه ،بعدها يصوت ويصرخ ويحتج كيفما يشاء ،هو حر في رأيه.
ومن أبرز تلك المفاهيم أن من حق أي مواطن مصري شريف ،لم تتم إدانته في أية قضية ،ولم توجه إليه النيابة العامة أية اتهامات ،من حقه أن يطرح نفسه مرشحاً لأي موقع عام،وبالتالي يتوجب علينا أن نحترم خياراته ،ولنا الحق أن ننتخبه أو نعطي له ظهرنا ،لكن أن يخرج علينا أشرار – حالياً – يدعون الانتساب للثورة يسبون هذا المرشح أو ذاك ويهينون كل من يؤيده ،فلابد أن يترك الأمر للقانون لكي يتعلموا عندما يمثلون أمامه ثقافة الحرية واحترام الآخر.
ومن المؤسف أن يخرج علينا من يرفعون الإسلام شعارا ويرمون اللواء عمر سليمان تحديداً بما ليس هو فيه ،لمجرد أن الرجل كان مديراً للمخابرات أو رئيساً لهيئتها أو لجهازها خلال تواجد المخلوع في الحكم ،ولمجرد أن المخلوع أختاره نائباً له لمدة 13يوم فقط قبيل تنحيه،والأهم من كل ذلك لكون أنهم تنقصهم المعلومات عن عمر سليمان وماذا قدم لمصر،كفروا الرجل ،واتهموه بالفساد ،ورموه بأنه من الفلول.
وإن كُنا نلتمس العذر لبعض عناصر التيار الإسلامي التي كانت تنقصها معلومات عن دور اللواء عمر سليمان ،في الدفاع عن أمن مصر القومي في مواجهة عصابة المخلوع ،فأن البعض الآخر من الإسلاميين الذي شاركوا فريق الأمن القومي ،وشاركوا قائده اللواء عمر سليمان مسئولية الدفاع عن الأمن القومي المصري بوسائل شتي ،ولمسوا دور اللواء عمر سليمان ورفاقه في الدفاع عن مصر ، ويصمتون عن قول شهادة حق لاعتبارات خاصة ومصالح دنيوية،هؤلاء نري أنهم ليسوا لهم عذر والله مطلع علي خافية الأعين وما تخفي الصدور أيضاً.
وما نقوله ، ليس لكون أن اللواء عمر سليمان يحتاج لشهادات من أحد علي مهمة نعلم أنه أحتسبها وأداها لوجه الله ،وإنما نقوله ونوجهه لمن كان بيننا وبينهم جهاد مشترك وكفاح ومعارك ،وكانوا يعلمون دور اللواء عمر سليمان جيداً ،ويعلمون بلاءه مع رجاله في الدفاع عن الوطن والعقيدة ،وكيف منع مع رفاقه منعوا مبارك وعصابته من ارتكاب جرائم مروعة بحق الوطن والعقيدة ،نقوله لهم كواجب وقضية ضمير لا أكثر،ونتركهم أمام ربهم لضميرهم.
أما أبناء التيار الإسلامي الذين ظلموا - لاسيما صغار السن منهم – نقول لهم، لقد دافعنا عن أهلكم واباءكم وأعمامكم وإخوانكم وأمهاتكم، في مواجهة جرائم نظام مبارك، وفي مواجهة انتهاك هذا النظام لحرياتهم ومصادرته لحقوقهم،ووضعهم في السجون والمعتقلات ظلما وزورا وبهتانا بغير الحق .
وها أنتم تردون الجميل لنا برفض ما نطرحه وهذا حفكم ،لن ننكره عليكم ،لكن تردون الجميل بنفس الطريقة والمنهاج والأسلوب الذي درجت عليه أمانة سياسات جمال مبارك من قبل ،ومن جهتنا ندعو لكم بالتوبة لأنكم اطهر أبناء وطننا ،هذا الوطن الذي تم حبسنا لأجله في عهد مبارك ،وكان من تعتبرونهم زعماء لكم وتقبلون أياديهم الآن كانوا معنا في محبسنا ،عندما شردنا المخلوع وقصف أقلامنا كصحفيين،ونشهد إننا كُنا لا نكتب إلا ما يرضي ضميرنا وربنا الذي ليس مثله شيء ً في الأرض ولا في السماء ،وسنظل هكذا لن تعنينا أية دنيا لكون أن تجارتنا خالصة لوجه الله .
