تنوعت اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين ، الا ان الوضع في سوريا يشغل التركيز الأكبر ، حيث دعت صحيفة "الدستور" الى عودة الملف السوري الى الجامعة العربية ، فيما اكدت صحيفة "الصباح" استعداد العراق لاستضافة القمة العربية، ومن جانبها حذرت صحيفة "البيان" من الإنفلات الأمني في مصر. مجموعات أمريكية وإسرائيلية
فمن جانبها ، ذكرت صحيفة "الوطن" السورية أن الجيش اللبناني نجح في تعطيل تحركات لمجموعات من جنسيات أمريكية وإسرائيلية كانت تقوم بعمليات تجسسية من شمال لبنان ضد سوريا.
ونقلت الصحيفة فى عددها الصادر اليوم الاثنين ، عن قناة فضائية لبنانية أن مجموعات من جنسيات أمريكية وإسرائيلية مزودة بوسائل اتصال متطورة قامت من شمال لبنان بمعاينة منطقة الحدود مع سوريا.
وأوضحت "الوطن" ، أن هذه المجموعات عانت مشكلات فنية في الاتصال لكون غرفة عملياتهم المركزية هي في تل أبيب ، ولدى الإخفاق في التواصل عالجوا هذه المشكلة بإقامة محطة اتصال في قبرص ومنها يتم الإرسال إلى تل أبيب .
وأشارت الصحيفة السورية إلى أن الجيش اللبناني نجح في تعطيل تحركات هذه المجموعات وعزل بعضها مما استدعى تغييرا إسرائيليا في قواعد الاشتباك وصرف الأنظار عبر خلق توتر أمني في قلب المناطق اللبنانية ولا يستبعد أن تتحول إلى اغتيالات .
وقالت الصحيفة ":إن الحركات الإسلامية فى شمال لبنان التى تنشط فى العداء لسوريا هى مجموعات مخترقة إسرائيليا "، وأوضحت أن هذه المعلومات وضعت بتصرف السلطات اللبنانية بعدما عطل الجيش اللبناني المخطط الإسرائيلي .
الجامعة العربية
وفي الشأن السوري ايضا ، دعت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى ضرورة عودة ملف الأزمة السورية إلى الجامعة العربية بعد فشل المشروع العربي في مجلس الأمن الدولي بسبب الفيتو من جانب روسيا والصين.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها صباح اليوم إن إعادة الحياة للمبادرة العربية وللجنة المراقبين العرب تصبح أمرا ضروريا ومهما كسبيل وحيد لنزع فتيل الانفجار وحل الأزمة حلا عربيا يعيد الأمن والاستقرار لربوع سوريا ويغلق الأبواب نهائيا أمام الحرب الأهلية التي بدأت نذرها ترتسم في أفق الشام مهددة بكارثة خطيرة يصل شررها الى دول المنطقة على غرار ما حدث في العراق وفي لبنان .
وأكدت الصحيفة فشل الحل العسكري والحلول الأمنية في سوريا كما فشلت في اليمن وليبيا وقبلها في تونس ومصر، مشيرة إلى أن الحل الحقيقي هو الحل السياسي والذي يجب أن يأخذه النظام السوري بجدية ودون لف أو دوران كسبيل وحيد للخروج من المأزق الذي وصل اليه ويشي بكارثة حقيقية تهدد وحدة سوريا وتنذر بتقسيمها الى دويلات طائفية واثنية متناحرة.
واعتبرت الصحيفة ، أن فتح ملف الأزمة السورية يؤكد أن النظام لم يتصرف بذكاء ولم يحسن التقاط نبض الشارع السوري ولم يقرأ مرحلة الربيع العربي قراءة موضوعية دقيقة فارتكب الخطأ الجسيم حينما انحاز للخيار العسكري والحلول الأمنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن النظام السوري لم يقر بحق الجماهير في التظاهر سلميا وبحقها في الحرية والديمقراطية والتعددية وتداول السلطة احتكاماً لصناديق الاقتراع والانتخابات النزيهة وصولاً الى الدولة المدنية الحديثة، وهو ما جسدته الثورة التونسية أفضل وأروع تجسيد حينما أنجزت التحول التاريخي العميق من دولة بوليسية قمعية فاسدة في عهد زين العابدين بن علي، الى دولة ديمقراطية حديثة بفعل الثورة الشعبية السلمية المجيدة .
