القدس المحتلة: ذكرت مصادر صحفية إسرائيلية أن المحكمة العليا في تل أبيب أصدرت قرارا بإجلاء عشرات العائلات الفلسطينية من منازل في حي الشيخ جراح بالقدسالمحتلة. وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أن قرار المحكمة الصادر أول أمس الأحد يفسح المجال أمام الجمعيات الاستيطانية اليمينية الناشطة شرقي القدس لمباشرة إجراءات إجلاء عشرات العائلات الفلسطينية من منازل في حي الشيخ جراح خلال أيام . وبحسب الإذاعة الإسرائيلية، فإن قضاة المحكمة العليا كانوا رفضوا اعتراض السكان الفلسطينيين على قرار سابق لمحكمة أدنى بشأن ملكيتهم لقطعة أرض كبيرة في الشق الغربي من حي الشيخ جراح وزعمت المحكمة بأن ممثلي المستوطنين وكذلك دائرة حراسة أملاك الغائبين وهيئات أخرى تملك الأدلة على أن قطعة الأرض المذكورة مملوكة لليهود . ولفت أحد مسئولي الجمعيات الاستيطانية شرقي القدس إلى أن ثلاث عائلات فلسطينية ستغادر منازلها في الشيخ جراح بعد يومين بعد انقضاء مفعول ما يسمى عقود الإيجار معها ملمحا إلى أن النية تتجه لإسكان عشرات العائلات اليهودية في قطعة الأرض الآنفة الذكر . واضافة الى ذلك فإن المستوطنين سيكونون قادرين على المضي قدما في خطط للبناء في المنطقة. وقال ارييه كينج ، أحد قادة الحركة الاستيطانية في القدسالمحتلة إنه تقدم بمشروع لبناء عشرات الوحدات السكنية في حي الشيخ جراح. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة القول "من الآن فصاعدا سيكون من السهل على جماعات المستوطنين طرد الفلسطينيين من المنطقة". يذكر أن حي الشيخ جراح يشهد منذ فترة طويلة مواجهات بين مواطنيه والمستوطنين, خاصة بعد تصاعد حدة التوتر بعد سماح محكمة الاحتلال للمستوطنين بالسيطرة على منازل الفلسطينيين بدعوى انهم اجبروا على مغادرة إسرائيل بعد عام 1948. في غضون ذلك ، اتهم مسئول فلسطيني الاثنين الحكومة الإسرائيلية بتصعيد (حرب تغيير التركيبة الديمغرافية) في مدينة القدس بغرض السيطرة الكاملة عليها وتهجير سكانها الفلسطينيين. وقال أحمد الرويضي رئيس وحدة القدس في مكتب الرئاسة الفلسطينية، في تصريحات لإذاعة (صوت فلسطين) إن إسرائيل كثفت في الفترة الأخيرة انتهاكاتها في مدينة القدس ضمن (حرب تغير التركيبة الديمغرافية) في المدينة. وحذر الرويضي من تصعيد مخططات إبعاد السكان الفلسطينيين في القدس خاصة مع الحديث عن استكمال بناء جدار الفصل بما يشمل عدة أحياء في المدينة إلى جانب تكثيف الأنشطة الاستيطانية فيها. وتعد القدس محل نزاع محتدم بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في وقت تتعثر فيه بينهما جهود مفاوضات السلام التي أطلقتها الإدارة الأمريكية في الثاني من الشهر الجاري. وتريد إسرائيل إعلان القدس عاصمة موحدة لدولتها فيما يصر الفلسطينيون على اعتبار القدسالشرقية عاصمة لدولتهم.