يثير تطاول بعض المرشحين لانتخابات الرئاسة بالفاظ غير لائقة على القوات المسلحة حفيظة ابناء الشعب وكل وطنى شريف يحب الجيش ويقدره ويعترف بدوره فى حماية الوطن من اخطار خارجية وداخلية . ومبلغ الاستياء عندما ننظر لتطاول احد هؤلاء المرشحين مؤخرا على خير اجناد الارض بقوله ان الجيش "ماينفعش ببصلة" ، هو ان الحديث عن الجيش بصورة سلبية تعطئ انطباعا سيئا لدى المراقبين عن احوال الجيش وهو ما يفتح الباب بين الحين والاخر للتطاول على تلك المؤسسة المصرية العملاقة والعريقة . ونقول لمن لا يعرف الكثير عن جيشنا الوطنى ومن يتناسون سريعا انه لولا دور هذا الجيش العظيم فى حماية ثورة 25 يناير واخراجها للنور بصورة سلمية غير دموية لما وصل هذا المرشح او غيره للتنافس على منصب رئيس الجمهورية ، والذى كان يعد فى الماضي من الحنون او الاحلام . ونعيد التأكيد والتشديد على اننا لا نتخذ موقفا ضد أو مع مرشح بعينه أو الإساءة أو الإشادة بأحد بل نحن نقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين الجادين الذين يهدفون فعليا إلى إعلاء شأن الوطن وإصلاح مشاكل جموع المصريين بعيدا عن التلويح باشياء تسيئ الى الوطن اكثر مما تفيده .
ولأن العبرة في المقام الأول والأخير لصندوق الانتخاب النزيه الذي سيحدد الفائز فيه فقط المواطن المصري فان المواطن المصري البسيط اصبح لديه من الوعى ما يميز به بين مرشح واخر . وتشير دراسات اعدها خبراء وطنيون يتمتعون بمصداقية عالية الى تقدير واحترام عالمي لدور المؤسسة العسكرية المصرية تجاه الثورة، سواء من خلال تعاملها الراقي والحضاري وممارسة أعلى درجات الانضباط الوطني مع الثورة، أو من خلال إدارة المرحلة الانتقالية الراهنة، والتي تعد مرحلة مفصلية في تاريخ مصر المعاصر، ولا غرو إذا تجاوزت في آثارها الحدود الإقليمية والدولية ، وعزت الدراسات هذه الدرجة من الإيجابية لدور المؤسسة العسكرية المصرية إلى جملة من الأسباب: أولا : الدور التاريخي للجيش المصري والنظر إليه باعتباره العمود الفقري للدولة المصرية الحديثة. ثانيا : الموقف الإيجابي للجيش من الثورة وتعهده باحترام مطالبها. ثالثا : سرعة بيانات الجيش التي أزالت الكثير من اللبس حول بعض القضايا، وأبرزها الموقف من المعاهدات الدولية لمصر، مما ساهم في خلق درجة عالية من الثقة والطمأنينة في الأوساط الدولية. رابعا : موقف الجيش من عملية التحول الديمقراطي، وتعهده بانتقال سلس للسلطة إلى سلطة مدنية، وهو أمر خالف كثير من التحليلات التي كانت تتحدث عن انقلاب عسكري في مصر. خامسا : تركيبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والتي تضم خبراء على أعلى مستوى في كافة المجالات، أخذوا على عاتقهم إدارة مرحلة التغيير وتحديد إطارها ليسلم الإدارة بعد ذلك إلى المدنيين. سادساً : توظيف الجيش المصري لأدوات التواصل الالكتروني الحديثة، خاصة صفحات "الفيسبوك" و"الرسائل النصية"، مما ساهم في سرعة التواصل مع الداخل المصري إزاء العديد من القضايا الشائكة, وتبيان موقف الجيش منها. ولهذا كله نقول لكل المرشحين المتقدمين لسدة الرئاسة " الا جيش مصر" فلا يجب الحديث عن تلك المؤسسة العريقة الا بما يليق بدورها الوطنى المشهود له بحب مصر واعلاء قيمتها . وتؤكد شبكة الاعلام العربية " محيط" من هذا المنطق ان الحديث عن الجيش بهذا القدر من عدم المسئولية يعطي الذريعة والمبرر للكثير من الدول المعادية لمصر واجهزتها للنيل من امنها القومى وتهديده ، لا سيما وان الجيش يمثل بالنسبة لوطننا صمام الامان وسيادته الوطنية وتتكسر على رماحه كل محاولات اعداء مصر للنيل من وحدتها واستقرارها وامنها القومى.