وقالت الصحيفة ، إن امتثال النظام السوري والمعارضة للمبادرة العربية امتثالا حقيقيا بعيدا عن المناورة كفيل بنجاح الحل العربي والذي يحتم سحب الجيش من المدن والتزام الطرفين بوقف إطلاق النار واطلاق سراح المعتقلين وعقد مؤتمر للحوار الوطني لجميع ممثلي النظام والمعارضة تحت مظلة الجامعة العربية تمهيداً للوصول إلى وفاق وطني هو السبيل لانقاذ البلاد والعباد من الكارثة التي تهدد الجميع وفتح أبواب المستقبل لبناء سوريا الدولة المدنية الحديثة بعد طي ملف الدولة الشمولية والحزب الواحد والفساد والتوريث.
القمة العربية
وفي العراق ، ذكرت صحيفة "الصباح" في عددها الصادر اليوم الاثنين أن زيارة الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي الى البلاد الاسبوع الماضي أطلقت العد التنازلي لموعد انعقاد القمة العربية المقرر عقدها في بغداد نهاية الشهر المقبل.
واعتبر ائتلاف دولة القانون أن عقد هذه القمة يعد من الاولويات السياسية دعت القائمة البيضاء الى ضرورة العمل بشكل صحيح لانجاح عقد هذه القمة في حين ذكرت القائمة العراقية أن العراق حصل على ضمانات من الجامعة العربية بعقدها وأنه قادر على انجاحها. وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون الدكتور علي الشيخ ضاري الفياض أن انعقاد القمة العربية في بغداد من الاولويات السياسية الدولية نظراً لوجود اهتمام دولي كبير ازاء العراق وما يلعبه من دور مؤثر في المنطقة.
وأضاف الفياض في تصريح للصباح أن معظم الدول العربية لها توجهات معينة تلتزم بها من خلال التزامات دولية واخلاقية تترتب على ذلك مشيرا الى أن تلك الدول عليها أن تفهم أنها عندما تكون حريصة على عروبة العراق فعليها الاهتمام بهذا المؤتمر وأن تشارك بقوة فيه لدرء كل المؤامرات التي تريد النيل من العراق خصوصا وأنه من المؤسسين والفاعلين في جامعة الدول العربية.
وكان وزير الخارجية هوشيار زيباري قد أعلن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نائب الامين العام للجامعة العربية أن القمة العربية المقبلة ستعقد ببغداد في ال29 من مارس المقبل مؤكدا أن الحكومة العراقية جادة في توفير الأمن للقادة والرؤساء المشاركين بالقمة في حين أكد بن حلي أن العراق قادر على إنجاح القمة العربية وانه مقبل على مرحلة سيترأس خلالها العمل العربي.
وكان وزير الخارجية البحريني قد استبعد مشاركة حكومته في مؤتمر القمة العربية المزمع إقامته في العاصمة العراقية بغداد في التاسع والعشرين من شهر مارس المقبل واتهم الحكومة العراقية وبرلمانها باستغلال الاحداث السياسية فيها.
وطالب الدعمي الكتل السياسية العراقي بضرورة النظر الى مصلحة شعبهم لتكون نظرة العرب الى العراق ايجابية فضلا عن تحقيق المصالح للشعب العراقي.
ووصل نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي في الثلاثين من يناير الماضي إلى العاصمة بغداد في زيارة رسمية استمرت أربعة أيام لبحث استعدادات العراق لاستضافة القمة العربية المقبلة.
الإنفلات الأمني
ويأتي ذلك في الوقت الذي اعربت فيه صحيفة "البيان" الإماراتية عن قلقها على مستقبل مصر في ظل استمرار الإحتجاجات والإنفلات الأمني الذي تشهده البلاد، داعية من قاموا بثورة يناير التي أبهرت العالم إلى أن يبرهنوا مجددا أنهم قادرون على الوحدة والتلاحم من أجل مصلحة مصر فحسب وأن يشرعوا دون تأخير في وأد خريف الصدامات.
وتحت عنوان "مصر وخريف الصدامات" ، أوضحت الصحيفة أنه لا نختلف على أن ما ارتكب في مدينة بورسعيد الساحلية عقب مباراة كرة قدم وخلف في غضون ساعات قليلة أكثر من (74) قتيلا وألف مصاب هو بمثابة "مجزرة" ينكرها صاحب كل قلب لا يزال تنبض فيه حياة، لكن علاج الأزمات لايكون بسكب الزيت على النار وتأجيج الصدامات التي تخلف مزيدا من القتلى وتذهب بالاستقرار وهو ما شهدت عليه الأيام الماضية التي سقط فيها مزيد من القتلى الذين بلغ عددهم حتى أمس / 12/ ليزيد من مرارة الموقف.
وحذرت الصحيفة من أن الصدامات المتوالية والمستمرة في مصر لايمكن أن ينتج عنها سوى المزيد من الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات العامة التي هي ليست ملكا خاصا لفصيل معين وإنما هي أركان دولة على الجميع أن يسعى لصونها لاهدمها .
