طهران : كشف مسئول بالبرلمان الإيراني النقاب أن أعضاء الهيئة التشريعية تلقوا توجيها من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي من أجل تمرير التشكيلة الحكومية التي قدمها الرئيس محمود أحمدي نجاد. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إيسنا) عن محمد رضا بهونار، نائب المتحدث باسم البرلمان، قوله: "لولا توجيهات خامنئي الداعية إلى دعم الحكومة لكان النواب قد رفضوا ثمانية أو تسعة وزراء في جلسة التصويت التي منحوا فيها الثقة يوم الخميس ل18 وزيرا من أصل 21 رشحهم نجاد". وأضاف بهونار "رؤية خامنئي حالت دون هذه "البداية السيئة وغيرت نظرة المجلس، الذي كان سيرفض وزراء النفط والصناعة والتجارة والتعاون والنقل والخارجية" ، إضافة إلى الوزراء الثلاثة الذين رفض تعيينهم وهم فاطمة أجورلو (وزارة الضمان الاجتماعي) وسوسن كشوارز (التربية الوطنية) ومحمد علي ابادي (الطاقة). وذكر موقع "خبراون لين" المرتبط برئيس البرلمان الإيراني على لاريجاني أن خامنئي أرسل ليلة الأربعاء رسالة إلى نواب البرلمان محتواها: أنه يود أن يرى الأعضاء المقترحين للحكومة ينالون الثقة من نواب البرلمان. وحسبما ذكرت جريدة "الشرق الأوسط" ، يعد الكشف عن هذه الرسالة إحراجا لخامنئي ، حيث يعد انتهاكا للقوانين الإيرانية، فلا يحق للمرشد أن يحث أو يدعو البرلمان من وراء الستار للتصديق على الحكومة، متجاهلا تحفظات البرلمان على بعض الوزراء لعدم تمتعهم بالكفاءة أو الخبرة اللازمة. وقالت الصحيفة: " المرشد أراد إرسال رسالة للرئيس الإيراني مفادها: أنه السبب المباشر في التصديق على حكومته"، ويأتي ذلك بعد تقارير أن أحمدي نجاد يريد أن يصبح في الولاية الثانية أكثر تشددا واستقلالا عن المرشد الأعلى. وكان البرلمان الإيراني قد صدق الخميس على الحكومة الثانية للرئيس محمود أحمدي نجاد بعد نحو 10 أسابيع من الانتخابات الرئاسية ، وذلك بمنح الثقة على 18 وزيرا في الحكومة المقترحة من أصل الوزراء ال21 الذين قدمهم الرئيس الإيراني. ووجوه الحكومة الجديدة تنتمي في غالبيتها للحرس الثوري والباسيج والدائرة الضيقة التي عملت مع أحمدي نجاد عندما كان عمدة لطهران من بينهم وزراء النفط والداخلية والدفاع والاستخبارات، إذ كلهم عملوا في الحرس الثوري الإيراني ومقربين من أحمدي نجاد. كما أن من بين الوزراء الجدد أول وزيرة في إيران منذ الثورة عام 1979 وهي مرضية وحيد دسترجردي التي عينت وزيرة للصحة، إلا أنها ليست بعيدة تماما بدورها عن الحرس الثوري أو المؤسسة العسكرية، إذ أن شقيقها الجنرال أحمدي وحيد رئيس الاستخبارات في مكتب المرشد الأعلى لإيران آية الله على خامنئي.