شكا فنانون مصريون من تولي قيادات غير مؤهلة مهنيا أو ثقافيا لشغل مناصب الإدارة العليا بوزارة الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية على وجه أخص، ما أدى لمشكلات فادحة كسرقة وتلف الأعمال ، وكان آخرها تلف لوحات الفنانة المصرية إيمان عزت في طريق عودتها لمصر من بينالي سارسيل الدولي للفن . وقد نشرنا سابقا على شبكة "محيط" شكاوى العاملين بقطاع الفنون التشكيلية من تولي "داليا مصطفى" موقع مديرة للمعارض الداخلية والخارجية وهي ليست فنانة تشكيلية، بالإضافة إلى أنها تشغل منصب مدير المكتب الفني، وكانت قبل ذلك سكرتيرة لمكتب رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق الفنان الدكتور أحمد نوار. من جديد وصلتنا في "محيط" أنباء عن تعرض أعمال الفنانة التشكيلية الدكتورة إيمان عزت إلى التلف، والتي كانت تعرض في بينالي "سارسيل" العام الماضي 2011، وبالطبع يعد هذا الإهمال مسئولية مدير عام المعارض الداخلية والخارجية ، إن ثبت التلف على اللوحات. وقالت الفنانة ل"محيط" أن ثابت عويضة الموظف بإدارة المعارض الخارجية في قطاع الفنون التشكيلية حدثها هاتفيا صباح اليوم، وأبلغها بأن أعمالها "طباعة" قد تلفت، والتي يبلغ حجم العمل الواحد بالإطار الخارجي 120× 90، أحدها تعرض لكسر بالزجاج ، والعملان الآخران تعرضا لرطوبة ووصلت المياة للطباعة مما أدى إلى تلفهما . وأضاف الموظف للفنانة أن العضو الفني في شركة التأمين قدر الخسارة ب10% ستتحلملها شركة التأمين من قيمة العمل، على العلم بأن قيمة العمل الواحد كما حددت الفنانة سبعة آلاف جنيه. وأوضحت الفنانة أنها تنتظر السماح لها بمشاهدة الأعمال لتقييم قيمة الضرر الذي وقع عليها، مؤكدة أن قطاع الفنون التشكيلية هو المسئول عن اسرتجاع أعمالها سليمه سواء بترميمها إن ثبت تلفها أو دفع قيمتها، وأنها لن تتنازل عن حقها. ومازال باقي الفنانين المشاركين لم يصلهم أخبار عن تلف أعمالهم وهم د. سيد قنديل، د. محمد نبيل عبد اسلام، د. رضا عبد الرحمن، وباسم عبد الجليل . وأوضح الفنان عبد الجليل ل"محيط" أنه أمر طبيعي عدم اهتمام قطاع الفنون التشكيلية بمسألة شحن الأعمال الفنية، فبشكل عام الأعمال عند خروجها من مصر يتم تغليفها بشكل جيد، لكن في الغالب عندما تعود للفنانين تكون غير مغلفة، وهذا حدث معه سابقا في بينالي شارك فيه عام 2010 في الاكوادور، مما عرض الإطار الخارجي للعمل للخدش والتلف. وبسؤال الفنان د. رضا عبد الرحمن قوميسير المعرض قال أن الإهمال إما كان من شركة الشحن او من قبل المركز الثقافي المصري في باريس او السفارة المصرية هناك؛ حيث أن السفير المصري في باريس احد رجال النظام السابق ولم يهتم بالبينالي على الرغم انه حصل على جائزة افضل عمل في البينالي، وكان مفترض وجوده بالمعرض أو وجود المستشار الثقافي هناك، أو حتى أي شخص من السفارة، لكنهم تجاهلوا الأمر على الرغم من وجود ممثلين من سفارة كل دولة شاركت في البينالي. وأرجع د. رضا مسئولية تلف الأعمال إلى قطاع الفنون التشكيلية سواء مدير عام المعارض الداخلية والخارجية أو رئيس قطاع الفنون التشكيلية نفسه؛ فكان يفترض التعاقد مع شركات شحن "محترمة" تتولى سفر أعمال الفنانين وإرجاعها إلى مصر دون أدنى تلف، وكذلك التعاقد مع شركات تأمين تدفع قيمة أعمال الفنانين لو تلفت، فلا يجوز دفع نسبة من ثمن العمل للفنان كتعويض عن تلفه. ولذلك أعلن الفنان رضا عبد الرحمن تضامنه مع الفنانة إيمان عزت إن لم تحصل على حقها بالسبل القانونية المتاحة في القطاع وتعويضا بشكل يرضيها؛ لأن هؤلاء الفنانين خرجت أعمالهم لتمثل مصر في الخارج لا لتمثل شخصهم. وللعلم فقد أغلق الموف ثابت عويضة هاتفه حين سألناه عن أعمال الفنانين المشاركة بالبينالي . وحين توجهنا لرئيس قطاع الفنون التشكيلية الفنان د. صلاح المليجي ، قال : لم أرى الأعمال لأحدد مدى التلف، وقال أن من يقدر هذه القيمة لجنة من التأمين يتم مراجعتها من قبل القطاع كي يحصل الفنان على التقدير الفعلي لقيمة العمل . ومن جهته قال أحمد عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض أن ما يحدث بشكل عام في مثل هذه الأمور أن شركة شحن متخصصة تغلف الأعمال وتتولى شحنها واعادتها، وقبل سفر الأعمال يتم معاينتها وتصويرها لإثبات حالة، بعد ذلك يتم تشكيل لجنة مرة أخرى عند الفتح مع مندوب شركة الشحن والتأمين، وإذا قررنا كلجنة تلفيات او خسائر سواء كانت في البراويز أو العمل، نقرر نسبة الخسارة ويتم تحميلها لشركة التأمين، وإن كان العمل يحتاج بعض الرتوش في الترميم يتم الاستأذان من الفنان بإصلاحها كي ترجع أعماله كما هي، وغالبا التلفيات لم تكن كبيرة