رغم ان مصر لا تزال منشغلة فى اعادة ترتيب اوراقها الداخلية والخارجية على اكثر من مسار منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 الا ان القضية الفلسطينية ظلت على سلم اولوياتها للسياسة الخارجية ومثلت احد اهم اعمدتها الداعمة على كافة الصعد وقد بدا ذلك جليا فى دعم تمسك القيادة الفلسطينية بثوابتها الاساسية بشان العودة الى طريق التفاوض مع اسرائيل ووقف سياسة الاستيطان او بتايد حصول الفلسطينين على دولة مستقلة عضو فى الاممالمتحدة من خلال العمل مع كل المجموعات الدولية لتحقيق ذلك. دور المخابرات العامة المصرية يقول عبد الرازق ابو جزر المحرر الدبلوماسي لوكالة "سما " الفلسطينية للأخبار انه فى الموضوع الداخلى الفلسطينى الذى شهد انتكاسات كبيرة منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة منتصف يونيو من العام 2007 لعب جهاز المخابرات العامة المصرية دورا اساسيا وهاما فى انهاء هذا الانقسام و تلافى تداعياته السلبية استراتيجيا وقام ذلك على عدة مرتكزات اساسية مهمة ومن ضمنها ضمان عدم دخول الفلسطينين اصحاب القوى والتنظيمات المختلفة فى اتون حرب اهلية لا تبقى ولا تذر وتهدد المستقبل الفلسطينى برمته بما فيها شطب القضية الفلسطينية من اجندة المجتمع الدولى .
ووقفت المخابرات العامة المصرية التى مثلت الدولة المصرية والمجلس العسكرى وبتنسيق كامل مع وزارة الخارجية المصرية فى هذا الموضوع على مسافة واحدة من كل المشارب الفلسطينية على قاعدة الاستماع للجميع ومحاولة الاستفادة من كل الطاقات لانهاء الوضع القائم وتطوير المواقف نحو شراكة حقيقية قائمة على تاسيس نظام فلسطينى يسمح باستيعاب الجميع كما عززت المخابرات العامة المصرية لدى الجميع طريقا واحدا لانهاء الانقسام يقوم على الحوار الوطنى وحل القضايا الخلافية بالطرق السلمية .
جهاز مشهود له بالعمل الامنى المحترف
واستقبلت قيادة الجهاز المشهود له بالعمل الامنى المحترف فى اكثر من ميدان معظم قادة القوى الفلسطينية الرسمية والمعارضة ومؤسسات المجتمع المدنى وجمعياته الاهلية و شخصياته الاعتبارية ومستقليه كما حطت فى مطار القاهرة طائرات الشخصيات الفلسطينية من مختلف بقاع الارض . فى عملية معقدة دخل رجال المخابرات المصرية بكل مستوياتهم فى عملية دبلوماسية من نوع خاص لما للقضية الفلسطينية من مكانه فى العقل العربى والمصرى من بالغ الاهتمام وخاصة ان ساحة قطاع غزة ساحة الفعل الحقيقية تعتبر من مكونات البعد القومى والامنى للدولة المصرية الذى تلعب المخابرات العامة المصرية بالتعاون مع باقى مؤسسات مصر دورا رئيسيا فى رعايته وتوليه فى الحوارات العديدة والمتنوعة التى دعت لها القاهرة بعد الانقسام الفلسطينى والتى بدات فى السادس والعشرين من فبراير من العام 2009.
جولات مكوكية
حرصت المخابرات المصرية على تنفيس حالة الاحتقان لدى كل القوى من خلال جولات مكوكية من الحوارات الثنائية والشاملة والتى ناقش فيها قادة الفصائل الهم الفلسطينى والتطلعات المستقبلية والثوابت الاساسية الى ان توج ذلك بنجاح فى التوصل الى اتفاق القاهرة فى الرابع من شهر يوليو من العام 2011 والذى وقعه الرئيس الفلسطينى محمود عباس ابو مازن ورئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل ورئيس المخابرات العامة المصرية الوزير مراد موافى.
وخلال جولات الحوار الفلسطينى المختلفة الثنائية منها والشاملة عمل رجال المخابات العامة المصرية فى الملف الفلسطينى لساعات طوال فى جهود دبلوماسية وامنية وادارية ولوجستية فريدة وشوهد الضباط المكلفون بادارة الملف الفلسطينى فى المخابرات العامة وقد بدت على وجوهم علامات الارهاق فيما وكان عيونهم قد جافت النوم لايام طوال القضايا الخلافية بين الفلسطينين لم تكن سهلة بتاتا او تتعلق بسيطرة حماس على قطاع غزة بل فتحت كل الملفات وخاصة بعد رحيل الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات الذى قد ترك فراغا كبيرا فى الساحة السياسية الفلسطينية .
ومن القضايا الخلافية كانت الانتخابات وقانون اجرائها والملف الامنى واعادة تفعيل مؤسسات المنظمة وانضمام حماس والجهاد الى عضويتها والمصالحة الاجتماعية التي عمل بها رجال المخابرات بنجاح بارع واشبه بخلايا النحل التى تعمل على مدار الساعة صالوا وجالوا بين كل الاطراف فى لقاءاتها المختلفة بدعوة كريمة من مصر واستضافة رؤساء واعضاء الوفود وتقديم الحماية الامنية وكافة التسهيلات الاخر ى لهم لانهاء الحقبة السوداء من تاريخ الشعب الفلسطينى بالحد الادنى من الخسائر لكى يتفرغ الفلسطينيون الى مواجهة الاحتلال الاسرائيلى . القطار الفلسطينى يسير بالاتجاه العملى الصحيح
ومن الواضح انه فى الجولة الاخيرة من الحوار الفلسطينى والتى حضرها الرئيس محمود عباس ابو مازن ورئيس المجلس الوطنى سليم الزعنون والامناء العامون للفصائل برعاية وضيافة مصرية بدا القطار الفلسطينى يسير بالاتجاه العملى الصحيح .
صحيح ان المسؤولية الفلسطينية مشتركة وان الفلسطينيون بلا استثناء مع انهاء الانقسام لكن الرغبة الفلسطينية والعمل المسؤول لم يكن ليتم و يرى النور لولا اخوة اشقاء غاظهم الانقسام الفلسطينى وعزت على رجالهم القضية الوطنية التى حلموا بها صغارا وسعدوا بالعمل فيها كبارا ويدركون ان امن بلادهم من امنها وحريتهم من حريتها ونجاحاتهم من نجاحها ولذلك عملوا مع الجميع لانقاذها وشكلوا رافدا من روافد استمرارها على قيد الحياة انهم رجال مصرالاوفياء ورجال المخابرات العامة الذين يرفع لهم كل الفلسطينين القبعات احتراما وتقديرا مع تمنياتهم بغد مشرق لمصر الماضى والحاضر والمستقبل ؟.