طالب عناصر الإنتاج بالدول العربية ومنظمتا العمل العربية والدولية بمراجعة سياسات التشغيل في الدول العربية والتوسع فى برامج الحماية الاجتماعية وإقرار تأمين بطالة للشباب المتعطل، وإتاحة الفرصة للقوى العاملة العربية المدربة للعمل بأسواق العمل بالوطن العربي بدلا من الأسيوية، وتغيير ثقافة العمل لدى الشباب العربي والتي تتمسك بالعمل الحكومي. كما أكدوا خلال الحلقة النقاشية التى عقدت على هامش مؤتمر العمل العربى حول تشغيل الشباب والتغيرات العميقة بالدول العربية أهمية التنسيق بين وزارات العمل والاقتصاد والتخطيط والشئون الاجتماعية العربية لإيجاد حزمة من الإجراءات الحمائية للشباب خاصة مع ارتفاع البطالة إلى 20 مليون متعطل فى الوطن العربى من الشباب من إجمالى 70 مليون تقل أعمارهم عن 25 سنه يمثلون خمس السكان العرب.
واتفق شركاء الإنتاج من وزراء العمل والعمال وأصحاب الأعمال على أن الدوافع وراء اندلاع ثورات الربيع العربي هى تراجع الحرية والعدالة الاجتماعية ، وانعدام فرص العمل والاقتصاد الضعيف ، وغياب المساواة، وتفشى الفساد الإداري والمالي مما ساهم في ارتفاع البطالة بين الشباب.
وحذر المشاركون من عدم التكامل السياسي والإقتصادي والإجتماعى العربي الذى يحول دون تفعيل برامج تشغيل الشباب خاصة وأن لدى العرب إمكانيات غير مستغلة .
وطالب علي خفاجة ، ممثل شباب ثورة 25 يناير في مصر بالحلقة النقاشية التى عقدت على هامش مؤتمر العمل العربي حول تشغيل الشباب والتغيرات العميقة بالدول العربية، منظمة العمل العربية بحل مشاكل الشباب المصرى والعربي في بعض الدول العربية الذين يتعرضون لظروف عمل صعبة.
وانتقد عدم إتاحة الفرصة لشباب مصر حتى الآن لتحقيق أهداف الثورة وهى العيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية، رافضا اتهام البعض لشباب مصر بالخيانة لأن هؤلاء الشباب ضحوا بحياتهم لنجاح الثورة وتحقيق كرامة المصرى .
وأكدت السيدة حنين مديرة المكتب الإقليمي للدول العربية بمنظمة العمل الدولية ، عدم تدخل البنك الدولي أو المنظمة في برامج التشغيل العربية، مشيرة إلى أن كل دولة لها برامجها التى تتفق وظروفها الاقتصادية ، وأن المنظمة الدولية تقترح رؤاها للبطالة وحماية الشباب عن طريق تطوير التعليم وربطه بسوق العمل والتدريب لإعداد العمالة.
وشددت على أن غياب المساواة وتدنى الوظائف التى لا تلبى احتياجات الشباب ساهمت في إشعال ثورات الربيع العربي، واستعرض وزير الشئون الإجتماعية التونسي خليل الزاوية خلال الحلقة النقاشية آثار الثورة في بلاده على العمل، موضحا أن نسبة البطالة زادت إلى 19% وارتفع عدد العاطلين لأكثر من 15 عاما إلى 738 ألفا خلال ديسمبر الماضى خاصة بين الإناث وذلك بسبب تراجع الاستثمارات واستمرار الإضرابات وتدنى برامج التشغيل خلال النظام السابق، معربا عن أمله فى تحسن الأوضاع مستقبلا .
كما استعرض نائب وزير العمل السعودي مفرج سعد خلال الحلقة النقاشية برامج بلاده لمواجهة البطالة التى تصل إلى نحو 25% من قوة العمل السعودية البالغة 2, 4 مليون فى حين يوجد 8 ملايين عامل منهم 6 ملايين بالقطاع الخاص بما يعكس تناقضا بسوق العمل.
وأشار إلى نظام التشغيل الجديد بتخصيص نحو 30% من العمالة بالقطاع الخاص للسعوديين وتقسيمها على فئات بكل الأنشطة الاقتصادية وحرمان صاحب العمل غير الملتزم من خدمات وزارة العمل، وانتقد ممثل أصحاب الأعمال غسان غض ، تواجد العمالة الأسيوية كبديلة عن العربية فى أسواق العمل الخليجية والتى أدت مع تراجع المشروعات الاستثمارية وأثار برامج الخصخصة على فرص العمل ، إلى تسريح العمال، فى حين قام ممثل وزارة العمل السعودية بالرد على هذا الانتقاد بأن التدريب يغيب عن العمالة العربية بأسواق الخليج التى تحتاج للعمالة المؤهلة.
كما انتقد وزير العمل العراقي نصار الربيعي غياب التنسيق السياسي مما يتسبب في ارتفاع البطالة قائلا إن أزمة البطالة في الدول العربية ناتجة من الفقر السياسي وليس قلة الموارد العربية.
واستعرضت الحلقة النقاشية مشكلة البطالة والتشغيل كدافع للثورة وتقييم برامج تشغيل الشباب والاستثمار الداخلي والتشغيل وبرامج الحكومات والمنظمات الدولية لتطويرها.