قامت السلطات الروسية بإغلاق الميدان الأحمر في موسكو الأحد واعتقلت عشرات الأشخاص الذي حاولوا تنظيم احتجاج صامت مناهض للحكومة هناك مما دفع المعارضة لاتهام السلطات بأنها تحرم المواطنين من حقهم في حرية التجمع. واستجاب مئات الأشخاص لدعوات على الانترنت للتجمع في الميدان الأحمر خارج جدار الكرملين وارتدوا الأشرطة أو الملابس البيضاء التي ترمز إلى الاحتجاج لكنهم اكتشفوا إغلاق البوابات الحديدية للميدان المترامي الأطراف.
وأفادت وكالة "رويترز" للأنباء أن الشرطة اعتقلت أربعة أشخاص أثناء توجههم إلى الميدان من محطة قريبة لمترو الأنفاق واعتقلت فيما بعد أشخاصا من وسط الحشد عند البوابات ووضعتهم في حافلات تابعة للشرطة.
وقال متحدث باسم الشرطة إن نحو 55 شخصا اعتقلوا قرب الميدان الأحمر "لمحاولتهم تنظيم مظاهرة غير مرخص لها".
ويقول زعماء المعارضة أن الحكومة تنتهك حق المواطنين الدستوري في حرية التجمع بمطالبتهم بالحصول على تصريح من السلطات المحلية لتنظيم مظاهرات في الشوارع. وكثيرا ما تفرق الشرطة المظاهرات غير المرخص لها.
وأقام ناشطون من المعارضة عدة مظاهرات صغيرة بدون تصريح رسمي منذ انتخابات كانون الأول المتنازع عليها والتي فاز فيها حزب بوتين الحاكم في حين نظمت احتجاجات اخرى بتصريح من السلطات.
وفاز بوتين الذي تولى الرئاسة من عام 2000 إلى 2008 ويشغل حاليا منصب رئيس الوزراء في انتخابات الرئاسة التي اجريت في الرابع من مارس /اذار وسيؤدي اليمين الدستورية في السابع من مايو/ ايار. وقد يسعى لاعادة انتخابه مرة اخرى بعد ستة اعوام.
وازاء ذلك شارك عشرات الالاف من الاشخاص الذين ازعجهم ذلك الاحتمال واغضبتهم الانباء التي تحدثت عن عمليات تزوير واسعة النطاق في مظاهرات وصفت بانها اكبر احتجاجات للمعارضة ضد حكم بوتين.
واجرى بوتين والرئيس ميدفيديف اصلاحات سياسية محدودة شملت تشريعا يسمح لمزيد من الجماعات بتسجيل نفسها كأحزاب والتنافس في الانتخابات لكن بعض خصومه يخشون من اتخاذ اجراءات قمعية ضد احتجاجات الشوارع وانشطة المعارضة الاخرى.
واعتقلت شرطة مكافحة الشغب السبت نحو 60 شخصا في موسكو و15 في سان بطرسبرج وفرق محتجين كانوا يرددون هتافات "روسيا بدون بوتين" و "حرية التجمع دائما وفي اي مكان".