اصطفت جماعة الإخوان من الشعب المصري ومن شعوب العالم أعضاء جماعة الإخوان وعبر تربية طويلة تمت صياغة أفكار أعضائها وصياغة سلوكهم. فالعضو يدخل الإخوان من خلال بيعة أو قسم أو ولاء عام أو انتماء يقدمه على باقي الانتماءات . يسلم العضو نفسه ليتم تثقيفه وتعليمه وتدريبه على السمع والطاعة التي هي أساس انتمائه . ويتم دعوة العضو من مرحلة الثانوية أو الإعدادية و يتم تقييم العضو من خلال سنوات انتمائه للجماعة ويقاس الولاء لأفكار الجماعة ومدى السمع والطاعة التي يتمتع بها الفرد . وللجماعة مكتب إرشاد بدأ بالمؤسس المرشد الشيخ حسن البنا خريج دار العلوم أخذ البيعة لنفسه من غير المتخصصين في العلوم الشرعية إنما مسلمون متحمسون لنصرة الإسلام وعلى أكتاف هؤلاء قامت الجماعة وعلى ما أذكر كانوا ستة أفراد . والذي يراجع تخصصاتهم يعلم عنهم الكثير وبدأت المسيرة بين الملك والأحزاب والانجليز . وتفاعلت الجماعة مع الواقع وأخذت بالنمو والاتساع وضم أفراد جدد يبايعون على السمع والطاعة ويتم صياغتهم ثقافيا وسلوكيا عبر اختيار مكتب الإرشاد وكان المرشد يتولى مكتب الإرشاد فإذا مات خلفه آخر عبر بيعة تؤدى للمرشد الجديد تحفظ للجماعة تماسكها وسيطرتها على الأفراد . وعبر مسيرة الإخوان خرج من الإخوان من تربوا في صفوفهم وتعلموا ثقافتهم والإخواني من ثقافته أن من دخل الجماعة فقد ازداد إيمانا ومن خرج من الجماعة فهو كالخبث فإن الجماعة تنفي شرورها وتحتفظ بطيبها. والإخواني يدعو لمن خرج من الإخوان بالهداية لأنه خسر من دينه بمفارقة الجماعة . وفي بعض الأحيان ينزلون أحاديث الجماعة التي وردت في السنة على جماعتهم . ويتأولون أحاديث الإمارة على جماعتهم فيضفون على مرشدهم صلاحية تقرب من صلاحية الخليفة وهي صلاحية الولاية العامة . فالإخوان يقدمون لنا اجتهادات مكتب الإرشاد في الثقافة والاجتهاد من خلال جماعة تبايع على السمع والطاعة للاختيارات الفقهية والمذهبية والسياسية لمكتب الإرشاد . ولا ضير في ذلك فما هو الخوف من تلك الجماعة وفي أحد محاوراتي مع فريق ممن خرج من الإخوان طرحوا السؤال الآتي هل الإخوان إقصائيون؟ . وللإجابة عن هذا السؤال لا بد أن نراجع عبر مشوار الإخوان الطويل ماذا يفعل الإخواني مع الأخ الذي دخل في الجماعة وتبرع لها وأمضى من عمره فيها سنينا ثم تبين له خطأ اجتهاداتهم في الفقه والسياسة فأراد أن ينسحب من تلك الجماعة دون أن يخسر المزيد . فالأخ إذا دخل الإخوان وبذل للجماعة يكون صاحب فضل مدة مكوثه في الجماعة فلما يتبين خطأ الاجتهادات لا يستطيع أن يستمر فبدلا من أن يأخذ تعويضا فقد أضاف للجماعة أموالا وأفرادا يتهم في دينه ويضيقون عليه ما أمكن ويسقطونه في الانتخابات إن استطاعوا ويتحول إلى عدو مبين ويفضلون عليه من لم يكن معهم يوما . وسوف يرد الإخوان بأن الخارجين هم الظالمون وأن الإخوان يمدون أيديهم بالخير لهم إلا أن الآخرين فاجرون في الخصومة . ويتمسك الخصوم بأن الإخوان إقصائيون بما يفعلون مع جميع التيارات الإسلامية. والحقيقة التي يرصدها الباحث أن الإخوان يأخذون الأموال والوقت من المسلمين بدعوة نصرة الإسلام فإذا خرج منهم خارج فهو قد خذل الدعوة ويستحق العقوبة الربانية . وهذا هو الجواب على السؤال هل الإخوان إقصائيون وأترك للقاري الحكم إن كان مسلما عاديا . أما إن كان إخوانيا فالقول - نحن جماعة ربانية والله ينفي الخبث عنا والخارج عنا متهم في عقله ودينه .