ونتوجه بحديثنا إلي ثلاثي "موالاة الخارج، والضالين، والمنافقين"الذين يصورون لنا أنهم الثورة، وأنهم من فجروها، وهُم يحاولون أن يختصروا الضمير الجمعي لشعب عظيم خرج بالكامل بداية من يوم 25يناير من عام 2011م لكي يغير واقعه البائس ويزيح عن مصر كابوس مبارك،يختصرون هذا الضمير الجمعي بالزور والبهتان فيهم ،وكبرت كلمة تخرج من أفواهم أنهم يكذبون .
ولقد خرج هذا الشعب العظيم بكافة طوائفه بشكل أبهر العالم صبيحة 25يناير من عام 2011م ،ولولا هذا الخروج ما نجحت تلك الثورة العظيمة، التي تحاول قلة فاقدة الاتزان والهوية أن تنسبها زوراً لنفسها .
وحاليا ًتحاول تلك القلة أن تفرض علي أبناء وطننا ما يخطط له أعداء وطننا ،ويريدون أن يبعدوننا من خلاله عن تراثنا الحضاري ،ويهيلون التراب عن كل قيمة وطنية يستشعرون أن في وجودها قفزة ونهضة كبري لمصر.
ونحذر الإسلاميين الذين تلصق بهم كل الاتهامات، استنادا إلي هفوات جماعية يرتكبونها ،ووعود يتخلون عنها وكلام ليس له أساس في الواقع يطلقونه ،وممارسات خاطئة تنسب عليهم ،تعيد لأذهاننا ممارسات الحزب الوطني المنحل ورموزه الذين حلوا بالسجون محلهم الآن نحذرهم ونقول لهم ،إن توليتم فأن وعد الله قائم وحتماً سيستبدل بغيركم أولوا بأس شديد يقولون ما يفعلون وما وقر في قلوبهم من إيمان تصدقه أعمالهم.
وإن تصور أبناء التيار الإسلامي أن الإسلام أنحصر فيهم يكونون مخطئين، لان في وطننا الآن بديلاً إيمانيا ً تبدو ملامحه في الأفق الآن، ويضم كل المصريون بدون تمييز أو استثناء ويحتضن الفضيلة ،وهنا لابد أن نتوقف لنحذر عناصر تقول إن الدين لايتمثل فقط في الإسلاميين ،وأنهم أيضاً مسلمون ويتمسكون بهذا الدين أفضل منهم ،وفي الواقع تلك العناصر بعيدة تماما عن التمسك بجوهر الإسلام ,أو بجوهر الإيمان في أي دين سماوي آخر تنتمي إليه تلك العناصر ،هنا تكون تلك العناصر ترفع شعارات حق وتريد من وراءها باطل ،ومن هنا تولت عن عقيدتها إسلامية كانت أم مسيحية.
ولكل ما سوقتاه من مفاهيم سابقة ،نري أن من حق اللواء عمر سليمان أن يطرح نفسه مثل أي مواطن ،ومن حق أي مواطن أن ينتخبه أو يرفضه ،لكن ليس من حق أي مصري أن يسب مصري آخر ويحاول مصادرة حقوقه القانونية ،لاسيما وأن كان رجلا يتمتع بأخلاقيات وصفات ونبل اللواء عمر سليمان ،والذي هو صناعة مصرية مائة بالمائة .وأيضاً ليس من حق مصري أن يستنكر علي آخر انحيازه لأي مرشح أنها ثقافة الديمقراطية التي تنقص شبابنا بل وكبار في العمر و لابد أن نتعلمها ، لكون أن أشد ما يرهقني أن أشاهد من يفتون عن جهل وعدم وعي وتلك كارثة. [email protected]