"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" هذه هي الرسالة التي حملها الرحمة المهداة ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت رسالته الرحمة والسلم، وجمع في شمائله الخصال الحميدة من العفو والحلم والشجاعة والحياء والصدق والتواضع فهو "الصادق الأمين". ولد النبي صلى الله عليه وسلم في عام عرف بعام الفيل حينما أقدم أبرهة الحبشي على هدم الكعبة بجيشه المكون من الفيلة والذي يوافق عام 571 من الميلاد، ففي الثاني عشر من ربيع الأول كان مولد خاتم المرسلين في مكة فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمه آمنة بنت وهب، فولد يتيم الأم وتوفيت أمه مبكرا وعاش في كنف جده عبد المطلب إلى أن توفى وتربى في بيت عمه أبي طالب. ووافق يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة يوم الاثنين، وهو من الأيام التي يستحب فيها الصيام، فكان كثير الصيام فيه فقد روى مسلم عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله سئل عن الصيام يوم الإثنين فقال "فيه ولدت وفيه أنزل علي" وهو أيضا اليوم الذي ترفع فيه الأعمال وقال الرسول "وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم". خلقه القرآن "كان خلقه القرآن" هذا ما قالته السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي، وقال الله تعالى في كتابه الكريم "وإنك لعلى خلق عظيم" في سورة القلم، وقال النبي في حديث شريف له "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فكان صلى الله عليه وسلم يقول "إنما يرحم الله من عباده الرحماء". وتزخر السنة النبوية بما يدل على رحمة النبي في كل أحواله ، فقال الله تعالى "لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ"، فكان صلى الله عليه وسلم إذا بعث بعثا أو جيشا أوصاهم قائلا "لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا"، وقد قبل النبي الفداء من أسرى بدر، وفي يوم فتح مكة عفا عن قريش وأهل مكة بعدما أساؤوا إليه وأخرجوه من بلاده، كما أطلق صلى الله عليه وسلم سراح أسرى حنين. كما كان النبي يحث على الرفق فقال "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه"، وقال أيضا "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه، ومن خصاله أيضا الصدقة والتواضع ففي حديث شريف قال صلى الله عليه وسلم "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" رواه مسلم.