انطلقت بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم السبت اجتماعات الدورة السابعة والثلاثين بعد المائة على مستوى وزراء الخارجية . ويبحث مجلس الجامعة خلال اجتماعات هذه الدورة عددا من البنود المدرجة على جدول الاعمال ومن بينها الصراع العربى الاسرائيلى ومخاطر التسلح النووى الاسرائيلى على أمن المنطقة والعلاقات العربية مع التكتلات الدولية والاقليمية الا أن الموضوع السورى سيحتل جانبا مهما من أعمال هذه الدورة .
ومن المقرر أن يلى اجتماعات الجلسة الاولى جلسة مشتركة بين وزراء الخارجية العرب ووزير الخارجية الروسى لبحث الازمة السورية . وبدوره ، قال الأمين العام الدكتور نبيل العربي في كلمة القاها في افتتاح الاجتماع ، أن المنطقة العربية تواجه تحديات لم يسبق لها مثيل وهو ما يتطلب التعامل برؤية مستقبلية .
وأكد أن الجامعة العربية لم تدخر اي جهد منذ بداية الأزمة السورية من أجل حقن دماء الشعب السوري، داعيا الحكومة والمعارضة السورية للتجاوب بشكل إيجابي مع كوفى أنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية.
وقال إنه أنان سافر أمس إلى دمشق ، وبدأ نشاطه بمسار إنساني عاجل يقتضي صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار ، وتوصيل المساعدات الإنسانية. وأشار إلى أن هناك مسارا ثانيا لعنان يشمل تحقيق إصلاحات ديمقراطية في سوريا ، من خلال تطبيق المبادرة العربية. ولفت العربي إلى أن القضية الفلسطينية تشهد جمودا تاما في مسارها التفاوضي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي بسبب إصرار إسرائيل على التمادي في الاستيطان ، وعدم الالتزام بالشرعية الدولية والانسحاب من الأراضي المحتلة 67 ، ورغم المبادرات العربية ، والجهود الدولية ، و السبب في ذلك شعور إسرائيل بأنها محصنة في مجلس الأمن ضد أي إجراءات ، مما يجعلها تكرس احتلالها ، وتكثف سياسية التهويد للمعالم العربي والإسلامية والمسيحية في القدس ، والحفريات حول مسجد الأقصى . واستدرك قائلا إنه برغم من ذلك فإن الدبلوماسية الفلسطينية حققت كثيرا من النجاحات بدعم عربي مثل الانضمام لليونيسكو زيادة عدد الدول المؤيدة لإنضمامها للأمم المتحدة إلى182 ، منوها بجهود المصالحة الفلسطينية التي تقودها مصر وماتم إقراه في لقاء الدوحة ،و تكثيف التحركات الدبلوماسية الفلسطينية.
وفيما يتعلق بليبيا ، حث الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي القادة في المنطقة الشرقية والسياسيين الليبيين على الحفاظ على المصلحة العليا للوطن ، والالتزام بالجدول الزمني لوضع الدستوري ، مؤكدا أن المسار الديمقراطي لايجب أن يكون على حساب وحدة الوطن. وقال إن الجامعة العربية ترى ضرورة فتح بعثة لها في طرابلس ، لتقديم المشورة في إعادة بناء الدولة الليبية ، والعمل على تعبئة جهود المنظمات العربية المتخصصة . وبالنسبة للصومال قال إن هناك تطورات لافتة عقب مؤتمر لندن ، الذي أعاد تسليط الأضواء على مأساة الشعب الصومالي ، وضرورة إعادة بناء المؤسسات الصومالية.
وقال إن هذه الدورة تطرقت إلى موضوع هام ، هو اعتماد إعلان الإعلان العربي لحماية حقوق الإنسان ، الذي يؤكد ضرورة تمتع الإنسان في العالم العربي بحقوق الإنسان ، وحرية العمل لمنظمات المجتمع المدني .
وأشار إلى طرح موضوع إنشاء محكمة عدل عربية لحقوق الإنسان ، في ظل التحولات العربية الجارية.
وأكد في ختام كلمته إلى الأهمية البالغة لإنجاح القمة العربية المقرر في التاسع والعشرين من مارس في بغداد مشيرا إلى انها تعبر عن التواصل المباشر مع الشعب العراقي ، ليعود العراق عضوا فاعلا في المنظومة العربية.
و قال إنه سيطرح بعض الأفكار المبدئية لتطوير الجامعة العربية ، كما يتوقع تقريرا مرحليا من اللجنة التي يرأسها الوزير الجزائري الأخضر الإبراهيمي. وكانت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا عقدت اجتماعا لها صباح اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية اليوم برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس وزراء دولة قطر وزير الخارجية وحضور الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية وذلك لتدارس الوضع في سوريا في ضوء مهمة المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسوريا كوفي عنان ونائبه د. ناصر القدوة والتي بدأت اليوم.
وتضم اللجنة في عضويتها كلا من مصر والسودان وسلطنة عمان والجزائر قطر بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية.
ويأتي هذا الاجتماع قبيل الدورة السابعة والثلاثين بعد المائة لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري التي ستنطلق في وقت لاحق اليوم برئاسة الكويت خلفا لقطر .
ومن المقرر أن يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا مشتركا مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بحثا عن مساحة اتفاق مشتركة بين الجانبين تدفع بجهود إيجاد حل سياسي للازمة السورية .
ويستمع الوزير الروسي لتقييم من الجانب العربي لما يحدث من تطورات في سوريا والرؤية العربية لحل الأزمة السورية سلميا في إطار المبادرة العربية المقترحة لحل هذه الأزمة بشكل سياسي .
وافاد مصدر عربي مسئول بأن وزير الخارجية الروسي أجرى الليلة الماضية مشاورات مع وزراء خارجية كل من قطر والسعودية والكويت كل على حدة في إطار المشاورات المبذولة بشأن الوضع في سوريا ، كما التقى د. نبيل العربي الليلة الماضية مع كوفي عنان المبعوث الاممي العربي المشترك الخاص بسوريا لاستكمال المشاورات بشأن خطة تحركه لبذل مساعيه الحميدة في سوريا .