سيطرت خطوة قطع مصر وعدة دول خليجية العلاقات مع قطر، على أعمدة ومقالات كتاب الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء. ففي عموده "نقطة نور" وتحت عنوان "على نفسها جنت قطر" ، أكد الكاتب مكرم محمد أحمد أنه لسبب رئيسي واحد قطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين واليمن علاقاتها مع قطر حماية لأمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف، بما يعني أن خمس دول عربية أولاها السعودية الراعى الأكبر لدول الخليج وثانيتها مصر أكبر دولة عربية على يقين من أن قطر تحولت إلى ملاذ آمن للإرهاب، تمول جماعاته وتسلحها وتدربها وتستخدم إمكاناتها الدبلوماسية واللوجستية لتهريب الأسلحة إلى هذه الجماعات، فى ليبيا وغزة وأى مكان تستهدف إلحاق الأذى به. ورأى أنه بذلك تسيء قطر استخدام ما أفاء الله به على شعبها من نعم لتمويل عمليات التخريب والقتل وتؤوى فى العلن جماعة الإخوان المتحالفة مع داعش لتقويض سلطة الدولة المصرية على سيناء، وتعض يد السعودية بعد أن مدت لها مظلة الحماية إبان صراعها مع الرئيس عبد الناصر، فضلاً عن أن الجميع يعرف أن جماعة الإخوان هى المظلة التى خرجت من تحتها كل جماعات العنف والإرهاب فى الشرق الأوسط وهى أس البلاء الذى ابتدع العنف والإرهاب والتكفير والفتن الطائفية والتحريض على الكراهية وإنكار الآخر. وقال "إن بيان مملكة البحرين عن قطع العلاقات مع قطر يقدم حيثيات التخريب الخطير الذى تمارسه قطر لزعزعة الأمن والاستقرار وتمويل جماعات التمرد المرتبطة بإيران فى البحرين، كما يقدم بيان السعودية حيثيات أخرى خطيرة تبدأ من محاولة شق الصف السعودى فى الداخل والتحريض على الخروج على الدولة واحتضان جماعات داعش والقاعدة والإخوان، أما أسباب مصر وحيثياتها فيمكن أن تملأ مجلدات تسجل أفعال قطر السوداء لضرب أمن مصر الوطني. وأضاف أنه إذا كانت الدول الخمس، السعودية ومصر والبحرينوالإمارات واليمن، أقدمت على اتخاذ مجموعة من الإجراءات المتشددة كى تحمى أمنها من تآمر قطر وتقليم أظافر إرهابها أهمها إغلاق كل المنافذ البحرية والبرية والجوية ومنع عبور قطر فى أراض وأجواء الدول الخمس، فإن من واجب الدول العربية جميعها أن تفعل الشيء ذاته لتضرب المثال الصحيح الذى يلزم المجتمع الدولى عقاب كل دولة تمد يد العون إلى جماعات الإرهاب، لأنه إن تقاعس عن عقاب أى دولة تساند الإرهاب وتعطيه ملاذاً آمناً فإن الحرب على الإرهاب تصبح عملاً لا معنى له، يكاد يكون نوعاً من الحرث فى البحر لا يجدى فتيلاً، لأنه لا معنى لأن تحارب دول بعينها الإرهاب وتتحمل سقوط آلاف الضحايا والشهداء، فى الوقت الذى يلقى فيه الإرهاب مدداً مستمراً من دول أخرى. وتابع " لأن خطر الإرهاب شاع وانتشر وأصبح يمثل تهديداً للأمن والاستقرار، العالمى بعد أن طالت يده القبيحة دولاً عديدة فى أوروبا وآسيا وأمريكا، أصبح من الحتمى أن يتكاتف المجتمع الدولى على عقاب كل دولة تمد يد العون إلى الإرهاب وأولاها قطر". أما الكاتب ناجي قمحه فرأى في عموده " غدا.. أفضل" بجريدة الجمهورية تحت عنوان "عزل حكام قطر" أن