ونبهت الصحيفة إلى أن المحاولات التي يقوم بها البعض لاقتحام وزارة الداخلية أو الاعتداء بحرق مبان حكومية مثل مصلحة الضرائب ومن قبلها المجمع العلمي التاريخي إنما تدل على أن ثمة من يريد سوءا بمصر وهذا ما حذر منه المجلس العسكري.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك "أطرافا داخلية وخارجية" تسعى لهدم أركان الدولة، مطالبة الأحزاب السياسية وكل القوى أن تمد يدها وتتحمل مسئوليتها للخروج من دوامة الصدامات هذه التى لن تكرس إلا المزيد من الاحتقان وتفتح الباب واسعا لمن يسعى للعبث بأمن مصر .
وأكدت "البيان" في ختام افتتاحيتها أن المسار الديمقراطي السلمي الذي دشنه المصريون بانتخابات مجلس الشعب (البرلمان) ، واقتراع مجلس الشورى حاليا مرورا بوضع دستور جديد فانتخاب رئيس للجمهورية يجب أن يعمل الجميع على إنجاحه وأن يكون هدفا يلتف حوله المصريون جميعا من أجل الخروج بهذا الجزء الغالي على قلوبنا مما يمر به من آلام توجع العرب جميعا.
تضليل العناونين
ولم تغب القضية الفلسطينية عن افتتاحيات الصحف العربية ، وقالت صحيفة "الخليج" الإماراتية ، إن كثيرا ما تكون العناوين الجذابة وخاصة في القضايا السياسية مناقضة لمحتواها أو ملتوية لتحقيق أغراضها ، وقد عانت القضية الفلسطينية على مدى نشوئها وتطورها من تضليل العناوينالمرافقة لها.
وتحت عنوان " ما بعد الاستكشاف " أشارت الصحيفة إلى أن أخر الأمثلة على ذلك مصطلح المحادثات الاستكشافية فالبلدان الغربية التي تناصب القضية الفلسطينية العداء لاتعجز عن الالتفاف على ما يريد الفلسطينيون مستغلة ضعفهم والانقسام العربي والميوعة الدولية واخترعت "الاستكشاف" من أجل إيجاد مخرج للفلسطينيين كي لايحنثوا بوعدهم بعدم الخوض في مستنقع المفاوضات من دون أن يكون هناك أفق لمخرج حقيقي يحقق مطالبهم .
وأكدت الصحيفة ، أن الفلسطينيين قد طوقوا عنقهم حينما أعلنوا أن موقفهم من هذه المحادثات الاستكشافية سيتحدد في السابع والعشرين من الشهر الماضي والناس مازالوا في انتظار الموقف الفلسطيني ، والبلدان الغربية تضعف السلطة الفلسطينية على نحو متواصل، والسلطة يبدو أنها غير منتبهة أو مكترثة بذلك.
وأوضحت " الخليج" أن غرض المحادثات الاستكشافية لم ينطل على أحد من الفلسطينيين أو غيرهم ممن يهتم بالقضية الفلسطينية إذ لم يكن ما حصل سوى مفاوضات تحت مسمى جديد وسيكون استغباء للناس القول..إن المفاوض الفلسطيني لايعرف الموقف الإسرائيلي حتى يحتاج إلى سبر غوره.
وأضافت أنه لو كانت هناك نقلة نوعية مختلفة في الموقف الإسرائيلي لكان بالإمكان معرفته من دون الحاجة إلى الاستكشاف فالمشكلة التي تعوق المفاوضات هي بالدرجة الأولى استمرار الاستيطان، والإعلان عن وقفه يحقق للفلسطينيين ما يريدون ويلقي الحجة عليهم في موضوع المفاوضات.
وأكدت الصحيفة ، أن الموقف الفلسطيني سيضعف أكثر عند التباطؤ في تحديد الموقف الذي وعدوا الناس به في ما يتعلق بالمحادثات الاستكشافية.. موضحة أن الإعلان عن الموقف يرتب عليه الخطوات التالية التي ينبغى اتخاذها وجل ما تريده البلدان الغربية وإسرائيل على وجه التحديد هو تواصل التظاهر بأن شيئا ما يحدث حتى لا يكون الفلسطينيون تحت ضغط الحاجة إلى الإقدام على الخطوات السياسية والدبلوماسية اللاحقة.
ورأت "الخليج" في ختام افتتاحيتها أن هذه البلدان يحرجها خلال هذه الفترة التي يرتفع فيها صراخها عن حقوق الإنسان والشعوب أن ينكشف زيف ادعائها في موضوع القضية الفلسطينية ولأن تحقيق الأهداف السياسية يحتاج إلى فرص فلا ينبغي على الفلسطينيين تفويت هذه الفرصة.