قال الكاتب والمحلل السياسي التركي سولي أوزل إن الانسحاب الأمريكي من العراق بنهاية الشهر الجارى سيزيد من نفوذ إيران في العراق ، مشيرا إلى أن هناك منافسة جدية بين تركيا وإيران حول الشأن العراقي. وأضاف أوزل في مقال له بصحيفة "حريت" التركية اليوم الجمعة إن البرنامج النووي الإيراني ومحاولات زيادة نفوذها بالدول الخليجية دفع الدول السنية بالمنطقة وفى مقدمتها تركيا إلى عدم الإرتياح، موضحا أن التطورات الجارية في سوريا والتي جاءت متزامنة مع انسحاب القوات الأمريكية من العراق سيكون بدون أي شك الحدث المستقبلي المهم بالمنطقة . ووصف الحرب الأمريكية في العراق بأنها كانت خاطئة لأنها أثرت على التوازنات الإقليمية بالإضافة إلى تدميرها للعراق على حساب حماية المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة. احتمالات التوتر بين العرب والأكراد في العراق وتابع قائلا أن هناك من يرى أن الانسحاب الأمريكي يثير قلق احتمالات تصاعد التوتر بين العرب والأكراد في العراق، إضافة إلى زيادة نفوذ وثقل إيران على العراق الذي سيؤثر بدوره سلبا على التوزانات في المنطقة. وأكد أن زيادة التأثير الإيراني على العراق بعد انسحاب القوات الامريكية مرتبط بالتطورات الجارية في سوريا ، كما أن اندلاع حرب داخلية في سوريا واستمرارها لمدة معينة أنذاك سيؤدي إلى زيادة احتمالات إحياء الحرب الداخلية في العراق. وأشار إلى أن انتشار القوات الأمريكية في ضواحي مدينة الموصل شمال العراق يعتبر بمثابة حاجز يعرقل تصاعد التوتر بين العرب و الأكراد الذين يخططون لضم هذه المنطقة لإدارتهم لانهم يؤمنون بأن مدينة كركوك الغنية بالنفط الخام تابعة لهم وقد يؤدي هذا التطور الى اندلاع اشتباكات بين العرب والاكراد الذين يحاولون منذ فترة طويلة لتوسيع حدود المناطق التي يسيطرون عليها. علاقات وطيدة بين تركيا وأكراد العراق وقال المحلل السياسي التركي إن هناك علاقات وطيدة بين تركيا وأكراد العراق مقارنة بعلاقات الفترة من عام 2003 وحتى 2004 ، وبدأت تتقارب العلاقات التركية مع منطقة شمال العراق في المجال الاقتصادي إضافة إلى تلقي أنقرة الدعم من الإدارة الكردية في مجال مكافحة أعضاء منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية رغم عدم تمكن حكومة العدالة من إقناع قيادي أكراد شمال العراق بدخول ميليشياتهم "البيشمركة" في حرب مباشرة ضد الانفصاليين المنتشرين في شمال العراق. وأضاف إن الرئيس العراقي جلال طالباني ومسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق يبذلان جهودا مكثفة لاقناع قيادي منظمة حزب العمال الكردستاني "بي كيه كيه" لتأمين وقف إطلاق النار، موضحا أنه من الممكن لتركيا أن تتولى حماية أكراد شمال العراق من بعد الانسحاب الامريكي حيث كان لا يتوقع أحد في الفترات السابقة أن تتوصل تركيا لهذه المرحلة الحساسة. ورأي أن مما يلفت الأنظار أنه ازدادت زيارة كبار المسئولين الأمريكيين إلى تركيا في الأونة الأخيرة وأهمها زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تركيا في بداية الشهر الجاري والزيارة الحالية التي يجريها وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا التي قد تتبلور حول الانسحاب الأمريكي من العراق وتقديم ضمانات لتركيا بصدد عدم نشوء فراغ أمني بالعراق من بعد الانسحاب، إضافة إلى عدم إتاحة الفرصة لأعضاء المنظمة الانفصالية للسيطرة على الأسلحة الأمريكية التي تركتها لقوات الأمن العراقية وتقييم التطورات الجارية بالمنطقة في مقدمتها الأحداث السورية والبرنامج النووي الإيراني والتوتر القائم على العلاقات التركية الإسرائيلية التي تضر مصلحة أمريكا في المنطقة.