رصدت صحيفة "الجارديان" تقريرًا صادرًا عن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، قالت فيه: "إن الجدار الحدودي الذي اقترح الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بناءه بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمكسيك، تصل تكلفته الإجمالية إلى 21.6 مليار دولار، ويستغرق إنشاؤه أكثر من 3 سنوات". وقالت "الجارديان" إن المشروع يواجه صعوبات عدة، في مقدمتها تدبير الأموال اللازمة لإنجازه. وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع عرض التقرير على "جون كيلي" وزير الأمن الداخلي في الأيام المقبلة، برغم أن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تأخذ بالضرورة بالتوصيات التي جاءت في التقرير. وأوضح التقرير أن خطة بناء الجدار تنقسم إلى ثلاث مراحل، تنتهي باستكمال المشروع الذي يمتد لمساحة 1250 ميلًا (ألفي كيلومتر) بحلول نهاية العام 2020. ولفت التقرير إلى أن الجدار الجديد وبرغم تشديد الحراسة على مساحة 654 ميلًا (1046 كيلومترًا) من الحدود بين أمريكا والمكسيك سيمتد بطول الحدود كاملة بين الدولتين. وأوضحت الجارديان أن الكثير من التقديرات التي أطلقت منذ حملة "ترامب" الانتخابية، والمتعلقة بتكلفة المشروع، أو حتى الجداول الزمنية المحددة لإنجازه، لم تكن مؤكدة، مردفة أن التقرير الأخير يعد الخطوة الأخيرة قبيل طلب إدارة "ترامب" من الكونجرس تدبير الأموال من دافعي الضرائب، للبدء الفعلي في المشروع. وذكرت متحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أن الوزارة لم تؤكد الوجود المحتمل لقرارات مسبقة في هذا الخصوص أو حتى تعلّق عليها. لكن ناطقة باسم البيت الأبيض قالت إنه من "السابق لأوانه" التعليق على تقرير لم يُعرض رسميًا على الرئيس. وكشف التقرير أن المرحلة الأولى من بناء الجدار الحدودي ستكون هي الأصغر، حيث تستهدف مناطق تغطي 25 ميلًا (42 كيلومترًا) بالقرب من سان ديجو بولاية كاليفورنيا، وإل باسو بولاية تكساس، ووادي ريو جراندي في تكساس. أما المرحلة الثانية من المشروع المقترح، فستغطي 151 ميلًا (242 كيلومترًا) من الحدود بين البلدين داخل وحول وادي ريو جراندي ولاريدو في تكساس، وتوسكون في أريزونا، وإل باسو في تكساس، وبيج بيند في تكساس، في حين ستغطي المرحلة الثالثة والأخيرة مناطق غير محددة بمساحة 1080 ميلًا (1728 كيلومترًا). كان الرئيس الأمريكي الجديد قد أصدر أمرًا تنفيذيًا في وقت سابق يهدف إلى الإسراع في تشييد الجدار. وقد وقع "ترامب" مرسومًا يطلق مشروع بناء الجدار على الحدود بين الولاياتالمتحدة والمكسيك، الوعد الأكثر رمزية إبان حملته الانتخابية. وبعد خمسة أيام من توليه منصبه، وقّع الرئيس الجمهوري أيضًا مرسومًا آخر حول التطبيق الصارم لقوانين الهجرة، يتضمن تدابير ضد "مدن الملجأ" التي تأوي المهاجرين غير الشرعيين. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض "شون سبايسر": "بناء هذا الجدار ليس مجرد وعد انتحابي، إنه خطوة أولى من الحس السليم لتأمين الحدود التي يسهل اختراقها اليوم". وأعلن إنشاء مزيد من مراكز الاحتجاز على طول الحدود، لجعل احتجاز وإعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدانهم الأصلية "أكثر سهولة وأقل كلفة". يُذكر أن وقف تدفق المهاجرين إلى الولاياتالمتحدة كان أبرز مواضيع حملة "ترامب" الانتخابية التي أعلن خلالها عن رغبته في بناء جدار بطول 3200 كيلومتر على الحدود بين الولاياتالمتحدة والمكسيك. وبعض الحدود مغلقة، لكن "ترامب" قال إنه يجب بناء جدار لوقف دخول المهاجرين غير الشرعيين من دول أمريكا اللاتينية. وعبّر خبراء عن شكوك فعلية حول فاعلية الجدار في وقف الهجرة غير الشرعية، أو ما إذا كان المشروع يستحق عناء استثمار مليارات الدولارات في حين أن هناك وسائل أخرى أقل كلفة لتحقيق نفس النتائج. وتعهد "ترامب" - خلال الحملة الانتخابية - بطرد مرتكبي الجنح من المهاجرين السريين من الولاياتالمتحدة، وبناء جدار على طول الحدود بين الولاياتالمتحدة والمكسيك. لكن مشروع الجدار يصطدم بعدة إجراءات يجب اتخاذها مسبقًا، فالكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون يجب أن يؤمّن أموالًا جديدة عند اقتراب المشروع من التنفيذ، فيما أمضى حزب "ترامب" سنوات طويلة يدعو إلى ضبط الميزانية.