صدر حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، رواية "نوار اللوز" للروائى الجزائرى الكبير واسيني الأعرج، ضمن سلسلة آفاق عربية، العدد 184، ويرأس تحرير السلسلة أحمد أبو خنيجر، مدير تحرير لبنى الطماوي. "نوار اللوز" إسقاطات الماضي على الحاضر، وإحياء لتغريبة بني هلال من خلال نسج تغريبة صالح بن عامر الزوفري على منوالها. كل ما في الأمر تغير في أسماء الشخصيات وفي الزمان وفي المكان، إلا أن القارئ سيجد في هذه التغريبة تفسيراً واضحاً لجوعه وبؤسه، فما يزال بيننا، وحتى وقتنا هذا، الأمير حسن بن سرحان، دياب الزغبي، أبو زيد الهلالي، الجازية... فمنذ أن رمي الإنسان على هذه التربة الجافة وإلى يومنا هذا، ما يزال النصل هو اللغة الوحيدة لتلك الخلافات المزمنة. ويقول الروائي بأن وقائع روايته هذه هي من نسج الخيال بشكل من الأشكال، مؤكداً بأنه وفي حال ورود أي تشابه أو تطابق بينها وبين حياة أي شخص أو أية عشيرة أو أية قبيلة أو أية دولة، على وجه هذه الكرة الأرضية، فذلك سيكون من قبل القصد وليس المصادفة أبداً. ومن أجواء الرواية "رأسك خشن يا صالح الزوفري، يا وليد البراريك مثل أحجار الوديان... ماذا يا صالح، يا آخر سلالة بنى هلال، أيها القمح البليوني، بدأت تتفسخ مرغماً، وتسقط من عينيك كل الأشياء الجميلة التي أنبتها في قلبك الشهداء ودهر من الحزن، ماذا بقى لك من أبي زيد الهلالي، غير إرث السيف الذى لا يعرف الغمد، والتهويب، والجوع، والفنطازية".