تنشر مجلة "الأهرام العربي" في عددها الجديد الصادر السبت، حوارًا مع الروائي الجزائري "واسيني الأعرج" الذي تحوي ذاكرته مئات الحكايات، إضافة إلى أنه لديه قدرة بارعة على نسجها في رواية، بعذوبة وفيض يحملان ألقًا خاصًا، وكتاباته تحمل غربته ووحدته في المنافي. واسيني يكتب لتكون الكتابة وطنًا بديلًا، وهكذا يجلس إلى أوراقه صاحب "أحلام مريم الوديعة" و "الأمير" و "جغرافية الأجساد" و "طوق الياسمين" و "نوار اللوز" و "سيدة المقام "ليصنع وطنًا في كتابة. ويقول الأعرج إنه في كل الوطن العربى هناك شىء ينذر بكارثة يتم التجهيز لها فى الأفق، وإذا لم يفطن الحكام والمواطنون إلى هذه الظاهرة ستحدث الكارثة، كما أن الحكام متفرغون للسلطة ويتناسون أن هذا خطر عليهم وأن مصلحتها مؤقتة. ولفت الأعرج إلى ما تمثله ظاهرة الإسلام السياسي المتصدرة للمشهد السياسي العربي وبخاصة في دول الربيع العربي، وعجزها تمامًا عن حل مشكلات الإنسان الأساسية من ماء وكساء وطعام، وإلصاقهم كل شيء بما ورد في القرآن دون تقديم أي حل حقيقي، في حين تعمل في الخفاء لطمس جميع المجهودات الثقافية والتنويرية بتحويل اهتمام المجتمع بالثقافة إلى صراعات بلهاء، نحو حرمانية الغناء والموسيقى من غير ما تجد لديهم حلًا لذلك، يقولون لك كل شىء موجود فى القرآن. وحمل الحوار كذلك بعض الانتقادات التي وجهت لرواية واسيني الأعرج الأخير، "أصابع لوليتا"، لاعتماده تقنية "الفلاش باك" بشكل يكاد يكون سيطر كثيرًا على أجواء الرواية، ما جعل القارئ يعود إلى البداية أكثر من مرة، حيث دافع الأعرج عن روايته موضحًا أن عالم بطل الرواية يتطلب تلك الانتقالات في الحياة، فهو يقترب من الستين ويلتقي حبيبته الصبية الفاتنة عارضة الأزياء، وحين يبدأ الحب في نسج خيوط قصتهما يبدأ البطل في استعادة ذكرياته من فرانكفورت إلى باريس إلى الجزائر، عبر تقاطعات زمنية ليتذكر الرئيس الأول للجزائر بعد استقلالها، أحمد بن بيلا، أو "الريس بابانا" وسجنه وعلاقته بوالده، وهربه من بلاده بعد كتابته مقالات سياسية، فالبطل روائي ستيني يحب صبية صغيرة فمن الطبيعي أن يستعيد ذكريات عمره معها.