السلطة الحاكمة في قطر نالت ما تستحق من عزلة وتجنيب جزاء ما اقترفته من جرائم في حق شعوب عربية أرسلت إليها جماعات الإرهاب ممولة بثروات الشعب القطري مسلحة بوسائل التدمير والاغتيال خدمة لأهداف ومصالح القوي الاستعمارية والصهيونية التي تريد عالما عربيا منقسما وممزقا وضعيفا تلعب بعض دوله وفي مقدمتها قطر - السلطة لا الدولة - دور رأس الرمح المعادي الدامي في صدر الأمة العربية وبينها الشعب القطري المغلوب علي أمره المظلوم من أميره. وقال إن قرار قطع العلاقات مع السلطة القطرية الذي صدر أمس من عواصم عربية عديدة ومؤثرة لا يستهدف قطع علاقات الاخوة وأواصر الصداقة مع الشعب القطري العزيز، بل يستهدف قطع الطريق على مؤامرات حكامه ضد الشعوب العربية الأخرى وتواطؤهم مع الجماعات الارهابية والمنشئين لها وضرب مخططاتهم الرامية لاستغلال أصحاب الثروات العربية الضالين في إنهاك الشعوب العربية وإخضاعها للهيمنة الأجنبية وحرمانها من ممارسة حقوقها في الأمن والاستقرار والتنمية وصنع مستقبل أفضل بلا استعمار ولا إرهاب. وفي عموده "بدون تردد" بصحيفة " الأخبار " قال الكاتب محمد بركات تحت عنوان "حماقة حكام قطر أعيت من يداويها " إنه لم يكن أمام قادة مصر والأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وكذلك ليبيا واليمن، طريق آخر غير قطع العلاقات مع إمارة قطر، فقد أغلق حكام قطر كافة السبل الأخرى دون حكمة أو روية، وركبوا رؤوسهم وأصروا على الاستمرار فيما هم عليه من تآمر على الدول والشعوب العربية، وتمسكوا بمواصلة ما هم فيه من دعم للإرهاب، وإيواء للجماعات والمنظمات الإرهابية، وتمويل لعصابات القتل والتفجير والتخريب بطول وعرض العالم العربي. وأشار إلى أنه لا يوجد أحد في مصر أو في غيرها من الدول الشقيقة كان يتمني أن نصل إلى ذلك، وأن نضطر إلى اللجوء لمثل هذا القرار الصعب، بوصفه آخر سبل العلاج للحالة المرضية التي أصابت حكام قطر، وهو »الكي» على أمل أن يدفعهم للإفاقة مما هم فيه والعودة إلى طريق الحق والرشاد. ورأى أن كل الحقائق القائمة على أرض الواقع تؤكد أن مصر صبرت كثيرا وطويلا على الإلاعوجاج الشديد الذي أصاب حكام قطر، طوال السنوات الماضية، وأنها تحملت ما فوق الطاقة خلال هذا الصبر، بينما كانت قطر ولا تزال تتآمر على أمن وسلامة مصر، وتدعم الجماعة الإرهابية وعصابات الإفك والضلال، التي تمارس إرهابها وجرائمها ضد مصر والمصريين، ولكن للصبر حدود. وقال إن مصر حاولت وأيضا الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإماراتوالبحرين تعديل المنهج القطري المعوج بالنصح تارة والإرشاد تارة أخرى، ولكن حكام قطر رفضوا كل هذه المحاولات، وأصروا على الاستمرار في تآمرهم وسعيهم لإثارة الفتن ودعم الإرهاب وإيواء الإرهابيين ومحاولة نشر الفوضي وهز الاستقرار في الدول العربية بصفة عامة، وفي مصر والسعودية والبحرينوالإمارات واليمن وليبيا بصفة خاصة، ولهذا اضطرت مصر وأشقاؤها لاتخاذ هذا القرار المؤلم بعد أن بات واضحا صحة الحكمة القائلة »بأن لكل داء دواء يستطب به.. إلا الحماقة أعيت من يداويها.