في الوقت الذي دعت فيه قوى وحركات سياسية يوم 11 فبراير ليكون يوماً للإضراب العام، انقسم رواد الموقع الاجتماعي "فيس بوك" بين مؤيد ومعارض، وكل منهما يعرض لوجهة نظره مؤيدة بالأدلة. ففي الوقت الذي يؤيد فيه البعض هذه الدعوى ويجدها ورقة ضغط مهمة لتحقيق مطالب الثورة، انتشرت بيانات القوى المشاركة في الإضراب، وكذلك صور توضح الغاية منه وكيفية إنجاحه، وصور عن تاريخ الإضرابات في مصر. منها مثلا أن أول إضراب معروف حتى الآن في التاريخ كان قبل 3 آلاف عام في عهد رمسيس الثالث آخر ملوك مصر العظام في آواخر الدولة الحديثة، وقام به العمال القائمين على بناء مقبرة الملك "بناءون ونحاتون ونجارون ونقاشون وقاطعوا الأحجار إلخ"، بعد أن تأخر وزير الملك لمدة شهرين عن دفع المرتبات التي كانت وقتها عبارة عن حصص من الزيت والسمك والخضروات والملابس والحطب وشراب الجعة "شراب من الشعير المخمر به مضادات حيوية".
وبحسب ما ورد في البردية التي تم العثور عليها في "دير المدينة" احتج العمال على تأخر الرواتب فرفعوا شكواهم إلى رؤسائهم المباشرين أولا "المشرفين ورئيسين اثنين كان يرأسان العمل" وقالوا لهم "إنكم رؤساؤنا، وأنتم مفتشو هذه الجبانة، ليس لدينا ملابس ولا زيت ولا سمك ولا خضر، أرسلوا للفرعون سيدنا العظيم بخصوص هذه الأشياء، وأرسلوا للوزير رئيسنا حتى يمدنا بما نعيش به".
فتلكأ المشرفون والرؤساء خوفًا على فقدان وظائفهم، فزاد حنق العمال مع زحف الجوع إليهم فنظموا مظاهرة صامتة إلى بيت الوزير، وهددوا بأن يذهبوا إلى الملك نفسه، وعندما لم يستجب لهم أضربوا وتوقفوا عن العمل في المقبرة تمامًا.
وعلى إثر هذا قام الوزير بصرف جزء من المرتبات لهم، غير أن هذا لم يكفهم ولم يقنعهم؛ فعادوا إلى الإضراب مطالبين بتمام مرتباتهم، ولجأوا لوسيلة جديدة في الاحتجاج والاعتصام وهي حمل المشاعل ليلا للفت النظر لهم أكثر وأكثر؛ فاستجاب لهم الوزير وصرفوا بعد ذلك كامل مرتباتهم بانتظام واحتفلوا بهذا الإنجاز وقدموا القرابين في المعابد، كما جاء في موسوعة "مصر القديمة" للدكتور سليم حسن "الجزء السابع".
كذلك امتلأ "الفيس بوك" بصور بيانات المؤيدين للإضراب مثل، بيان طلبة الاشتراكيون الثوريون جامعة الإسكندرية، وبيان كلية الطب بقنا، إلى جانب تغيير صور الصفحات الشخصية بصورة للإضراب من قبل المشاركين به.
أيضاً انتشرت صور كاريكاتيرية عن المحجمين عن الإضراب منها، النكات التي خرجت على "حزب الكنبة" الذي يمتنع عن المشاركة في الثورة منذ بدايتها، ومن التعليقات نقرأ: " الثورة جت لك لحد بيتك.. الطلعة دي بتاعتكم .. عيش يا معلم"، "الزموا أماكنكم يوم 11 فبراير.. الطلعة دى بتاعتكم"، "الكنباوى الحق يقعد فى بيته أثناء الثورات ويخرج ليعمل أثناء العصيان المدني"، "حزب الكنبة كل حاجة ماشية معاه بالعكس: تقوله اعمل ثورة يقول لك اقعدوا تقول له اقعدوا يقول كلنا هننزل من البيت". وصورة أخرى تعرض لشوارع مصر الخالية يوم زيارة أوباما لمصر ومكتوب أسفلها: "..وقتها لم يكن تفريغ الناس من الشوارع والميادين إضرابا والناس اللى قعدت يومها فى بيوتها تخريبا لعجلة الانتاج وقتها لم يخرج الشيوخ والقساوسة لاعلان أنه حرام شراعاً". والرافضون للعصيان يعلنون رفضهم ويبررون ذلك "حتى لا نترك البلد للبلطجية، يعيثوا فيها الفساد بلا رقيب ولا حسيب ولا ازعاج، بالأمس أسقطوا الشرطه واليوم الجيش وغدا مجلس الشعب المنتخب"، وأيضاً انتشرت صورة أنه إذا أردت عمل عصيان مدنى عليك ألا تأكل رغيف عيش نشيف من يد خباز شريف فى هذا اليوم، وألا تستخدم الكهرباء، أو تشرب مياه، او تبتاع الدواء من الصيدلي، وغيرها من الأمور المهمة. وانتشرت أيضاً صورة تعبر عن تضارب الأقوال، منها صورة لمفتي مصر السابق نصر فريد واصل يقول في تصريح له أن الإضراب ضرر لكن إذا تحقق به رفع الضرر أصبح واجباً، وصورة أخرى للمفتي الحالي دكتور علي جمعة يقول فيها أن الإضراب حرام شرعاً، وسط تعليق على الصورة يا ترى نصدق مين؟ وصورة أخرى تبين أن العصيان مفاده مقاطعة التعامل مع الحكومة، حتى أن محصل فاتورة الكهرباء حين يطالب احدى الأسر بسدادها ترد عليه الأم قائلة" خدها من المجلس العسكري"!.