قال موقع "ذا ديترويت نيوز" الأمريكي - في تقرير له - إن المصريين وقفوا في طابور طويل خارج محطة لإدارة ومعاجلة النفايات في القاهرة لبيع مخلفاتهم الصُلبة، في خطوة أولى بمشروع طَموح يهدف إلى حل المشكلات المتعلقة بمعاجلة النفايات التي تعاني منها المدينة البالغ عدد سكانها حوالي 18 مليون نسمة. وأضاف الموقع أن تجارة القمامة أصبحت تدِرُّ دخلًا يساعد الأسر الفقيرة على مجابهة أعباء المعيشة في البلد المأزوم اقتصاديًا، والذي يشهد موجة غلاء غير مسبوقة في تكاليف المعيشة. وتابع التقرير أن الأشخاص الواقفين في الطابور أمام المحطة الواقعة على جانب الطريق في حي مصر الجديدة - الراقي - كانوا يحملون حقائب تحتوي على الكتب المدرسية القديمة وزجاجات المياه البلاستيكية ومواد أخرى قابلة لإعادة التدوير. وأوضح التقرير أن هؤلاء الأشخاص يقومون بوضع هذه القمامة على موازين موجودة بجانب قائمة مدون بها كافة أسعار المواد، وذلك لتحديد قيمتها المادية. وأشار التقرير إلى أن المحطة - وهي إحدى المحطتين المتخصصتين في معالجة النفايات في القاهرة - كانت ممتلئة بحقائب وأكياس المواد القابلة لإعادة التدوير، والتي جلبها المواطنون منذ تدشينها الأحد الماضي. وتظهر على جدار المحطة الخارجي - وفقًا للتقرير - عبارة "القمامة ليست مشكلة، ولكنها مصدر للدخول"، فيما توجد عبارة أخرى نصها: "فصل القمامة يجلب الأموال ويحقق النظافة". وقالت "ليلى الشاذلي" - مواطنة مصرية عمرها 46 عامًا - وهي تقف أمام المحطة لبيع زجاجات فارغة: "كانت هناك كومة كبيرة من القمامة في المكان الذي بنيت عليه هذه المحطة، وكانت رائحتها كريهة". وأشار التقرير إلى الدور الذي تقوم به الحكومة المصرية الآن في معالجة النفايات في القاهرة، والتي يتم تجميعها - في أحيان كثيرة - عبر مجموعة من الأشخاص الذين يقومون بجمع هذه النفايات من المنازل، ثم فرز المواد القابلة لإعادة التدوير منها. وبحسب أحدث البيانات الرسمية الصادرة، بلغ إجمالي النفايات التي تم جمعها من منطقة القاهرة الكبرى في العام 2014، قرابة 5 ملايين طن. ومن خلال مساعدتها في حصول المواطنين على دخول إضافية في وقت يكافح فيه السواد الأعظم من المصريين لتلبية احتياجاتهم المعيشية اليومية في ظل أزمة اقتصادية طاحنة، أوجدت هذه المبادرة حافزًا لسكان القاهرة للاشتراك في عملية إعادة تدوير المخلفات، وهي المسألة التي كانت مهملة في المدينة وغيرها من المناطق في مصر. المبادرة تم اقتراحها من نائبين في مجلس النواب المصري، وطبقتها لاحقًا محافظة القاهرة التي أصدرت تراخيص أجرت بموجبها قطعة أرض مجانًا لمجموعة من مستثمري القطاع الخاص لتشغيل محطات لإدارة المخلفات الصلبة. وقالت "ناريمان طلعت" - واحدة من هؤلاء المستثمرين - في تصريحات لوكالة "أسوشيتيد برس" للأنباء: "إن المصريين أظهروا اهتمامًا كبيرًا بالمشروع"، لكنها حذرت من أنه سيستغرق وقتًا لكي يتعلموا كيفية فصل مخلفاتهم على النحو المناسب. وتابعت: "أعتقد أن القمامة غير المستخدمة هي أموال مهدرة، ولهذا أعجبتني الفكرة".